النيران تهدد قرية عسفيا العربية في جبل الكرمل

أبناء عسفيا يعتبرون الكرمل جزءاً من هويتهم. غيتي

وصلت الحرائق الهائلة الى اطراف بلدة عسفيا العربية على سفوح جبل الكرمل في شمال اسرائيل، فاستنفر سكانها لحماية بلدتهم وهم يتحسرون على احراجها الجميلة التي يعتبرونها «جزءاً من هويتهم» بعد ان التهمتها ألسنة اللهب.

وتسود حالة من الفوضى والذعر هذه البلدة العربية (11 الف نسمة) التي يشكل الدروز 80٪ من سكانها الى جانب 15٪ من المسيحيين و5٪ من السنة.

وشوهد عناصر من الشرطة مع اعضاء في المجلس البلدي للبلدة وهم يلحون على من تبقى من السكان بضرورة اخلاء منازلهم، بعد ان وصلت النيران الى اطراف البلدة. وخاطب عضو في المجلس البلدي مجموعة من سكان القرية قائلاً «الرجاء اخلاء المكان هناك خطر فعلي على حياتكم».

وقال رئيس المجلس البلدي في عسفيا وجيه كيوف للصحافيين في مقر البلدية «نحن حراس الاحراج، نحن حراس الكرمل منذ مئات السنين ونحن من عاش مع هذه الأشجار يوماً بعد يوم، ونحن من تحول عندنا اللون الاخضر الى لون اسود». وأكد «وجود اهمال واضح بشأن الحريق وسنطالب بالتحقيق بعد اطفائه وليس لدينا ما نخفيه».

نتنياهو: نحن على وشك إخماد الحريق

 

أسهم الجسر الجوي الدولي في تراجع الحريق الهائل الذي يتواصل في شمال اسرائيل منذ صباح الخميس الماضي، فيما قالت الشرطة انه ناتج على ما يبدو من اهمال شابين.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحافي في حيفا قرب جبل الكرمل «نحن على وشك السيطرة على الحريق لكنني لن استبق الأمور». وأضاف نتنياهو الذي يشرف بنفسه على عمليات اخماد النيران «حددنا لأنفسنا هدفين: تفادي سقوط ضحايا جديدة وإخماد الحريق بمساعدة دولية، تم بلوغ الهدف الاول ونحن نتقدم في اتجاه الهدف الثاني». ووجه شكره الى المجتمع الدولي قائلاً «تحدثت الى 30 رئيساً في انحاء العالم وشكرت لهم مساعدتهم».

وأعلن ان اسرائيل التي تفتقر الى وسائل جوية لمكافحة الحرائق استأجرت من الولايات المتحدة اكبر طائرة للتصدي للحرائق في العالم هي من طراز بوينغ ،747 لافتاً الى انها تستطيع ان تلقي مرة واحدة 80 الف لتر من المياه، اضافة الى قدرتها على العمل ليلا. وتحدث احد عناصر الاطفاء عن «المساهمة الفاعلة جداً» للطائرات خلال النهار، لكنه ابدى قلقه لخطر تجدد الحريق ليلاً، خصوصاً بسبب استمرار الرياح الشديدة واستحالة استخدام طائرات في الظلام.

وتوقع مسؤول فرق الإطفاء شيمون روماه، أن تتم السيطرة على الحريق في غضون يومين.

وكانت ألسنة النيران والدخان تشاهد في الجهة الغربية من البلدة. وقال عضو المجلس البلدي فرج زاهر لوكالة فرانس برس «النيران باتت على مسافة 150 متراً من المنطقة التي نريد اخلاءها». وأضاف «أتت النيران على منزل واحد منعزل على اطراف البلدة، وقمنا حتى الآن بإخلاء نحو 1000 شخص انتقلوا للمبيت عند اقرباء لهم».

وتابع «هناك حالة من الذعر بين الاطفال بشكل خاص، وقد جهزنا غرفة طوارئ واعددنا كل ما يحتاج اليه الاهالي من مركز خدمات اجتماعية ومساعدة نفسية».

وتجمع عدد من سكان البلدة في احدى ساحاتها وبعضهم وقف على اسطح المنازل لمشاهدة الحرائق القريبة بشكل افضل. وخاطبهم احد عناصر الشرطة قائلاً «هناك طائرتان تركية ويونانية تسعيان لاطفاء الحرائق عبر القاء مواد كيميائية، ولن تباشران عملهما طالما انتم تقفون هنا».

وقالت نوال ابوركن (48 عاماً) «جئت اتفقد منزلي لأننا تركناه قبل ثلاثة ايام وذهبنا الى اقرباء لنا. نحن خائفون وقلقون ولا نتمكن من النوم . انها مصيبة حلت بنا».

وقال وسيم روحانا عامل البناء وهو يستعد لمغادرة البلدة «الوضع محزن والكهرباء مقطوعة، لا نريد ان نرى الكرمل يحترق انها مصيبة».

وتشاهد الطائرات الخاصة بإطفاء الحرائق تحلق في سماء المنطقة وهي ترش مواد كيميائية.

وانتشرت قوات من الشرطة والجيش على اطراف البلدة وسط حركة كثيفة لسيارات الإسعاف والإطفاء.

وفي حي آخر من البلدة شوهد عناصر من الجيش وهم يقطعون اشجاراً قريبة من الشارع خوفاً من وصول النيران اليها لأنها قريبة من عدد من المنازل.

وقال احمد طربيه «نحن نزيل الاشجار المقطوعة من المكان خوفاً من وصول النيران اليها كما نحاول مع الجيش اقامة سد من التراب حول المكان».

وأكد طربيه ان الجيش «طلب منا اخلاء المكان».

وقال نبيه محرز (50 عاماً) صاحب مطعم وهو يسرع في اقفال مطعمه «الوضع محزن لأن هذه الاحراج هويتنا وبيتنا، لقد ولدنا مع هذه الاحراج وكبرنا معها ونعرف اشجارها شجرة شجرة، انها اراضينا في الكرمل».

وقال إن الشرطة عزلت قرية عسفيا وقرية دالية الكرمل الدرزية المجاورة. وأضاف «الحركة باتت ضعيفة في القرية وكل واحد منا يريد ان يعرف ماذا يجري وتفقد منزله، لقد عزلتنا الشرطة نحن ودالية الكرمل عن العالم ولم يعد يسمح لاحد بأن يأتي الينا».

وأكد مسؤول في الشرطة اغلاق الطرق المؤدية الى بلدتي عسفيا ودالية الكرمل اللتين تقعان على سفوح جبال الكرمل، ولم يسمح سوى للصحافيين بالدخول اليهما.

وقال الكاتب هادي زاهر وهو بحالة غضب «انهم يتهمون شبابنا بأنهم تسببوا بالحرائق لأنهم كانوا يدخنون النارجيلة، انها ليست سوى محاولة منهم لايجاد كبش محرقة».

وكانت الشرطة الإسرائيلية أوقفت شابين من بلدة عسفيا يشتبه في انهما تسببا بالحريق «جراء الاهمال».

وأتى الحريق على 5000 هكتار وخمسة ملايين شجرة وفق مصلحة الغابات.

وانتقد زاهر السلطات الاسرائيلية وقال ان «عدد سكان عسفيا ودالية الكرمل يبلغ نحو 30 الف نسمة ولا توجد فيهما سيارة اطفاء واحدة».

تويتر