Emarat Alyoum

«إتش بي» تكشف عن جيل جديد من أجهزة الكمبيوتر

التاريخ:: 20 مايو 2017
المصدر: القاهرة ــ الإمارات اليوم
«إتش بي» تكشف عن جيل جديد من أجهزة الكمبيوتر

بعد 13 سنة من ظهور فكرته الأولى، وبعد سنوات من التطوير والأبحاث والتأجيل والتعديل، كشفت «شركة هيليوت باكرد للمؤسسات» (إتش بي إنتربرايز)، النقاب أخيراً، عن النموذج الأولي الكامل لجيل جديد من أجهزة الكمبيوتر الخادمة ذات بنية معمارية مختلفة جذرياً عن الأجهزة الموجودة على الساحة خلال العقود الستة الماضية.

«إنتل» على الخط

لم تكن «إتش بي» وحدها التي تحاول الدفع بأجيال جديدة من أجهزة الكمبيوتر إلى الساحة، إذ تحاول «شركة إنتل الأميركية» من زاوية أخرى، مع تقنيتها المعروفة باسم «إكس بوينت» ثلاثية الأبعاد للتخزين والذاكرة معاً. ويحاول مصنعو النظم بناء أجهزة كمبيوتر أسرع حول هذه التقنية من «إنتل» التي باتت تعرف باسم تقنية «أوبتين للتخزين»، التي تقول «إنتل» إنها ستحل محل شرائح الذاكرة من فئة «دي رام»، ووحدات التخزين الإلكترونية من فئة «إس إس دي».


- الكمبيوتر الجديد يوزع مهام المعالجة بين المعالج والذاكرة والتخزين.

- «إتش بي» مستعدة لنهاية «قانون مور» الذي تقوم عليه صناعة الشرائح الإلكترونية.

ويتبنى الجيل الجديد مفهوم المشاركة في عمليات الحوسبة والمعالجة التي تتم في الكمبيوتر بين كل من المعالج ووحدة الذاكرة ووحدة التخزين، بدلاً من كونها مقصورة على وحدة المعالجة الرئيسة «المعالج الدقيق» فقط، بما يتطلبه هذا المفهوم من تغييرات جذرية في طريقة الربط والتوصيل بين مكونات الكمبيوتر المختلفة، ومسارات تبادل البيانات وغيرها.

ووصف محللون ظهور هذا الكمبيوتر بأنه أول تجسيد عملي لأجهزة الكمبيوتر التي تمثل «الحلقة الوسط» بين الأجهزة السائدة حالياً، والأجهزة المستقبلية التي لم تظهر بعد، وهي الحلقة التي تقف فيها أيضاً أجهزة الكمبيوتر الكمية «أجهزة كوانتم»، التي تقدم هي الأخرى بديلاً يختلف جذرياً من حيث البنية المعمارية عن أجهزة الكمبيوتر الحالية.

سعة الذاكرة

عرضت «إتش بي إنتربرايز» الكمبيوتر الجديد في مؤتمر صحافي عقدته في مقر مركز البحوث الخاص بها بمدينة «فورت كولينز» بكولورادو في 16 مايو الجاري. وظهر الكمبيوتر وهو يعمل كاملاً بنسخة من نظام تشغيل «لينكس»، ويوزع مهام المعالجة بين المعالج والذاكرة والتخزين، ويخفض استهلاك الطاقة الكلية المستهلكة في الجهاز، ويضاعف السرعة والكفاءة مرات عدة، الأمر الذي وصفه العديد من المحللين بكونه تقدماً مذهلاً للغاية.

وخلال العرض، قال رئيس مهندسي البنية المعمارية لأجهزة الكمبيوتر في معامل أبحاث «إتش بي» للمؤسسات، كريك بريسنيكر، إن الكمبيوتر يعمل بـ40 معالجاً طراز «إيه آر إم كافيوم»، كل منها يحتوي على 32 نواة، ما يجعل الجهاز يعمل بـ1280 نواة من وحدات المعالجة المركزية طراز «كافيوم إيه آر إم»، تم تقسيمها في أربع حاويات طراز «أبوللو 6000»، وتم ربطها عبر نسيج أو شبكة تشعبية من الروابط والوصلات التي تعمل كطريق بيانات فائق السرعة.

