Emarat Alyoum

«غوغل» تنتهج سياسة «العلاقات الدافئة» لكسب ولاء المتـــعاملين

التاريخ:: 18 مارس 2017
المصدر: القاهرة ــ الإمارات اليوم
«غوغل» تنتهج سياسة «العلاقات الدافئة» لكسب ولاء المتـــعاملين

منذ بداية نشأتها، اعتادت شركة «غوغل» الأميركية كسب معاركها وتحقيق أهدافها من خلال ما تطرحه من تقنيات مستحدثة رائعة بسيطة، لكن هذه الشركة العملاقة بدت في مؤتمرها السنوي الثاني للحوسبة السحابية كأنها تبحث عن ضالتها، ليس بالتقنية التي أتقنت استخدامها بل بالعودة إلى الناس وكسبهم عبر سياسة «العلاقات الدافئة»، التي تقوم على التواصل المباشر مع المتعاملين، وجذبهم بالخدمة والرعاية العالية، والسياسة السعرية المرنة، وجعلهم سلاحها السري في كسب معركتها مع شركات مثل «أمازون» و«مايكروسوفت» المسيطرتين تقريباً على هذه السوق.

اتفقت معظم التقارير والتحليلات التي تابعت «مؤتمر غوغل السنوي الثاني للحوسبة السحابية» الذي انطلق في الثامن من مارس الجاري واستمر حتى الـ10 منه، على أن «غوغل» توظف مواردها البشرية المدهشة لجذب وكسب ولاء وثقة المستخدمين الصغار والأفراد والمتعاملين الكبار على السواء في سوق الحوسبة السحابية.

علاقات دافئة

 

- «غوغل» ستصبح الثالثة في الخدمات السحابية ولن تحل مكان «أمازون» قريباً.

- «العلاقات الدافئة» تمثل تحولاً مفاجئاً في سياسة «غوغل».


«ويب أمازون».. الأكثر شيوعاً

قالت المحللة في مؤسسة بحوث أعمال تقنية المعلومات، ميجان ماك جارث، إن خدمات «ويب أمازون» ستظل الموفر الواقعي الأكثر شيوعاً والجاهز لخدمات الحوسبة السحابية في المدى المنظور، إذ أوجدت «أمازون» هالة براقة حول نفسها من خلال نظام مشاركة ضخم يجعلهما على قمة الأولويات عند الاختيار.

وتابعت: «ذكاء غوغل تجلى في أنها جعلت المؤسسات تفهم مزايا بيئة الحوسبة السحابية متعددة الأطراف، وتقتنع بـ(غوغل) وهي تقول: (نحن يمكن أن نكون غطاءك الآمن عند وقوع ظروف طارئة، وبالتالي فإن شركتك لن تقع بالكامل لو كان لديك بديل قوي إلى جانب (أمازون)».

يمثل هذا النهج لدى «غوغل» تحولاً مفاجئاً ومستغرباً في سياستها، بحسب ما ذكر تقرير لموقع «كمبيوتر وورلد» computerworld.com، فالمعتاد أن النجاحات الكبرى لـ«غوغل» كانت تأتي من التقنية الجيدة التي تبيع نفسها إلى حد كبير، مثل خدمات البحث والإعلانات المرتبطة بها، مثل «غوغل آد وورد»، و«غوغل آد سينس». وقد تجسدت سياسة «العلاقات الدافئة» في خصائص جديدة، وتسعير مصمم لتحقيق وضع أفضل لـ«منصة غوغل للحوسبة السحابية» كبديل له قيمته، فالأسعار في هذه الخدمة تبدأ بمستوى «المجاني دائماً»، وهي خدمة تسمح للمستخدمين والمتعاملين بتجربة وتذوق خدمتها للحوسبة السحابية مجاناً ودون وقت محدد للتجربة، كما تتضمن 5 غيغابايت مساحة تخزين في الشهر، و60 دقيقة دخولاً شهرياً على خدمة «غوغل» الصوتية السحابية، وكل ما يتطلبه الأمر أن يضع المستخدم بطاقة ائتمان لمحاسبته مالياً إذا ما زاد الأمر على الحدود المسموح بها مجاناً.

