Emarat Alyoum

90 طرازاً من الهواتف الذكية و80 من السيارات تعتمـــد معيار «كيو آي» للشحن اللاسلكي

التاريخ:: 07 أكتوبر 2017
المصدر: القاهرة - الإمارات اليوم
90 طرازاً من الهواتف الذكية و80 من السيارات تعتمـــد معيار «كيو آي» للشحن اللاسلكي

هناك مؤشرات إلى أن معيار «كيو آي» للشحن اللاسلكي للأجهزة اليدوية والمحمولة سيكون هو التيار الرئيس أو الاتجاه العام من حيث الاستخدام، متفوقاً على العديد من معايير الشحن اللاسلكي الأخرى على الساحة.

وأكدت إحصاءات حديثة أن وصول «كيو آي» لهذا المستوى من الانتشار تحقق بعد اعتماده رسمياً من قبل كل من «أبل» و«سامسونغ»، كطريقة للشحن اللاسلكي لهواتفهما «آي فون»، و«غالاكسي»، الأمر الذي وسّع من انتشاره، حتى بات معتمداً رسمياً في 90 طرازاً من الهواتف المحمولة، و80 طرازاً من السيارات التي تتوافر بها خاصية الشحن اللاسلكي للأجهزة اليدوية داخل مقصورة الركاب.

ويضاف إلى ذلك نحو 230 شركة كبرى بمختلف القطاعات، وآلاف المواقع بالمطارات والمطاعم والمقاهي، التي جرى تزويدها بمحطات شحن لاسلكية لتحقيق الراحة لروادها من الزبائن والركاب.

الطاقة اللاسلكية

عمر البطارية

قال مدير مركز «أرجون» الأميركي لعلوم تخزين الطاقة، الدكتور فينكات سرينيفاسان، إن المستخدم يجب ألا يكون حساساً أكثر من اللازم تجاه مسألة عمر البطارية، وسلوكيات الشحن اللاسلكي، لأن معظم مصنعي الهواتف المحمولة يصنعون البطاريات لتعمل من سنتين إلى ثلاث سنوات، لذلك إذا كنت من المستخدمين الذين يستبدلون هواتفهم بعد هذه الفترة، فلن يكون الأمر مقلقاً في ما يتعلق بالبطارية.


أعلى مستوى يمكن عنده فصل الطاقة عن الجهاز هو بين 95% و100%.

ونقل موقع «كمبيوتر وورلد» computerworld.com هذه الإحصاءات عن تقارير صدرت خلال الآونة الأخيرة عن شركة «آي إتش إس»، للأبحاث المتخصصة في سوق الشحن والطاقة اللاسلكية، وكذلك عن «تحالف القوى اللاسلكية»، الذي أشرف على تطوير معيار «كيو آي» منذ عام 2015.

و«كيو آي» هو معيار يدعم الشحن عبر الوصلات المتصلة المربوطة بإحكام أو ما يعرف بـ«الشحن اللاسلكي الاستقرائي»، الذي يتم فيه تثبيت الجهاز المحمول في دواسة الشحن بإحكام، والشحن عبر وصلات الشحن اللاسلكي المتباعدة، التي تعرف بـ«الشحن اللاسلكي الرنيني»، الذي يسمح بوضع الأجهزة المحمولة فوق أو بجوار (دواسة الشحن) دون تثبيتها بإحكام. ويمكن وضع الأجهزة بعيداً عن «دواسة الشحن» بمسافة تصل إلى 1.75 بوصة، وهذه المسافة تسمح بوضع الأجهزة المحمولة حول دواسة الشحن، مع القدرة على استقبال الطاقة، بعكس الحالة الأولى التي تتطلب تثبيت الجهاز في منفذ بعينه، حتى يستقبل الطاقة.

«كيو آي»

وأكدت كبيرة محللي الطاقة اللاسلكية في شركة «آي إتش إس» للبحوث، فيكي ياسيوف، أن معيار «كيو آي» حسم الأمر لمصلحته علي حساب الكثير من المعايير الأخرى المنافسة، منها المعيار الذي تعمل به تقنية «واي تريستى»، التي تسمح باستخدام تقنية «الرنين المغناطيسي» لأقدام عدة بعيداً عن الجهاز المعد للشحن اللاسلكي، مثل التلفزيون أو السيارة الكهربائية، وكذا المعيار الذي تعمل به تقنية شركة «أوسيا كوتا» التي ظهرت عام 2015، وتسمح بنقل الكهرباء لاسلكياً عبر المسافات الطويلة وأثناء الحركة، بطريقة مشابهة لما يحدث في حالة «واي فاي» و«البلوتوث».