والميزة التي تحتل مركز الصدارة في الكمبيوتر الضخم هي سعة الذاكرة التي تصل إلى 160 تيرابايت، مع ملاحظة أنه لا يوجد كمبيوتر خادم واحد حالياً يمكنه أن يمتلك مثل هذه السعة من الذاكرة، فهي تصل الى ثلاثة أضعاف سعة الذاكرة الموجودة في كمبيوتر «إتش بي» الشهير المعروف باسم «سوبر دوم إكس».

بداية العمل

كانت «إتش بي» بدأت التفكير في هذا الكمبيوتر منذ عام 2004، حينما كان مجرد فكرة تقدم بها كريك بريسنيكر وهو لايزال باحثاً في معامل أبحاث «إتش بي» آنذاك، وساعتها أراد بناء نظام يكسر الحدود والقيود المرتبطة بأجهزة الكمبيوتر الشخصية التقليدية، والبنية المعمارية للاجهزة الخادمة، التي تمثل فيها الذاكرة عنق الزجاجة، ويمثل فيها الحد الأقصى لعدد الـ«ترانزستورات» داخل المعالج الدقيق قيداً وهاجساً آخر، فيما يعرف بنهاية «قانون مور» الذي تقوم عليه صناعة الشرائح الإلكترونية.

وارتكزت فكرة «بريسنيكر» على مفهوم توزيع المهام على جميع الموارد المتاحة في الكمبيوتر، أو بعبارة أخرى: التوصل إلى بنية معمارية جديدة لأجهزة الكمبيوتر تسمح بتوزيع مهام المعالجة على كل من المعالج، ووحدات الذاكرة، ووحدات التخزين، من الفئة المصنعة على هيئة شرائح إلكترونية «إس إس دي»، وليس وحدات التخزين التقليدية العاملة بالقرص المغناطيسي الدوار.

وكان هدف «إتش بي» أن تكون جاهزة ببديل قوي وفعال وعملي وقابل للتشغيل يناسب اللحظة التي تعلن فيها صناعة المعالجات عن توقف «قانون مور» عن العمل.

تقنية متطورة

أعلنت «إتش بي» في عام 2008، رسمياً، أنها تعمل على كمبيوتر يوزع مهام المعالجة بين المعالج والذاكرة والتخزين، ويتضمن تقنيات متطورة للغاية، منها الـ«فوتونات» أو الموصلات الضوئية فائقة السرعة، والمكون المعروف باسم «ميمريستور»، وهو عنصر كهربائي يحدّ أو ينظم تدفق التيار الكهربائي في الدائرة. ويتذكر مقدار الشحنة التي سبق تدفقها من خلاله، ما يجعله يقوم بوظيفة الذاكرة غير المتطايرة، أو التي تحتفظ بالمعلومات في حالة عدم وجود طاقة أو تيار كهربي، وهذا يعني أنه إذا تم قطع التيار عن الكمبيوتر، فإن التطبيقات والوثائق التي كانت مفتوحة قبل انقطاع التيار تظل قائمة ومفتوحة، ولا يفقد منها شيء إلى حين إعادة توصيل التيار للجهاز.

وفي عام 2014، أعلنت «إتش بي» مجدداً أنها تواصل العمل على هذه النوعية من أجهزة الكمبيوتر، وأنها على وشك طرحها علانية.

ووصف كريك بريسنيكر ما تم خلال هذه السنوات بأنه «رحلة شاقة»، وفي النهاية جاء النموذج الأولي مختلفاً بعض الشيء عما أعلنت عنه الشركة في عامي 2008 و2014، فقد جاء النموذج الأولي الأخير خالياً من الـ«ميمريستور»، لكنه اتبع المبادئ نفسها الساعية إلى تنفيذ الحوسبة والمعالجة على النظم الفرعية للكمبيوتر.