خطاب عباس منح الفرصة الأخيرة للتسوية

عباس خلال إلقاء خطابه في الأمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم المتحدة. أ.ف.ب

رأى محللون سياسيون أن خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، حمل نوعاً من التهديد المبطن الى إسرائيل والعالم، بالتلويح بقضايا عدة منها إمكانية حل السلطة، إذا ما استمرت اسرائيل في ممارساتها التعسفية تجاه الشعب الفلسطيني والتنكر لحقوقه التي يجمع كل العالم عليها باستثناء اسرائيل ومن يدور في فلكها.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي، أحمد رفيق عوض، إن خطاب عباس حمل هذه المرة تهديداً رآه البعض مبطناً، وتمثل ذلك في التلويح بالعديد من القضايا منها امكانية حل السلطة اذا لم يتحقق حلم الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتجسد ذلك في قوله «إن مجمل السياسة الإسرائيلية يصب في المحصلة في إضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية، وإفشالها في القيام بمهامها ووظائفها وتنفيذ التزاماتها، وهو ما يهدد بتقويض وجودها كله وبانهيارها».

ويضيف أن الخطاب «كان خطاب اليأس وخطاب الفرصة الأخيرة للمجتمع الدولي، نقل خلاله الرئيس استياء وإحباط الشعب الفلسطيني من المجتمع الدولي».

ويؤكد عوض أن عباس شدد في خطابه على انه «إذا لم يكن هناك حل لدولتين فكل الاحتمالات قائمة»، وهذا حمل نوعاً من التهديد الحقيقي والغضب امام العالم. ويقول «نستنتج من الخطاب ان اسرائيل مصرة على مواصلة الاحتلال للأراضي الفلسطينية وطرد الفلسطينيين ، لذلك قال الرئيس لن نسمح بنكبة اخرى».

أما الكاتب والمحلل السياسي، فايز عباس، فيقول «أعتقد ان الرئيس محمود عباس اثبت في هذا الخطاب مدى انسانية الإنسان الفلسطيني ومعاناته خلال سنين طويلة، وفي الوقت نفسه أكد ان الشعب الفلسطيني لن يسمح بنكبة جديدة، وحذر اسرائيل من التخطيط لنكبة جديدة لأن الشعب الفلسطيني لن يسمح بوقوعها كما حدث عام 1948». ويضيف «تمنيت لو رأيت وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عندما صفقت القاعة اكثر من مرة للرئيس، أعتقد ان نتنياهو و(وزير خارجيته أفيغدور) ليبرمان أصيبا بالصرع والهلع من محبة قادة العالم للشعب الفلسطيني والرئيس محمود عباس».

ويوضح أن خطاب عباس «كان خطاباً إنسانياً سياسياً يطلب تدخل العالم من اجل وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية، لكنه يصر على البقاء على الأرض الفلسطينية مهما كان الثمن». ويؤكد أن الخطاب كان رسالة «مهمة جداً» لإسرائيل والولايات المتحدة التي تتبنى المواقف الاسرائيلية التي تنتهك كل القوانين والأعراف الدولية، على الرغم من تغني (الرئيس الأميركي باراك) أوباما بالحرية والديمقراطية، وإسرائيل تقوم بتدنيس هاتين الكلمتين (الحرية والديمقراطية).

ويشدد على أن عباس «لم يغير موقفه من طموحات الشعب الفلسطيني، فقد اصر على كامل الأرض الفلسطينية في حدود ،1967 وهذه رسالة مهمة اننا لن نقبل الاستيطان الاسرائيلي ان يبقى على ارض فلسطين». ويرى الكاتب والمحلل، طلال عوكل، أن خطاب عباس «كان غير عادي لأنه الى حد كبير حسم التردد تجاه تحميل اسرائيل مسؤولية تعطيل عملية السلام، كما ان الرئيس هذه المرة وصف اسرائيل بأوصاف غير مسبوقة».

ويقول عوكل إن عباس حمل الجهات السياسية الرسمية في اسرائيل امام العالم مسؤولية الاستيطان «وتزويد عصابات الاستيطان بالأدوات وتمويلهم مالياً للاعتداء على المواطنين الفلسطينيين العزل»، كما حمل الاحتلال مسؤولية تغيير المناهج التعليمية التي تشجع على التحريض.

ويؤكد عوكل انه يتبين من خطاب الرئيس انه قطع كل امكانية او احتمال بمتابعة المفاوضات مع اسرائيل.

ويشير إلى ان الرئيس الفلسطيني «أكد أن السلام يتعرض للخطر، وحذر العالم من غضب الشعب الفلسطيني».

كما ألمح الرئيس، بحسب عوكل، الى تواطؤ بعض الدول مع اسرائيل لمنع الفلسطينيين من الوصول الى طلبهم بالأمم المتحدة، في اشارة الى الولايات المتحدة الأميركية. ويقول إن عباس شدد مرتين على دور منظمة التحرير الفلسطينية، وحذر الدول، خصوصاً العربية، من التفكير في نزع شرعيتها، والتأكيد على دور المنظمة ممثل شرعياً للشعب الفلسطيني، في اشارة الى الدور الذي تقوم به بعض الدول للاتصال مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ممثلاً للشعب الفلسطيني. ويضيف أن الخطاب «كان سياسياً بامتياز يعكس معاناة الشعب الفلسطيني».

تويتر