Emarat Alyoum

دراسة: شبكات المعلومات تتطور بوتيرة أسرع من القدرة على فهمها وتطبيقها

التاريخ:: 28 أغسطس 2018
المصدر: القاهرة - الإمارات اليوم
دراسة: شبكات المعلومات تتطور بوتيرة أسرع من القدرة على فهمها وتطبيقها

يواجه مديرو شبكات المعلومات والبنية التحتية داخل المؤسسات والشركات تحدياً جديداً في الفترة الحالية، يتمثل في أن التطورات والتغييرات في تقنيات بناء وتشغيل وحماية شبكات المعلومات تمضي بوتيرة أسرع وأعقد من القدرة على استيعابها وفهمها وتطبيقها، على نحو سليم يحقق كامل الفوائد الكامنة فيها.

ومن ناحية أخرى، فإن البطء في استيعاب التغيير والاستفادة منه، يقابله تسارع وتطور خطير في طبيعة وأدوات التهديدات الأمنية وخروقات البيانات، لا يمكن للشبكات القديمة التعامل معه بكفاءة، الأمر الذي تنجم عنه كثرة واضحة في الحوادث الأمنية، وتسريب البيانات وسرقة المعلومات.

جاء ذلك في دراسة حديثة أصدرتها شركة «كينتك» المتخصصة في بحوث شبكات المعلومات وتحليلات حركة المرور عبر الشبكات تحت عنوان «تقرير كينتك لحالة الشبكات حول العالم لعام 2018»، وظهر ملخص لها على موقعها kentik.com، بالمشاركة مع شركة «سيسكو»، أكبر منتج لمعدات بناء وتشغيل وحماية الشبكات حول العالم.

تغيير متسارع

ووفقاً للمسح الذي أجراه القائمون على الدراسة على مجموعة ضمت أكثر من 500 شركة حول العالم، فإن تقنيات معدات بناء الشبكات وتشغيلها وإدارتها وتأمينها باتت تتغير بشكل أسرع مما كانت عليه في العقود السابقة، فضلاً عن أن الغالبية الساحقة من الشركات تتعثر حالياً في مواكبة هذه التغييرات.

ولفتت الدراسة إلى أربعة تغييرات بارزة تجري بوتيرة سريعة متلاحقة تمثل «قلب المأزق» الذي تواجهه الشركات والمؤسسات.

يتمثل التغيير الأول في تقنية أو مفهوم الشبكات المعرفة بالبرمجيات، أو ما يطلق عليه شبكات «إس دي إن»، والثاني هو تقنية «فرضنة وظائف الشبكات» أو جعل وظائف الشبكات في وضعية افتراضية، وتعرف هذه التقنية اختصاراً باسم «إن إف في»، والثالث هو تقنيات الجيل الخامس للمحمول وتأثيره في الشبكات، أما التغيير الرابع فهو مفهوم تطوير البرمجيات وتشغيل البرمجيات أثناء التشغيل والعمليات الجارية، الذي يطلق عليه «ديف أوبس»، ويضاف إلى ذلك التشغيل التلقائي للشبكة، أو الشبكات التي تعمل بصورة «مميكنة» وتلقائية بالكامل، وتكتشف أخطاءها، ومكامن الضعف والمخاطر الأمنية مبكراً، وتؤمّن نفسها وتحافظ على أدائها أولاً بأول.

طبيعة التغيير

وشرح المحللون جانباً من هذه التغييرات بقولهم إن الشبكات المعرفة بالبرمجيات أو «إس دي إن» تعني التهيئة الديناميكية للشبكة، استناداً إلى أدوات برمجية بالكامل، وليس معدات مادية، كما هو معتاد، حيث تكون الخدمات الموجودة بالشبكة مستندة لبرامج موضوعة في مركز بيانات الشبكة، وليست أجهزة مادية موزعة على أجزاء الشبكة المختلفة، ويتم فيه استبدال المفاتيح المادية بنماذج برمجية مبسطة جذرياً، ويتم في هذا المفهوم كذلك فصل تدفق بيانات المستخدم عن تدفق تعليمات التحكم، ما يجعل من الممكن أن تكون هناك وحدة تحكم واحدة في شبكة تتخذ قرارات التوجيه لأي عدد من الأجهزة، بدلاً من مجموعة من الأجهزة، كل منها بمفردها على مستوى التحكم.

ويعتبر مفهوم الشبكات المعرفة بالبرمجيات أكبر تحول وتطوير عميق حدث في عالم الشبكات بعد المفهوم السابق عليه الذي كان يعرف باسم «التحويل بين العلامات متعددة البروتوكولات» أو «إم بي إل إس»، وهو مفهوم ظهر وظل ثابتاً بلا تغييرات جوهرية لمدة 15 عاماً.

