Emarat Alyoum

تزايد الإقبال على العلاج النفسي عن بُعد في بريطانيا

التاريخ:: 21 مارس 2017
المصدر: ترجمة: مكي معمري عن «إندبندنت»
تزايد الإقبال على العلاج النفسي عن بُعد في بريطانيا

تتزايد في بريطانيا عروض العلاج عبر الإنترنت هذه الأيام للأشخاص الذين يعانون الاكتئاب والقلق من خلال استغلال نظام التأمين الصحي، وباستخدام التقنيات الحديثة.

البحث عن السعادة

تقول رئيس مجلس التحليل النفسي البريطاني، إيلين مورغان، إن العلاج عبر الإنترنت أو الهاتف قد يعمل مع بعض الناس، لكنها عبرت عن قلقها من التركيز على تأثير الخدمات على المدى القصير. وتوضح مورغان قائلة، «هناك كثير من الضغط الآن على الناس الباحثين عن السعادة، وأنا قلقة من تدخلات سريعة وسهلة في حالات معقدة للغاية، إذ يحتاج المعنيون إلى توضيح مشكلاتهم في غرفة مع شخصٍ ما يبني علاقة جيدة معهم».

ويرى خبراء أن التحول نحو العلاج عن بُعد يعكس رغبة الحكومة في الرعاية الصحية المبنية على البيانات، لكنهم يخشون احتمال أن تترك أساليب العلاج قضايا الصحة العقلية دون حل.

وتُظهر الأرقام الجديدة ارتفاعاً بنسبة تسعة أضعاف، تقريباً، في مواعيد العلاج عن بعد، سواء بواسطة المحادثة المرئية أو الرسائل الفورية في السنوات الأخيرة، ويرجع هذا الارتفاع الحاد إلى رغبة المرضى في الحصول على علاجات بديلة عن العلاج وجهاً لوجه. وتشير البيانات إلى أن الكثير من عمليات التشخيص للحالات النفسية تتم أيضاً عبر الهاتف، إذ يقدم الطبيب المعالج طرقاً معينة للعلاج. وفي هذا السياق، خصصت الحكومة مبالغ إضافية لتطوير خدمات الصحة النفسية عبر الإنترنت.

ومن بين المراكز التي توفر علاجاً نفسياً عن بعد مركز «بيغ وايت وول»، الذي يقدم خدماته عبر المحادثة المرئية من خلال الكاميرا (ويب كام)، إضافة إلى مجموعات الدعم النفسي على الموقع. أما مركز «سيلفر كلاود»، فيتيح لمراجعيه التفاعل عن بعد من خلال برنامج يطلب من المريض الإجابة عن أسئلة محددة على الإنترنت، وتتم متابعتها من قبل مختص نفساني يتواصل لاحقاً مع المريض عبر الهاتف، ليناقش معه النتائج وطرق العلاج.

يقول المتخصص في الصحة النفسية عن بعد، هاري أوهايون، إن «سيلفر كلاود» أتاح خدمة لأشخاص لم يتمكنوا من الحصول عليها بطريقة أخرى، متابعاً: «الرجل ـ على سبيل المثال ـ يميل إلى مقاومة الحصول على الدعم النفسي بسبب وصمة العار، أو خشية أن يُنظر إليه على أنه ضعيف». وأوضح أوهايون، أن الرجال أحياناً يكونون على استعداد للعلاج النفسي عندما يتم بشكل خاص من منازلهم، أو قد يفضل آخرون ليس لديهم وقت فراغ القيام بذلك يوم الأحد أو في وقت متأخر من الليل.

لكن ستيف فلات، الذي يدير وحدة العلاج النفسي في ليفربول، فيقول إن العلاجات عن بعد «طريقة أخرى بعيدة عن التعامل المباشر مع الإنسان»، موضحاً أنه «عندما يعاني أشخاص حالة مرضية سواء تعلق ذلك بالاكتئاب، أو أي شكل آخر من مشكلات الصحة العقلية، فإنهم يحاولون تجنب الاتصال مع الآخرين». ويستطرد: «عندما يستخدم المريض لوحة المفاتيح أو كاميرا الويب، فإننا بذلك ننأى بأنفسنا عن تلك الاتصالات الفورية للعلاج ونبني حاجزاً».

وتقول مديرة مركز «ليسو» للصحة الرقمية، سارة بايتاب، إنها تلقت انتقادات مفادها أن العلاج عبر الرسائل النصية له بعض السلبيات، لكنها تعتقد أن المرضى والمعالجين قادرون على تطوير علاقة علاجية. وتتم جميع التشخيصات في «ليسو» عن طريق برنامج التراسل «ماسنجر»، وتقول بايتاب إنها تقيّم المعالجين لديها من خلال قراءة النصوص التي يكتبونها. وفي ذلك تقول: «من خلال قراءة آلاف النصوص يمكنك أن تلاحظ وجود علاقة علاجية، وتشعر كما لو كنت تقرأ رواية، هناك شعور بالخوف والسعادة»، موضحة أن «الكلمة المكتوبة تستحضر عاطفة معينة».

ورغم الزيادة الحادة في حالات العلاج بواسطة المحادثة المرئية والتراسل النصي، لايزال الهاتف الوسيلة الأكثر شيوعاً إلى حد بعيد، ولاسيما ما يخص تقييم الحالة المرضية. وفي هذا السياق، يقول جيمس كارتمان، الذي تلقى العلاج في مركز «ميلتون كاينز» المتخصص في العلاج النفسي: «لقد وجدت أن الأمر صعب بشكل لا يصدق، شعرت بأن العملية باردة ولاإنسانية»، مضيفاً أن «الإجابات على الأسئلة بالنقر على المربعات ليست هي الطريقة للتحدث عن مشكلات من هذا القبيل».

أما جيني يكيت، فقد أحيلت على العلاج المعرفي السلوكي في مركز «هرفوردشير» لعلاج الاكتئاب الناجم عن الاعتداءات والتنمر في مكان العمل، ولأن الجلسات كانت متوافرة فقط خلال ساعات العمل، وخوفاً من وصمة العار وذل طلب إجازة للعلاج، قالت جيني إنها قررت عدم تلقي العلاج.