خطاب رئيس وزراء الهند الأسبق الأطول حتى الآن

طول خطابات زعماء العالم في «الجمعية العامة» مثار جدل متجدد

صورة

مع بدء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في الـ20 من الشهر الجاري في نيويورك، يثور الجدل مجدداً حول طول وقصر ومضمون الخطابات التي يلقيها زعماء العالم في هذا المنبر الدولي الطليعي. ونتذكر في هذا الصدد الوصف البليغ الذي أسجاه رئيس وزراء بريطانيا الراحل، ونستون تشرشل، على هذه الخطابات، عندما قال «الخطاب الجيد مثل تنورة المرأة، حيث ينبغي أن تكون طويلة بما فيه الكفاية لتسترها، وقصيرة بما فيه الكفاية لتبرز جوانبها الجمالية»، أي ينبغي أن يكون طول الخطاب كافياً ليغطي الموضوع المطلوب، وقصيراً بشكل كافٍ ليبرز المعاني الجميلة فيه.

ويبدو أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، استوعب هذه النصيحة بشكل جيد، وأطال في خطابه وأسهب، فمن بين 1500 خطاب ألقاها قادة دوليون، جاء خطاب أوباما الأطول من أي دولة أخرى، وقدم حديثاً صافياً بلغت مدته 38 دقيقة، لكنه كان أطول من مدة الـ15 دقيقة التي حددتها الأمم المتحدة، والـ20 دقيقة المتفق عليها دولياً.

ويبدو أن أميركا ليست هي الوحيدة التي تجنح إلى طول خطاباتها، حيث إن كثيراً من ممثلي دول أميركا الجنوبية يغالون في طول خطاباتهم أمام الجمعية، على العكس من ممثلي الدول الإسكندنافية وأوروبا الشرقية، الذين يلتزمون بالقواعد المرعية في مثل هذه المناسبات.

لكن هناك أمثلة لطول خطابات يبدو فيها الوقت الذي استغرقه أوباما قزماً. أحد الأمثلة على ذلك خطاب الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي في عام 2009، الذي استغرق ساعة و36 دقيقة. إلا أن وقت خطاب القذافي نفسه بدا في مناسبات أخرى ضئيلاً جداً مقارنة بأمثلة اخرى، ففي أكتوبر 1960 قدم الرئيس الغيني الراحل، أحمد سيكو توري خطاباً أمام الجمعية العامة استمر لـ144 دقيقة، كما استغرق خطاب الرئيس السوفييتي الراحل، نيكيتا خروتشوف في العام نفسه 140 دقيقة. ولعل الخطاب الأطول قاطبة هو خطاب الرئيس الكوبي السابق، فيدل كاسترو، عام 1960، الذي استغرق أربع ساعات و16 دقيقة، أمام جمهور من المتعاطفين المتحمسين في نيويورك. وفي بداية خطابه صرح «سأحاول أن أوجز قدر الإمكان»، قبل أن يمضي في حديث ساخر عن الإمبريالية، وينخرط في مواضيع تراوح بين «الإيدز» والسعرات الحرارية التي يستهلكها الكوبيون.

لكن مهلاً.. هناك خطاب أطول من أي خطاب آخر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي ألقاه رئيس الوزراء الهندي، كريشنا مينون، في عام 1957، والذي استمر نحو ثماني ساعات، وتحدث فيه عن موقف الهند من كشمير.

تويتر