Emarat Alyoum

«آي بي إم».. «تُخمة» ببراءات الاختراع.. وتراجع في العائدات

التاريخ:: 29 أغسطس 2018
المصدر: القاهرة - الإمارات اليوم
«آي بي إم».. «تُخمة» ببراءات الاختراع.. وتراجع في العائدات

تعاني شركة «آي بي إم» العالمية «تخمة» واضحة في ناتج التفكير الإبداعي المتمثل في براءات الاختراع، وتراجعاً أكثر وضوحاً في الأموال، يتمثل في انخفاض العائدات، ذلك أن الشركة حققت رقماً قياسياً جديداً في عالم براءات الاختراع، واحتفظت بالمركز الأول عالمياً للعام الـ25 على التوالي، كأكبر شركة تحصل على براءات اختراع.

في المقابل، أظهرت بياناتها المالية للربع الثاني من عام 2018، انخفاضاً واضحاً لم ينقذه سوى مبيعات أجهزة الكمبيوتر الكبيرة «مين فريم» التي حققت انتعاشة طفيفة، لكن العائدات الكلية للشركة ظلت على حالتها المتراجعة بصورة مستمرة منذ عام 2012.

وهذا ما أظهره مسح لحالة براءات الاختراع في مجال التقنية حول العالم، أجرته وحدة بحوث براءات الاختراع التابعة لشركة «فيرفيو» المحدودة للبحوث والاستشارات، ونشر موقع «تيك ريبابليك» techrepublic.com تقريراً عنه في 25 أغسطس الجاري.

وأكد المسح أن «آي بي إم» تربح الملايين من وراء براءات الاختراع، لكنها تحتاج فعلياً إلى تحويل هذه الملايين إلى مليارات، لافتاً إلى أن أزمتها الحقيقية تتمثل في بطء تحويل البراءات إلى منتجات.

وأشار إلى أن أوضح مثال على هذا الأمر، هو العائدات المتحققة في مجال الحوسبة السحابية، ففي حين تحصل «آي بي إم» على مئات الملايين من وراء براءات الاختراع التي تحققها في هذا المجال، فإن خدمات «ويب أمازون» تحقق عشرات المليارات من وراء عملياتها التشغيلية الفعلية في الحوسبة السحابية، كفارق بين التفكير والتنفيذ.

حجر الزاوية

شكلت البرامج والخدمات المرتبطة بالحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، وتقنية «سلاسل الكتل»، حجر الزاوية في مجموعة براءات اختراع «آي بي إم». وطبقاً لمحلّلي «وول ستريت» الذين شاركوا في هذا المسح فإن «آي بي إم» ترى أن ذلك هو الطريقة التي يمكن من خلالها المنافسة على المدى الطويل مع عمالقة الحوسبة السحابية الآخرين، مثل «غوغل» و«أمازون» و«مايكروسوفت».

وتبدو «آي بي إم» أو «العملاق الأزرق» مقتنعة بأن تقنية «سلاسل الكتل» التي بُنيت عليها عملات الانترنت المشفرة الرقمية، مفتاح لاستراتيجية النمو التي تستهدفها، فهي تقنية ستغير وجه المعاملات التجارية الضخمة حول العالم، لكونها تضمنت تسجيل المعاملات بدقة وبشكل آمن. وبحسب التعريف، تحتاج العديد من الشركات إلى استخدام الشبكة نفسها، ما يعني أن الحصول على متعامل واحد للتوقيع يؤدي بسهولة إلى مبيعات متعددة.

الذكاء الاصطناعي

أما في مجال الذكاء الاصطناعي، فوُجد من المسح أن «آي بي إم» حصلت على 1400 براءة في هذا المجال، منها نظام يحلل أنماط الكلام ويتعلم كيفية مطابقتها، وبرنامج تعلّم آلي للسيارات ذاتية القيادة التي تحدد موعد تبديل التحكم من البرامج إلى الإنسان والعكس. وبهذا الرقم يرتفع رصيد «آي بي إم» من البراءات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي إلى أكثر من 5600 براءة اختراع منذ عام 2012 وحتى الآن، وهو رقم يفوق ما حصلت عليه «غوغل» في المجال نفسه بأكثر من 1000 براءة.

