حجر الزاوية في استراتيجية نيودلهي الأمنية للقرن الـ21

القوة النووية الهندية موجهة ضد باكستان والصين

استعراض عسكري في اليوم الوطني للهند. غيتي

يعدّ البرنامج النووي الهندي حجر الزاوية في استراتيجية نيودلهي الأمنية للقرن الـ21، وطوال فترة ما بعد الحرب، كانت الهند تبذل جهوداً جبارة لرفع قدرتها النووية إلى الدرجة العسكرية، وتطوير وسائل حمل السلاح النووي، لكن خلال الأعوام الأخيرة، أظهرت الهند استعدادها لأخذ الخطوات الضرورية كي تصبح دولة نووية من الدرجة الأولى.

وفيما يلي نتابع تطور البرنامج النووي الهندي عبر التاريخ، والوضع الجاري للبرنامج، أو مشروعات أنظمة الحمل السلاح النووي المتعلقة به، والأساس المنطقي الاستراتيجي للجهود النووية الهندية، ومستقبل هذا البرنامج. ويبدو التوازن القوى النووية الجاري في جنوب وشرق آسيا غير مستقر، والمحتمل أن تكون النتيجة حدوث سباق تسلح نووي بين باكستان، والهند، والصين.

وبدأ عمل الهنود على التقنية النووية قبل الاستقلال عن المملكة المتحدة، لكن فترة عدم الاستقرار والأمن التي بدأت عام 1960 أسهمت في تسريع تطوير المشروع. وأظهر الهنود الذين هزموا في الحرب الهندية الصينية ضعفاً كبيراً، تفاقم في الحرب الباكستانية الهندية التي لم تكن حاسمة لأي من الطرفين. وجاءت جهود الولايات المتحدة لتخويف نيودلهي خلال حرب عام 1971 مع باكستان لتلعب دوراً أيضاً.

وقامت الهند بتفجير أول قنبلة نووية لها عام 1974، في إظهار لقدرتها النووية «السلمية»، وكانت قوة القنبلة ما بين خمسة إلى ستة كيلوطن، ولفت التفجير انتقادات المجتمع الدولي برمته. واستمر التطور النووي الهندي بالتقدم تارة والتوقف تارة أخرى، خلال العقدين اللذين تليا التفجير، إذ توصلت الهند إلى تفاهم مع المجتمع الدولي النووي بصعوبة، للحفاظ على برنامجها النووي في الظل. واستمر تطوير الصواريخ البالستية بالتوازي مع تطوير البرنامج النووي، لكن هذا التفاهم انهار في مايو 1998، عندما قامت الهند بخمس تجارب تفجير قنابل نووية (أربع منها انصهارية، والخامسة حرارية، يعتقد أنها كانت فاشلة)، وبالنظر إلى أن نيودلهي قامت بذلك مدفوعة بالوضع الداخلي وتدهور العلاقات مع باكستان، نجم عن ذلك توتر العلاقات مع الولايات المتحدة، ومع المجتمع الدولي، للحد من انتشار الأسلحة النووية، لكن الهند أكدت على أنها ملتزمة بإبقاء برنامجها النووي في حالة دفاعية فقط.

وحسب مجموعة مراقبة الأسلحة، فإن الهند تملك نحو 100 رأس نووي، معظمها انصهارية، وذات طاقة منخفضة، لكن الصحافيين يشيرون إلى أن الهند سرّعت من وتيرة إنتاجها للمواد الانصهارية، بالتعاون مع برنامجها الخاص بإنتاج الغواصات النووية، وهذا من شأنه أن يمنح الهند القدرة على إنتاج مزيد من الأسلحة الأضخم حجماً خلال وقت قصير. وتستطيع الهند زيادة حجم ترسانتها النووية، وهي تخطط لإنتاج أربع غواصات نووية حاملة للصواريخ البالستية، وكل منها تحمل 12 صاروخاً. وتمتلك الهند العديد من الطائرات القاذفة والمقاتلة القادرة على حمل الأسلحة النووية في الجو.

وأحدث عناصر الترسانة النووية الهندية هي الغواصة «إي أن أس أريهارت»، الحاملة للصواريخ النووية، والتي يجري تجريبها حالياً. وأريهارت أول غواصة هندية نووية يجري تصنيعها محلياً، وهي الأولى ضمن أربع أخرى، والتي سيتم تسليحها بصواريخ ساراريكا التي يبلغ مداها ما بين 500 إلى 1000 ميل، استنادا إلى الحمولة المتفجرة الموجودة فيه. وعلى الرغم من أن تطوير مثل هذه الغواصات يظل محل تساؤل، فإنه لابد من الإشارة إلى أنه لا باكستان ولا الصين تمتلكان أسلحة مضادة للغواصات.

وتواجه الهند خطرين نوويين، يتمثلان في باكستان الصين، وعلى الرغم من أنها تمتلك تفوقاً كبيراً على باكستان، فإن العكس هو الحاصل في حالة الصين، إذ إن معظم المحللين يعتقدون أن الصين تتميز بتفوق عسكري على الهند.

تويتر