مديح الكبار

بصورة عامة، امتدح المتعاملون ما أعلنته «غوغل» من أشياء جديدة، فمثلاً عندما سُئل المدير الرقمي لشركة «لوش» لتوزيع منتجات التجميل، جاك كونستانتين: لماذا تحولت شركته من «أمازون» إلى خدمات «غوغل» السحابية؟ فإنه لم يركز على المزايا التقنية، لكنه قال: «علاقتنا مع (غوغل) علاقة مهندس لمهندس، إنها مشاركة يمكننا فيها التعامل مع التحديات معاً.. إننا كبار في سوق البيع بالتجزئة، لكننا مؤسسة صغيرة في التقنية، ولا أعتقد أننا نستطيع أن نحقق ما حققناه مع خدمات (غوغل) السحابية في أي بيئة أخرى».

هذا المستوى من الراحة مع «غوغل» هو السبب الأساسي أو المفتاح، لأن مؤسسة مثل «لوش» كانت تحت ضغط التحول إلى خدمات «غوغل» السحابية، بعدما تزايد لها الإحباط بسبب بعض الجوانب المعينة في خدمات «ويب أمازون»، وقررت قبل 22 يوماً من انتهاء عقدها السنوي مع «أمازون» عدم تجديد العقد والتوجه إلى «غوغل».

وفى تعليقها على هذا التوجه المفاجئ وغير المعتاد من قبل «غوغل»، قالت المحللة في مؤسسة بحوث أعمال تقنية المعلومات، ميجان ماك جارث، إن «غوغل» أقنعت سوق المؤسسات بطريقة متفردة، فالأشياء التي تفعلها من خلال الفرق التي أطلقت عليها اسم «مهندسو كسب ثقة المتعاملين»، و«مهندسو كسب ثقة الموقع»، أثبتت أنها تساعد منتجات «غوغل» التقنية بصورة كبيرة.

وأضافت ميجان أن المتعاملين الرواد لخدمة «غوغل» السحابية مثل «سبوتيفاي» و«سناب» يؤكدون أن جرعة الاهتمام التي تلقوها من «غوغل» لا تقدر بثمن.

بدوره، قال مدير الهندسة في شركة «بلانيت لاب»، تروي تومان، إن مؤسسته ذهبت مع منصة «غوغل» السحابية إلى مرحلة «الحزمة الكاملة»، بما فيها التقنية، والتسعير المرن، ورغبة «غوغل» الواضحة في المجيء إلينا والاستماع لما نحتاج.

وعلى الرغم من أن لدى «بلانيت لاب» استثمارات كبيرة في خدمة «ويب أمازون»، فإنها تحولت إلى منصة «غوغل» السحابية خصيصاً للمساعدة على إدارة ومعالجة ملايين الصور التي تنتجها الشركة من خلال آلاف الأقمار الاصطناعية في المدارات المختلفة.

أما المحلل بمؤسسة «جارتنر»، ديفيد ميتشيل سميث، فقال إن المدى الذي وصلت إليه «غوغل» الآن مع تركيزها على المؤسسات شيء لم يكن يتخيله منذ عامين، إذ أصبح أمام «غوغل» اليوم الكثير من الفرص الكبيرة التأسيسية للسعي وراء الشركات التي تتطلع إلى التخلص من نظمها القديمة، والتحول للحوسبة السحابية.

سوق الحوسبة

ويبقى السؤال هنا: هل سيحدث هذا التوجه المفاجئ والمدهش من جانب «غوغل» تغييراً نوعياً كبيراً مفاجئاً في سوق الحوسبة السحابية؟

وهنا، فقد قال محللون إن ما يجري يعد بوادر تنبئ بتحول كبير فعلاً، لكن ليس في المدى المنظور أو في الأجل القصير، إذ قال ديفيد سميث: إن «غوغل» ستتجه لأن تصبح الثالثة بين من تبحث عنهم المؤسسات الباحثة عن إضافة الخدمات السحابية، لكنها لن تحل محل «أمازون» في أي وقت قريب. وقال محللون آخرون إن هذا التصور يعد مقبولاً وقابلاً للتحقق، ففي بيئة الحوسبة السحابية تكون موارد المؤسسات والنظم من المعلومات والبيانات والتطبيقات والبنى التحتية، جميعها موجودة في الحوسبة السحابية، وتفضل المؤسسات أن تتعامل مع أكثر من طرف أو أكثر من مورد للحوسبة السحابية، بحيث لا تعتمد بنسبة 100% على مورد واحد، تجنباً للتعرض للتوقف الكامل في حالة الطوارئ، وهي سياسة تتبعها شركات التأمين.