وأضافت ياسيوف أن «طلب المستخدمين على الشحن اللاسلكي في المكاتب والأماكن العامة يخضع بقوة لاستخدامه في الأجهزة والأدوات المحمولة، وبصفة خاصة سوق الهواتف المحمولة، سواء من حيث الكمية والحجم أو من حيث الخيارات التقنية، ولذلك حدث تأخير خلال السنوات القليلة الماضية في قرارات مصنعي أجهزة وأدوات الشحن اللاسلكي المتعلقة بحسم موقفهم من المعايير السائدة، انتظاراً لمعرفة قرار كل من (أبل) و(سامسونغ) بصفة خاصة في هذا الشأن، كونهما تهيمنان على سوق الهواتف والأجهزة المحمولة».

وتابعت: «بعد اختيار (سامسونغ) و(أبل) لهذا المعيار، بات منتجو ومزوّدو البنية التحتية اللازمة للشحن اللاسلكي في الأماكن العامة يتجهون تلقائياً لهذا المعيار، ويقدمون على استخدامه في بناء محطات الشحن والشواحن المستقلة».

مليار وحدة

في السياق نفسه، أشارت إحصاءات شركة «آي إتش إس» إلى أنه من المتوقع أن ينمو سوق الشحن اللاسلكي ككل ليصل إلي مليار وحدة استقبال بحلول عام 2020، وأن واحداً من بين أربعة أشخاص يستخدم الآن الشحن اللاسلكي بصورة أو بأخرى، فضلاً عن أن 98% ممن شاركوا في الإحصاءات والدراسة قالوا إنهم سيختارون هذه الخاصية مرة أخرى، حينما يقومون بشراء هواتف في المرة المقبلة، وهو ما يرفع معدل الطلب السنوي على خاصية الشحن اللاسلكي.

الشحن اللاسلكي

في المقابل، حدد خبراء الأضرار التي يمكن أن تتعرض لها الهواتف والأجهزة المحمولة وغير المحمولة، التي تستخدم «الشحن اللاسلكي»، نتيجة السهولة التي يتم بها الشحن بهذه الطريقة، والتي يرجح معها أن ينسى أو يعتاد المستخدمون على وضع هواتفهم وأجهزتهم فوق «دواسات الشحن اللاسلكية» فترات طويلة حتى وبطارياتها تامة الشحن. وقال مدير مركز «أرجون» الأميركي لعلوم تخزين الطاقة، الدكتور فينكات سرينيفاسان، إن «ربط بطارية الهاتف الذكي أو الحاسب اللوحي بمصدر طاقة للشحن فترات طويلة وهي كاملة الشحن أمر يعجل بتدهورها، لأن هذه الأجهزة تستخدم بطاريات (الليثيوم المؤين)، وعند شحن البطارية تتدفق (أيونات الليثيوم) من الأقطاب الموجبة المصنوعة من (أوكسيد كوبالت الليثيوم)، أو (فوسفات الليثيوم) الحديدي، إلى الأقطاب السالبة المصنوعة من (جرافيت الكربون)، وتخزّن على أنها طاقة، وعند تفريع البطارية تتحرك هذه (الأيونات) عائدة مرة أخرى إلى الأقطاب الموجبة، لتستخدم على أنها كهرباء، ومع حركة (الأيونات) للأمام والخلف فإن الأقطاب التي تعمل كوسيط للنقل تتدهور بمرور الوقت، وكلما كانت حالة الشحن عالية كان تدهور الأقطاب سريعاً». ونصح فينكات بأنه من الأفضل الحفاظ على الهاتف أقل قليلاً من الشحن الكامل، وكذلك الحفاظ على معدل الشحن والتفريغ بعيداً عن التأرجح بعنف، وبصورة محددة يكون أدنى مستوى يمكن عنده البدء بالشحن هو وصول البطارية لما يراوح بين 45% و55% من طاقتها، وأعلى مستوى يمكن عنده فصل الطاقة عن الجهاز هو الوصول إلى ما بين 95% و100% من الطاقة، مشيراً إلى أن البدء بمستوى أقل من المستوى الأدنى المذكور يجعل معدل الشحن يتأرجح بعنف بين الانخفاض الشديد والارتفاع التام، وبقاء الجهاز على «الشاحن» بعد تمام الشحن، يؤثر سلباً على حركة (الأيونات)، وفي الحالتين يكون التأثير سلبياً ويعجل بتدهور البطارية.

حساسية زائدة

من جانبه، قال الأستاذ بجامعة «برينستون»، دانييل ستينجارت، إن «الجدل ساخن حالياً في ما يتعلق بحدوث التدهور نتيجة استخدام الشحن فترات طويلة، بعد اكتمال البطارية، ورغم التطور الذي تحقق في تقنية تصنيع البطاريات لايزال هناك العديد من المتغيرات الصناعية التي يجب معرفتها لتحديد ما إذا كانت بطارية ما ستظهر مستوى أكبر من التحمل مقارنة بأخرى في حالة الشحن المستمر، لأننا ببساطة لا نعرف ما الذي يحدث فعلياً لحالة الشحن حينما يكون الهاتف مشحوناً بنسبة 100%، لكنه لايزال متروكاً على (الشاحن)».