الأزمة والمخرج

تتمثل الأزمة لدى «آي بي إم» في أن الكثير من الأبحاث التي تجريها والبراءات التي تحصل عليها لا تترجم لمكاسب تجارية فورية في معظم الأحيان، لأنه نادراً ما تتم ترجمة البراعة الموجودة داخل البراءات إلى منتجات ناجحة، وبعبارة أخرى فإن الجدارة الفنية لا تتحول سريعاً وبصورة مباشرة إلى تسويق ومبيعات وعائدات، وهذه الأزمة دفعتها لأن تلجأ بشكل متزايد لبيع الوصول إلى براءات الاختراع نفسها، بدلاً من بيع التكنولوجيا القائمة على براءات الاختراع، وهنا يرى المحللون القائمون على المسح أن هذه خطوة خاطئة. ويضيف المحللون أن المخرج أمام «آي بي إم» هو التركيز على النوع الآخر من الابتكار، ويتمثل ذلك في نهج «البرمجيات المفتوحة المصدر» الذي تعد «آي بي إم» من أوائل الرواد فيه، لكنها لم تستغله في مجال براءات الاختراع كما ينبغي، وإذا أرادت «آي بي إم» التنافس مع عمالقة التكنولوجيا الحاليين، مثل «غوغل» و«مايكروسوفت»، فإنها تحتاج إلى الابتكار بالطريقة التي يعملون بها نفسها، فعملهم الأكثر إثارة للاهتمام يظهر كبرمجيات مفتوحة المصدر، ولعل ما فعلته «مايكروسوفت» مع برمجيات «لينكس» المفتوحة المصدر يعد دلالة على ذلك، بعدما تبين أن المصدر المفتوح يوفر طريقة أساسية لتحويل الابتكارات إلى تطبيقات تستخدمها الشركات وتدفع ثمنها، فتحقق المليارات بدلاً من الملايين.

الـ 10 الكبار

على الصعيد العالمي، أظهر المسح أن «آي بي إم» لاتزال هي الأولى عالمياً في جمع والحصول على براءات الاختراع، وذلك للعام الـ25 على التوالي، إذ بلغ عدد البراءات التي تمتلكها حالياً 100 ألف براءة اختراع، من بينها 9043 براءة حصلت عليها خلال عام 2017.

وجاءت «سامسونغ للإلكترونيات» في المرتبة الثانية بـ5837 براءة اختراع، و«كانون» في المركز الثالث بواقع 3300 براءة اختراع، و«إنتل» في المركز الرابع

بـ3000 براءة اختراع، و«إل جي» في المركز الخامس

بـ2700 براءة اختراع، فيما حلت «كوالكوم» في المركز السادس بـ2600 براءة ختراع، و«غوغل» في المركز السابع بـ2500 براءة اختراع، تليها «مايكروسوفت» في المركز الثامن مسجلة 2400 براءة، وشركة «واه لأشباه الموصلات» في المركز التاسع بـ2400 براءة اختراع، فيما حلت «سامسونغ للشاشات» في المركز العاشر بـ2300 براءة اختراع.

الصين تتقدم

لوحظ من المسح أن شركات الإلكترونيات اليابانية، وفي مقدمتها الشركات الثلاث الكبرى: «توشيبا» و«كانون»، و«فوجيتسو» حصلت على براءات أقل مما حصلت عليه في عام 2016، وأن حركة براءات الاختراع في اليابان عموماً شهدت هدوءاً في العام الأخير.

وعلى النقيض من ذلك، شهدت الشركات الصينية قفزة كبيرة في عدد البراءات التي حصلت عليها، إذ ازدادت براءات مجموعة «بي أو إم» للتقنية وتصنيع شاشات الكمبيوتر والتلفزيون بأكثر من 60%، لتضعها في المرتبة 21 عالمياً. وازدادت البراءات التي حصلت عليها شركة «شنتشن ستار» لصناعة الإلكترونيات الضوئية بمقدار الثلث.

وفسّر المحللون هذه الطفرة من قبل الشركات الصينية بأنها تسعى للانتقال من كونها شركات تصنع المنتجات وفق عقود مبرمة مع أصحاب براءات آخرين، إلى مطور لمنتجاتها الخاصة المستندة لبراءات تملكها هي.

المجالات الأسرع نمواً

أوضح المسح أن المجالات الأسرع نمواً في براءات الاختراع بعالم التقنية عموماً تشمل المركبات ذاتية التشغيل، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والتعلم الآلي، والطائرات بدون طيار، والتقنيات المتعلقة بقطاع الأغذية.

وحققت شركة «فيس بوك» الأميركية قفزة بنسبة 35% في عدد براءات الاختراع التي حصلت عليها في مجال التعلم الآلي. وكانت «تويوتا» و«فورد» و«دينسو كورب» من بين كبار المتلقين لبراءات الاختراع في مجال السيارات ذاتية القيادة والطباعة ثلاثية الأبعاد.