أوروبيون يريدون التحاور مع «حماس»

 
بعد سنوات من الحصار والمقاطعة أدرك الغرب أن سياسته في الأراضي الفلسطينية لم تكن مبنية على أسس صحيحة. وبات واضحاً عند الرأي العام الأوروبي والأميركي أن معاناة الفلسطينيين في غزة لا يمكن أن تبرر بحجة استيلاء حركة المقاومة الإسلامية «حماس» على قطاع غزة وتهديدها لأمن واستقرار الدولة العبرية.
 
ويجري الآن نقاش جاد في باريس حول ضرورة مد قنوات الحوار مع الحركة، وإطلاق مفاوضات جادة مع مسؤوليها. ولم تنجح الضغوط القوية التي مورست على الحركة لإقناعها أو إجبارها على التجاوب مع شروط المجموعة الأوروبية والولايات المتحدة، من أجل قبولها شريكاً سياسياً في الشرق الأوسط.
 
وتعتبر المنظومة الغربية «حماس» منظمة «إرهابية» وتطالبها بالتخلي عن المقاومة والاعتراف بإسرائيل والاتفاقيات المبرمة في السابق. يقول أحد المستشارين في قصر الإليزيه، لم يكشف عن اسمه، «من دون شك، لقد أخطأنا عندما وضعنا ثلاثة شروط للحوار مع «حماس».. شرط واحد ربما كان يكفي»

ويضيف المستشار، أنه لم يكن من المنطقي أن نبني جداراً عالياً بيننا وبين ما أسماه بـ«المتشددين» الفلسطينيين، لأن ذلك يدفعهم بعيداً عن السلوك المعتدل. وليس من المعقول، حسب المصدر نفسه، أن نطالب الحركة بإلقاء جميع أوراق ضغطها جانباً قبل البدء في المحادثات معها.
 
يبدو أن المسؤولين الغربيين مترددين في الاعتراف بضرورة الحوار مع الفلسطينيين في غزة، فوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ألمح إلى ضرورة الحوار مع «حماس»، «طبعاً يجب التفاوض مع حماس».
 
ولكن كوشنير عقب على ذلك، «ليس بوسعنا فعل ذلك الآن. نحن بصدد الحوار مع (حزب الله) لأننا نرى أنه طرف في حل الأزمة اللبنانية، ولكن بالنسبة إلى (حماس)، فهي جزء من المشكلة الفلسطينية».
 
يرى المراقبون أن الرفض الفرنسي للدخول في حوار مع الحركة يرجع إلى أسباب تكتيكية وإيديولوجية. وعلى المدى القصير، ليس في نية باريس إضعاف موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ويذكر أن عباس يرفض ويعارض أي اتصال مع الحركة، بعد أحداث غزة التي أقصت حركة فتح، حتى تنهي ما أسماه «الانقلاب على الشرعية» وتعيد الأمور إلى سابق عهدها.

ويرى البعض أنه من خلال شروط عباس غير الواقعية، فإن فرص التوافق مابين الحركتين غير واردة، على الأقل في ظل هذه الأجواء المحتقنة. تقول الأطراف التي ترفض الحوار مع «حماس» إن الحركة تدعو إلى تدمير إسرائيل، وأغفلت هذه الأطراف أنه على الرغم من أن ميثاق حركة التحرير الفلسطينية كان ينص في أحد بنوده-الذي تم تعديله لاحقاً- على إزالة الدولة العبرية، فقد تم التوقيع على اتفاقية السلام في أوسلو في .

1993 ومن المعروف أن مسؤولين في دول غربية، مثل سويسرا والنرويج، قاموا باتصالات مع قادة الحركة في بيروت ودمشق، بالإضافة إلى إسبانيا والسويد التي فضلت أن تكون اتصالاتها مع الفلسطينيين سرية. ويرى المراقبون أن تردد الأوروبيين في الحوار مع «حماس» قد تعزز بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. 

ومع ذلك يقول أحد المقربين من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ان فرنسا سوف «تتحاور مع (حماس) إذا رأت أن ذلك ضروريا..» وفي المقابل صرح ساركوزي أنه «لن نحاور من يقومون باغتيال الناس..»

إلا أن الحركة لم تتصدر الصراع خارج حدود الأراضي الفلسطينية، في الوقت الذي يخشى فيه البعض من أن تستجيب الحركة لنداءات بتوسيع نشاطها العسكري خارج الحدود
.
تويتر