لدفع نظام تشغيلها بين الشركات المصنعة مقابل نظام «أندرويد»
«مايكروسوفت» تدرس خفض سعر رخصة «ويندوز 8»
تدرس شركة «مايكروسوفت» الأميركية المُصنّعة لأجهزة الكمبيوتر اللوحية والهجينة، خفض سعر رخصة نظام تشغيلها «ويندوز 8»، بسبب المنافسة، وسعياً منها لجذب الشركات إلى إنتاج مزيد من أجهزة الكمبيوتر التي تحمل نظام التشغيل الجديد، وتحمل شاشات داعمة للّمس.
وتخطط «مايكروسوفت» إلى بيع ترخيص «ويندوز 8» وتطبيقات «أوفيس» للشركات المُصنّعة بسعر 30 دولاراً فقط (110 دراهم)، بينما يبلغ السعر الأصلي للحزمة حالياً 120 دولاراً (441 درهماً)، وذلك بحسب ما ذكر موقع صحيفة «وول ستريت» نقلاً عن مصادر مطّلعة.
ووفقاً للمصادر نفسها، فإن السبب الرئيس الذي دفع «مايكروسوفت» إلى اتخاذ هذه الخطوة هو المنافسة الشديدة التي تشهدها في سوق أجهزة الكمبيوتر اللوحية، إذ لم تطرح أي شركة بعد أجهزة كمبيوتر لوحية بنظام «ويندوز 8» بسعر يقل عن 500 دولار، في حين تطرح الشركات المنافسة أجهزة كمبيوتر لوحية تعمل بنظام «أندرويد» بأسعار تبدأ من 150 دولاراً.
وتعتزم «مايكروسوفت» توفير السعر المخفض الجديد للأجهزة التي تعمل بشاشات أصغر من 10.8 إنشات، وهو ما يصلح لأجهزة الكمبيوتر اللوحية، أو الهجينة التي يمكن تحويلها إلى أجهزة كمبيوتر محمولة صغيرة بلوحة مفاتيح كاملة.
وكانت «مايكروسوفت» صممت واجهات نظام «ويندوز 8» خصيصاً، كي تتلاءم مع الشاشات اللمسية، إلا أن أسعار هذه الشاشات بحد ذاتها تُعتبر مرتفعة مقارنةً بالشاشات التقليدية.
ومع إضافة السعر المرتفع نسبياً لرخصة «ويندوز 8»، فإنه بات من الصعب على الشركات إنتاج أجهزة رخيصة مقارنةً بالأجهزة التي تعمل بنظام «أندرويد» مفتوح المصدر، الذي تستطيع الشركات تثبيته مجاناً في أجهزتها دون دفع أي رسوم لشركة «غوغل» الأميركية المنافسة.
شركات منافسة
وتطرح الشركات المنافسة أجهزة كمبيوتر لوحية وهجينة تعمل بنظام «أندرويد» بأسعار مخفضة مقارنةً بأسعار الأجهزة التي تعمل بنظام «ويندوز 8». ومثال ذلك، إعلان شركة «أسوس» التايوانية في يناير 2013 عن جهازها اللوحي (ميمو باد) بسعر 150 دولاراً بشاشة من قياس سبعة إنشات، كما أعلنت الشهر الماضي عن نسخة بقياس 10 إنشات من الجهاز اللوحي نفسه بنحو 360 دولاراً.
وتبيع «غوغل» جهازها اللوحي «نيكسوس 7» بسعر يبدأ من 200 دولار وبمواصفات مرتفعة تتضمن معالجاً رباعي النواة من طراز «إنفيديا تيغرا 3»، وشاشة عالية التحديد مع «1» غيغابايت من الذاكرة العشوائية، و«16» غيغابايت من مساحة التخزين الداخلية.
وكانت شركة «أبل» طرحت أخيراً حاسبها اللوحي «آي باد ميني» بأسعار تبدأ من 329 دولاراً، معلنةً دخولها سوق أجهزة الكمبيوتر اللوحية ذات السعر المنخفض نسبياً.
وكان هذا السوق بدأ بالرواج منذ أواخر عام 2011 حين أعلنت شركة «أمازون» عن جهازها اللوحي «كيندل فاير» بشاشة قياس سبع إنشات وبسعر 200 دولار، ثم أتبعت ذلك بالكشف عن أجهزة كمبيوتر لوحية جديدة في منتصف العام الماضي بقياسات سبع و8.9 إنشات، تميزت بمواصفات متطورة وأسعار تبدأ من 200 دولار كذلك.
تراجع مبيعات
على الرغم من أن «مايكروسوفت» سوقت نظام تشغيلها الجديد على أنه أفضل أنظمة التشغيل المتوافرة لإنتاج المحتوى، وهو ما تدعمه بقوة من خلال حزمة تطبيقات «أوفيس» المتوافرة لأجهزتها، فإنها لا تستطيع أن تتجاهل أهمية سوق أجهزة الكمبيوتر اللوحية التي تُستخدم بشكل أساسي لاستهلاك المحتوى، وأداء مهام بسيطة، مثل تصفح الـ«ويب» ومشاهدة الفيديو، وقراءة الكتب الإلكترونية.
وتعاني «مايكروسوفت» في ذات الوقت من مشكلة أخرى تتمثل في تراجع مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصية عموماً لمصلحة نظيرتها «اللوحية»، ما يؤثر سلباً كذلك في انتشار نظام «ويندوز 8» على أجهزة سطح المكتب والأجهزة المحمولة، إذ أصدرت مؤسسة «آي دي سي» للأبحاث تقريراً يتحدث عن تراجع شحنات أجهزة الكمبيوتر الشخصية خلال الربع الأخير من عام 2012 بأكثر من 6٪، مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2011، وهي نسبة فاقت التوقعات السابقة للشركة.
انتقاد لـ «ويندوز 8»
وكان رئيس شركة «آيسر» التايوانية، جيم وونغ، انتقد قبل فترة نظام «ويندوز 8» بشكل صريح في حوار له مع موقع «بلومبيرغ» الإلكتروني، ووصفه بنظام «غير ناجح» على حد تعبيره.
وأشار إلى أن سوق أجهزة الكمبيوتر لم يتحسن بعد إطلاق «ويندوز 8»، الأمر الذي اعتبره معياراً جيداً للحكم فيما إذا كان نظام التشغيل ناجحاً أم لا.
وأضاف وونغ أن شركته، على الرغم من الميزانية الجيدة التي خصصتها لعمليات الدعاية والتسويق لأجهزتها التي تعمل بنظام «ويندوز 8»، فإن مبيعاتها تراجعت بنسبة 28٪ خلال نهاية عام 2012.
لهذا تأمل «مايكروسوفت» تحسين نسبة استخدام نظام تشغيلها الجديد من خلال تخفيض سعر الرخصة لنشر الأجهزة التي تعمل بنظام «ويندوز 8» بشكل منخفض التكلفة في الأسواق.