Emarat Alyoum

52 % من العمال يخشون سيطرة الذكاء الاصطناعي على 40% من الوظائف

التاريخ:: 21 سبتمبر 2018
المصدر: القاهرة - الإمارات اليوم
52 % من العمال يخشون سيطرة الذكاء الاصطناعي على 40% من الوظائف

تناول استطلاع رأي حديث آراء العمال والمستهلكين العاديين من الجمهور العام حول العالم، وموقفهم من الذكاء الاصطناعي، ورؤيتهم لمستقبله.

وانتهى الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة «غارتنر» الدولية لبحوث واستشارات تقنية المعلومات، إلى أن 52% من العمال والموظفين تقبل بالذكاء الاصطناعي كمساعد من درجة أدنى، لكنهم يخشون في الوقت نفسه استحواذه على 40% من الوظائف خلال الأعوام الـ10 المقبلة، بينما أفاد 58% من المستهلكين بأنهم يرغبون في انتشاره، لكونه يحقق لهم وفورات في الوقت والجهد والمال عند الحصول على المنتجات والخدمات، لكن هاجسهم الأساسي، كما قالوا، يتركز في كون الذكاء الاصطناعي ينتهك الخصوصية، ويمكن أن يكون عاملاً سلبياً في هذا الاتجاه.

وذكر بيان حول الاستطلاع نشرته «غارتنر» على غرفة الأخبار في موقعها، أنها استهدفت أكثر من 5000 موظف ومستهلك في عدد من الدول، موضحاً أن الاستطلاع شمل موظفين وعمالاً في العديد من الصناعات من مختلف المستويات المهارية، بمن في ذلك العمال غير المهرة، والعاملون اليدويون المهرة، إضافة إلى العاملين في مجال الأعمال الكتابية، والمهنيين، لتحديد كيفية رؤية المجموعات المختلفة للذكاء الاصطناعي في مكان العمل، كما شمل مستهلكين من شرائح مختلفة اجتماعياً وجغرافياً وعمرياً وتعليمياً ومالياً.

مساعد عند الطلب

وفي الجزء الخاص باستطلاع العمال والموظفين، تبين أن 52% ممن شملهم المسح يفضلون أن يتم نشر الذكاء الاصطناعي كمساعد عند الطلب، وبشكل أساسي كموظف خاص بهم،

لكنهم أعربوا عن خشيتهم أن تزداد قدرات الذكاء الاصطناعي بشكل مطّرد، متوقعين أن تكون التكنولوجيا قادرة على استبدال ضعف عدد الوظائف في الأعوام الـ10 المقبلة، ما يؤدي في النهاية لاستحواذ الذكاء الاصطناعي على أكثر من أربع وظائف من بين كل 10 وظائف متاحة.

وفيما قبِلَ 9% فقط من العمال المشمولين بالمسح، أن يكون الذكاء الاصطناعي مديراً لهم، وافق 11% على أن يكون زميل عمل، بينما قبل 32% منهم بأن يكون الذكاء الاصطناعي مساعداً استباقياً لهم.

لكن في كل الأحوال عبر الموظفون عن قناعتهم بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في الحد من مهام العمل الروتينية، إضافة إلى الحد من الأخطاء.

وأظهر الاستطلاع أن العمال يختلفون بشكل كبير في آرائهم حول كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي في الوظائف. وفي هذا السياق جاء في المقدمة تحسين السلامة وجودة العمل، وتسريع وتيرة العمل. واعتبر العمال أن مثل هذه الأمور هي المجالات التي يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد فيها.

ومع ذلك، احتفظ العمال بمزيد من الآراء السلبية تجاه دور الذكاء الاصطناعي في الاتصال بالعملاء، والتواصل مع زملاء العمل، والأمن الوظيفي.

وقال معظم العمال إن هناك الكثير من الوظائف تعتبر منخفضة إلى حد ما من حيث البنية والتكرار، ما يعني أن بعض المهام يمكن أن تكون تلقائية وتتم عبر الذكاء الاصطناعي، لكن تنفيذ المهمة بأكملها لا يمكن الاستعاضة عنه بالآلات بصورة كلية. كما أفاد العديد من العمال بأن دورهم يتطلب مهارات خاصة أخرى لا يملكها الذكاء الاصطناعي في الوقت الحالي.

توفير الوقت والمال

وبالنسبة للمستهلكين، أوضح الاستطلاع، أن توفير الوقت والمال، هما السببان الرئيسان وراء استخدام المستهلكين للذكاء الاصطناعي. وقالت مديرة الأبحاث في «غارتنر»، ستيفاني باجداساريان، إن «هناك أسباباً عدة شائعة تجعل المستهلكين يفكرون في استخدام الذكاء الاصطناعي، أهمها يتمثل بالحصول على فوائد ملموسة وأكثر جدية تتعلق بتوفير الوقت والجهد، فضلاً عن تقديم صورة ذاتية والتمتع بالمرح».

وأضافت أن «58% من المستهلكين ممن شملهم الاستطلاع، أكدوا أنهم سيستخدمون الذكاء الاصطناعي إذا كان ذلك يساعدهم على توفير الوقت والمال عن طريق تولي بعض المهام»، مشيرة إلى أن «هؤلاء عبروا عن هذه الفكرة، بقولهم إنهم يرون أن الذكاء الاصطناعي يجعلهم قادرين على البحث عن أفضل صفقة لشراء منتج معين، أو العثور على أفضل طريق لوجهة معينة، ما يتيح توفير الوقت والمال بأوجه مختلفة كمدفوعات الرسوم والوقود».

وذكرت باجداساريان أنه «وفقاً للاستطلاع، أفاد 47% من المستهلكين بأنهم سيستخدمون الذكاء الاصطناعي إذا منحهم سهولة الوصول إلى المعلومات، مثل اتجاهات السفر والنقل، وتفاصيل استهلاكهم اليومي للسلع».

غير أن باجداساريان أشارت إلى أن الاستطلاع أظهر أن معظم المستهلكين لديهم قلق واضح تجاه التهديد الذي يشكله الذكاء الاصطناعي للخصوصية، حيث قال 65% من المشاركين إن الذكاء الاصطناعي سيدمر خصوصيتهم بدلاً من تحسينها.


العواطف والمشاعر

رفض 52% من المستهلكين، الذين شملهم استطلاع «غارتنر»، أن يتدخل الذكاء الاصطناعي في مجال فحص العواطف والمشاعر التي يحتويها الصوت أو تعبيرات الوجه، للتعرف الى مشاعرهم، كما رفض 63% منهم أن يقوم الذكاء الاصطناعي بالتنصت عليهم ومتابعتهم طوال الوقت بداعي التعرف إليهم بصورة أفضل.

معظم العمال اعتبروا أن دورهم يتطلب مهارات خاصة لا يملكها الذكاء الاصطناعي.