Emarat Alyoum

«أبل» تقترب من «شركة التريليون دولار»

التاريخ:: 02 نوفمبر 2017
المصدر: القاهرة ـ الإمارات اليوم
«أبل» تقترب من «شركة التريليون دولار»

توشك شركة «أبل» الأميركية أن تحمل لقب «شركة التريليون دولار»، وذلك بعد أن تخطت أوامر الحجز المسبق لهاتف «آي فون إكس» التوقعات، ونفدت كل الكمية المعروضة للحجز في أقل من ساعة مع فتح باب الحجز، فضلاً عن ظهور الأرقام الخاصة بنتائج أعمال الشركة خلال الربع الثالث من العام الجاري، ومؤشرات أعمال الربع الأخير، التي تظهر نتائج جيدة وأفضل من المتوقع، جنباً إلى جنب مع ارتفاع في قيمة سهم الشركة، منذ بداية العام، بأكثر من 40%، ما أضاف نحو 160 مليار دولار للقيمة السوقية للشركة. غير أن كل هذا النجاح، والسيولة النقدية التي تتدفق على الشركة، لم يمنعا بعض المحللين من القول إنه «صعود متسارع إلى نقطة الذروة التي تعقبها الهاوية، لأنه نجاح يعتمد بالأساس علي (آي فون) الذي يعتبر في النهاية واحداً من منتجات ستتراجع عاجلاً أو آجلاً».

«ذروة واحدة»

- محللون اعتبروا صعود «أبل» متسارعاً وتعقبه هاوية، لاعتماده على منتج واحد.

- سهم «أبل» يصعد 40% مضيفاً 160 مليار دولار إلى قيمتها السوقية.

وأفاد تحليل نشره موقع «سي آي أو» المتخصص في التقنية، ويخاطب الرؤساء التنفيذيين للمؤسسات، حول أوضاع شركة «أبل»، عشية وصول «آي فون إكس» للأسواق، والإعلان عن نتائج الربع الثالث، ومؤشرات الربع الأخير للعام المالي الحالي للشركة، بأن «أبل» تمثل هذه الأيام حالة فريدة من نوعها في صناعة التقنية، حيث إنها تجمع النجاح الساحق والتوجس العميق في قمة أو «ذروة واحدة»، لأن النجاح الساحق غير المسبوق يرتبط بالأساس بمنتج يعد في حد ذاته مثاراً للتوجس والحذر والخوف مستقبلاً، وهو الهواتف الذكية.

وأوضح التحليل أنه من ناحية النجاح، فإن «أبل» توشك أن تصبح «شركة التريليون دولار»، مع إنفاق عشرات الآلاف من المشترين 1000 دولار للحصول على حق امتلاك هاتف «آي فون إكس»، متطلعين إلى بيع هذا الحق في نهاية المطاف للمستخدمين مقابل أكثر من 1500 دولار.

وأضاف أن نتائج أعمال الشركة الأميركية تشير إلى أن أنه يمكن أن تحقق أفضل من المتوقع في الربع الثالث من العام الجاري، الأمر الذي دفع بورصة «وول ستريت» الى تعديل نماذجها، وانتهى الأمر بارتفاع كبير جداً في سعر سهم «أبل»، ليصل الارتفاع على مدار العام إلى أكثر من 40%، فيما ارتفع سهم الشركة، الجمعة الماضية، بأكثر من 3%، مشيراً إلى أن هذه الأمور وضعت «أبل» في قيمة سوقية عند سقف 842 مليار دولار، ومنحتها مكسباً يدور حول 160 مليار دولار.

دعم النجاح

وبين تحليل «سي آي أو»، أن هناك أيضاً العديد من الأمور الأخرى التي تدعم نجاح «أبل»، منها أن الشركة استطاعت الجمع بين مبيعات «آي فون 8» و«آي فون 7»، بجانب حجوزات هائلة قدمت بعض الإشارات حول كيف سيتقدم «آي فون إكس»، حتى بات غير واضح ما إذا كانت «أبل» ستكون قادرة على تلبية جميع الطلبات على هاتفها الجديد.

ووفقاً للتحليل، فإنه يضاف إلى ذلك أنه خلال عام مضى تقريباً، لاحظت «أبل» أن محرك النمو الخاص بهواتف «آي فون» قد بدأ يتوقف، الأمر الذي وضع ضغوطاً على الشركة وراح يهدئ من التوقعات في «وول ستريت»، وهنا أطلقت الشركة محفظة من المنتجات الأخرى مثل السماعات اللاسلكية «آير بود»، جنباً إلى جنب مع بعض الأشياء الطموحة، مثل الميكروفون المنزلي الذكي «هوم بود»، وحاولت أيضاً اللعب بخدمات الأعمال خطاً إضافياً يعزز أوضاعها في «وول ستريت»، ويجعل منها شركة قابلة للنمو بشكل منهجي تدريجي، حيث توسعت في هذا السياق في منتجات جديدة تستهدف إيجاد شبكة من الأجهزة والأدوات، تعمل داخل نظام «أبل» العام أو بيئة عمل الشركة، وتقدم تجربة مستمرة عبر السيارة والمكتب والمنزل وأثناء التجوال في أنحاء المدينة.

المحرك الرئيس

ولفت التحليل إلى أن الجانب الآخر من الصورة لدى «أبل» حالياً، يتمثل في أن «آي فون» على أي حال لايزال هو المحرك الرئيس للنمو والعائدات في الشركة، لكن مكمن الخطر والتوجس هنا أن فئة الهواتف الذكية ككل، وليس «آي فون» فقط، باتت على وشك الوصول إلى نقطة الذروة التي يعقبها التراجع، مبيناً أن السيناريوهات المطروحة تتحدث عن ثلاث أو خمس سنوات فقط للوصول إلى هذه النقطة، وخمس إلى 10 سنوات تصبح فيها الهواتف الذكية تقنية قديمة متراجعة، وليس لها نصيب في مركز الصدارة.

بل إن الأمر بالنسبة لمحللي «سي آي أو» يبدو أقرب من ذلك، فقد تساءلوا عن مستقبل الهواتف الذكية بعد «آي فون إكس»، ويبدو السؤال غير متوقف عند مشكلات «أبل» المتوقعة فقط، وإنما عن مصير الفئة بأكملها، وما يتوقع أن يجلبه من تحديات ضخمة على «أبل» تحديداً.

تراجع الهواتف

وتوقع التحليل أنه على المدى القصير سيكون أداء الهواتف الذكية جيداً، وستحقق معدلات بيع مرتفعة، مادامت تستطيع تقديم مزايا وخصائص لم تتشبع بها السوق بعد، موضحاً أن هذه ربما تشكل نقطة الذروة في عصر الهواتف الذكية. وكما توقع أنه بعد ذلك ستبدأ هذه الهواتف بالتراجع التدريجي، مع بدء تقنيات أخرى في المنافسة وخطف الانتباه، وربما يكون ذلك قد بدأ يحدث بالفعل على استحياء، إذ إنه بالإمكان حالياً أن تسأل ميكروفون «أليكسا» الذكي، الذي تنتجه شركة «أمازون»، عن حالة الطقس، أفضل من أن تذهب لخريطة على تطبيق في هاتف ذكي للحصول على المعلومة نفسها.

وذكر التحليل أن أكبر تغيير متوقع ستشهده الهواتف الذكية هو طرح الهواتف المنحنية أو القابلة للطي، مشيراً إلى أن شركة «سامسونغ» عرضت أخيراً كيف ستبدو هواتفها اللينة القابلة للطي.