Emarat Alyoum

«يونيكورن».. شركات نادرة تفوق قيمتها السوقية المليار دولار

التاريخ:: 15 أغسطس 2018
المصدر: القاهرة ــ الإمارات اليوم
«يونيكورن».. شركات نادرة تفوق قيمتها السوقية المليار دولار

وسط آلاف شركات التقنية الجديدة، التي تنشأ على مستوى العالم، توجد فئة نادرة جداً تستطيع أن تحقق نمواً متسارعاً خلال فترة وجيزة، تجعل قيمتها السوقية تكسر حاجز المليار دولار (نحو 3.67 مليارات درهم). ولأنها شركات شديدة الندرة كثيفة الإبداع، فإنها تقدم حلولاً وطرقاً ابتكارية جديدة في مجالات مختلفة ومتنوعة، ولا يمكن العثور عليها بسهولة، كما يطلق عليها شركات «يونيكورن»، ذلك الحيوان الأسطوري الشديد الندرة، الذي يبدو على هيئة حصان صغير الحجم، أبيض اللون، بأجنحة، ووحيد القرن.

وطبقاً لأحدث تقرير صدر حول هذا النوع من الشركات من مؤسسة «كرنش بيز» crunchbase.com البحثية المتخصصة في تتبع وتقييم هذه النوعية من الشركات النادرة، فإن هناك 65 شركة ناشئة على مستوى العالم، استطاعت الدخول في قائمة «يونيكورن»، خلال النصف الأول من عام 2018، وكسرت جميعها حاجز المليار دولار من حيث القيمة السوقية، كما استطاعت جمع استثمارات جديدة قيمتها 73 مليار دولار خلال الفترة نفسها، وهي قيمة تعادل نحو ثلاثة أرباع ما تم استثماره في الشركات ذات القيمة الأكثر من مليار دولار خلال عام 2017 بأكمله، والتي بلغت 98 مليار دولار.

وهذه الأرقام تجعل عام 2018 عاماً قياسياً، من حيث معدل النمو الذي شهدته شركات «يونيكورن»، ومن حيث عددها عالمياً.

«يونيكورن 2018»

قالت المحللة في مؤسسة «كرنش بيز»، جوانا جلاسر، إن المجالات التي عملت فيها شركات التقنية، التي دخلت قائمة «يونيكورن 2018» تشمل شركات وسائل إعلام ومركبات ذاتية القيادة، ورياضات ركوب الخيل، ومقاهٍ، وتشفير، ومدفوعات إلكترونية، وأدوية، وعقارات، وخدمات لوجستية وسفر وسياحة، وكان القاسم المشترك بينها جميعاً هو التركيز على الخدمات المتنقلة المعتمدة على تحديد الموقع، والتطبيقات المحمولة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة.

وأضافت أنه من بين تلك الشركات: شركة «لايم» الأميركية لأجهزة «سكوتر» الكهربائي، الذي يعمل من خلال تطبيق للهاتف المحمول، في عمليات الحجز والدفع وتتبع المسافات، إضافة إلى شركة «بيت مين» لتعدين العملات الرقمية المشفرة، ومنصة «كريبتو» لتداول والسمسرة في العملات المشفرة، ومنصات التجارة الإلكترونية، ومنصة «بيزير» للموسيقى الحية، وتطبيق «كوتوتيويا» للأخبار.

التوزيع الجغرافي

وتعتبر الولايات المتحدة والصين أكبر دولتين خرجت منهما شركات ناشئة، تخطت قيمتها السوقية المليار دولار خلال عام 2018.

وخلال النصف الأول من عام 2018، بلغ عدد هذه النوعية من الشركات 52 شركة من كلا البلدين، بواقع 26 شركة لكل منهما، لكن التقرير يتوقع أن يرتفع عدد الشركات الصينية، التي ستتخطى المليار دولار حتى نهاية العام الجاري، نظراً لأنه عادة يتم تقييم الشركات الصينية بشكل أبطأ من الأميركية، كما أن الإعلان عن التقييمات يتأخر قليلاً في الصين، مقارنة بالولايات المتحدة.