وأشار المحللون كذلك إلى مفهوم «ديف أوبس» بقولهم إنه مصطلح يجمع مقطعين من مصطلح «التطوير» ومصطلح «العمليات»، ويعني ثقافة وممارسة هندسة البرمجيات التي تهدف إلى توحيد تطوير البرمجيات، وتشغيل البرمجيات، وجعلهما عملية واحدة متمازجة متزامنة بدلاً من كونهما عمليتين منفصلتين متواليتين، وتتم في هذه العملية الواحدة كل مراحل الإنشاء والتشغيل والاختبار والمراقبة والنشر وإدارة البنية التحتية، ما يؤدي لدورات تطوير أقصر، وزيادة في معدل صدور التعديلات والتغييرات، وجعلها أكثر موثوقية وبتوافق تام مع أهداف العمل.

ومع تلاقي مفهومي «إس دي إن» و«ديف أوبس»، لم تعد الشبكات تشهد تغييرات عميقة مرة كل 15 عاماً، كما كان الحال مع شبكات «إم بي إل إس» القديمة، بل أصبحت تشهد تغييرات عميقة وجوهرية مرة كل أشهر عدة، وهذا يعني أن دورة التغيير تقلصت من 15 عاماً في السابق إلى أشهر حالياً.

تشغيل تلقائي

من جانبه، قال الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «كينتك»، آفي فريدمان، إن الشركات بحاجة إلى فهم أفضل للبنية التحتية الخاصة بها لكي تستفيد أعمالها وعائداتها من جميع التطورات الجديدة، لكن الأمر مختلف واقعياً وتكتنفه صعوبات، إذ تبين أن 35% فقط من الشركات تعتبر أن التشغيل التلقائي للشبكات عبر مفهوم «ديف أوبس» هو الأكثر أهمية، كما تبين أن 15% فقط من الشركات مستعدة للانتقال إلى التشغيل التلقائي للشبكات، لافتاً إلى أن المشكلة تكمن في الوقت الذي تستغرقه البنية التحتية لكي تحقق التواصل في التوسع، إضافة إلى أن المؤسسات تفتقر إلى الموارد اللازمة لتوسيع نطاقها، وفي الوقت نفسه، لا يمكن استخدام أجهزة الشبكات القديمة في التشغيل التلقائي.

ازدياد التهديدات

ووفقاً للدراسة، فإن خرق البيانات وتجربة المستخدم هما أكبر مخاوف الشبكة، إذ قال 33% من المشاركين الذين شملهم الاستطلاع إن خرق البيانات يقلقهم أكثر بشأن شبكتهم، لأن خروقات البيانات باتت يومية تقريباً، وهم يرغبون في امتلاك الأدوات التي تجمع بين إدارة الشبكات وتأمينها. وفي هذا السياق قال 40% فقط من المشاركين إن شركاتهم تستخدم الحزمة القديمة من الأدوات نفسها لإدارة كل من أداء الشبكة وأمنها.

كما صنفت 13.9% فقط من الشركات، عملية المراقبة والحماية بأنها ممتازة، والأمر يشمل كل شيء، بما في ذلك الخدمات التي تتم عبر الحوسبة السحابية.

ولفت فريدمان إلى أن المحترفين في مجال الشبكات غارقون في الانتشار الهائل لأدوات إدارة الشبكة والشبكات، فيما يبدو أن تحليلات حركة مرور الشبكة هي الأكثر استخداماً. ومع ذلك فإن من استخدمها فعلياً أقل من 28% من متخصصي إدارة الشبكات.

والنتيجة المترتبة على ذلك هي ضعف الاستجابة للحوادث وبطء التصدي لها، ذلك أن مشكلات الشبكة تتصاعد إلى الحد الذي تؤثر فيه على الإنتاج قبل أن يتمكن مسؤولو الشبكة من تحديدها، ومن ثم فإن المعضلة ليست في القدرة على حل المشكلة، ولكن في توقيت اكتشافها وتشخيصها ومعرفتها.

التحدي الأكبر

قال 26% ممّن شملهم الاستطلاع إن التحدي الأكبر الذي يواجهونه في الاستجابة للحوادث هو أنهم لا يستطيعون الوصول إلى البيانات أو تحليلها بسهولة. ومن دون القدرة على تحليل بيانات الشبكة في الوقت المناسب، فإنه لا يمكنهم التخفيف من المشكلات قبل أن تؤثر في المستخدمين أو المتعاملين.

• %15 من الشركات مستعدة للانتقال للتشغيل الكامل للشبكات.