ويوضح التقرير أنه لا يمكن تحديد التاريخ الذي يمكن أن تصبح فيه شركة ما ضمن فئة «يونيكورن»، وخلال السنوات الماضية، كانت إضافة شركة صينية جديدة للقائمة تتأخر لبعض الوقت، وفي بعض الأحيان يصل الأمر إلى أشهر عدة، بحسب جلاسر.

وفي التقرير السنوي لمؤسسة «كرنش بيز» عن «يونيكورن 2017»، فقد كانت هناك 63 شركة، لكن حركة الاندماجات المتأخرة في الصين بشكل أساسي جعلت العدد الإجمالي يرتفع إلى 82 شركة.

ومن حيث القيمة المادية، كانت التقديرات تشير إلى أن قيمة «يونيكورن 2017» تقدر بـ66 مليار دولار، ووصلت بعد حساب التقييمات المتأخرة إلى 98 مليار دولار، لذلك يرجح تقرير 2018 أن تحتل الصين المرتبة الأولى في قائمة «يونيكورن 2018» في نهاية العام.

ووفقاً للتقرير، جاءت الهند في المركز الثالث بواقع ثلاث شركات، ثم بريطانيا وألمانيا بواقع شركتين لكل منهما.

مصادر التمويل

أكد التقرير أن التمويل الأساسي لهذه الشركات جاء من مؤسسات تمويل كبيرة، مثل صناديق الاستثمار المخاطر، وشركات التقنية العملاقة، عبر آلية «جولات التمويل»، التي تعقد دورياً بمعرفة مؤسسات الاستثمار والشركات الناشئة.

وفي عشرات من جولات التمويل، التي عقدت بالولايات المتحدة والصين وأوروبا، ذهب نحو خمس إجمالي التمويل خلال عام 2018 إلى شركة «آنت فايننشال الصينية»، التي حصلت على ما يبدو أنه أكبر جولات التمويل على الإطلاق خلال العام، تليها شركة تشغيل تطبيق «علي باي» للدفع عبر «المحمول» التي وصل إجمالي تمويلها إلى نحو 14 مليار دولار. كما برزت في قائمة كبار المتلقين للتمويل شركة «جراب» من جنوب إفريقيا، التي جمعت ملياري دولار، وشركة «جي دي للخدمات اللوجستية» الصينية، وتعمل في مجال التجارة الإلكترونية، واستطاعت جمع 2.5 مليار دولار.

السر في الإبداع

في ضوء هذه الأرقام، خلص التقرير إلى أن الأموال التي تجذبها شركات «يونيكورن» الجديدة لا يمكن تكرارها إلا في حالة الطرح العام لشركات ضخمة راسخة داخل البورصات، ثم تلقى إقبالاً واسعاً على شراء أسهمها، لكن مع وجود صناديق الاستثمار والأموال الناشئة المتداخلة مع رأس المال، والمستثمرين الجدد، فإن الشركات الناشئة لا تحتاج إلى اكتتاب عام أو استحواذ تحصل من خلاله على المليارات، بل تعرض فقط نفسها في جولات التمويل لتجد الأموال بانتظارها، والسر في ذلك هو الاحتمالات الواعدة لما تقدمه من إبداع وطرق جديدة وحصرية في العمل، وأنماط متفردة في الإنتاج وتوليد القيمة المضافة.

ويلفت التقرير الانتباه إلى أن هذه الأموال الضخمة تتجه إلى شركات «يونيكورن» من القطاع الخاص، قبل أن يتبين ما إذا كانت الأمور ستنتهي على نحو جيد بهذه الشركات أم لا؟ وشبه التقرير الوضع الحالي لهذه الشركات بأنها كائنات أسطورية نادرة تعاني «الجوع»، والمستثمرون المغامرون يصطفون لإطعامها بلا تردد.

346 شركة عالمية

لا يختلف توزيع عام 2018 لشركات «يونيكورن» كثيراً عن النمط الأوسع نطاقاً، خلال السنوات الماضية، فالعدد الإجمالي لتلك الشركات عالمياً يبلغ 346 شركة، منها 149 شركة في الصين، و146 شركة في الولايات المتحدة، و13 شركة في الهند، وأربع شركات في ألمانيا، ومثلها في إندونيسيا، فضلاً عن 29 شركة في بقية دول العالم.