الطيب اعتبر إرسالهم من مصر تطبيعاً مع الكيان الإسرائيلي

خلاف بين الأزهر والأوقاف حول زيارة الدعــــاة إلى فلسطين المحتلة

الطيب عقب اجتماع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية. الإمارات اليوم

احتدم الخلاف بين مؤسستي الأزهر والأوقاف في مصر حول إرسال دعاة وقرّاء القرآن الى فلسطين المحتلة والحصول على تأشيرة اسرائيل، وبينما تمسك شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب برفضه كل اشكال التطبيع اعتبر وزير الأوقاف محمود زقزوق، أن ارسالهم بل وزيارة الاراضي المحتلة فيها يعد تأكيدا على عروبة فلسطين والقدس المحتلة.

وأوضح مصدر مسؤول في مكتب شيخ الأزهر أن الدكتور احمد الطيب استدعى الوزير الى مكتبه وطلب منه ضرورة التراجع عن فكرة ارسال الدعاة والمقرئين حفاظاً على وحدة المؤسسة الدينية في مصر، التي تتعرض لانقسام كبير بسبب اصرار زقزوق على التعامل مع التأشيرات الاسرائيلية ودعوته لزيارة فلسطين المحتلة بزعم عدم تركها للمتشددين اليهود.

من جهته، اعترف وكيل وزارة الاوقاف لشؤون الدعوة الدكتور سالم عبدالجليل بأن «الوزارة تقوم الآن باختيار افضل العناصر من الدعاة والمقرئين الذين سيسافرون الى فلسطين المحتلة وفقاً لمعايير الدعاة العصريين والإلمام بتاريخ فلسطين ومعرفة اساليب اسرائيل في الدعاية والاعلام»، وأضاف عبدالجليل «هناك احتياج فلسطيني لوجود دعاة وقراء بينهم من اخوانهم العرب، خصوصاً في شهر رمضان الكريم، ونحن نرسل هؤلاء الى كل بلاد العالم، فلماذا نستثني فلسطين؟». وأوضح أنه «سيتم ارسالهم بناء على طلب وزير الاوقاف الفلسطيني محمود الهباش»، وقال «طالما انه لا يوجد نص شرعي يحرم زيارة هؤلاء، فإنها تمثل دعماً حقيقياً لأبناء الشعب».

واعتبر وزير الأوقاف محمود زقزوق أن «حجة الرافضين تستند إلى رفض التطبيع، بينما حجتنا تستند إلى ان العالم الاسلامي كله ومنه العربي يجب ان يتجه لفلسطين ومساندتها من الداخل حتى يعرف العالم ان فلسطين عربية وأن غياب العرب والمسلمين عن فلسطين اكثر من 60 عاماً اضر كثيراً بالقضية الفلسطينية». وأضاف «أليس من مصلحة الشعب الفلسطيني ان يستمع الى دعاة مصريين في مواجهة آلة اعلامية اسرائيلية جبارة تفوق امكانات الاخوة في فلسطين المحتلة».

واتخذ الدكتور احمد الطيب موقفاً حاداً في مواجهة زقزوق، وقال إن «المؤسسة الدينية في مصر ترفض اصباغ الشرعية على الاحتلال الاسرائيلي تحت اي حجة وإن السفر بتأشيرة اسرائيلية استسلام للأمر الواقع الذي فرضه الاحتلال والاعتراف به تكريس وتأكيد لشرعيتـه». وقال عضو جبهة علماء الأزهر الدكتور عبدالمنعم البري إن «وزير الأوقاف دعا من قبل إلى زيارة اسرائيل ورفضها العلماء، كما يرفضها الشارع المصري، والتطبيع بالدعاة هو اخطر انواع التطبيع، لأن هؤلاء سوف يتحولون الى مبشرين به في بلادنا بمجرد عودتهم، وهو ما يمثل اكبر خدمة يمكن ان تقدم للكيان الإسرائيلي».

وأضاف «قد تصدق النيات بأن فلسطين لا يجب ان تترك للاسرائيليين، لكن هناك ألف وسيلة لمساعدة الشعب الفلسطيني مثل تدريب الدعاة والمقرئين في مصر مثلاً». وقال «الاسرائيليون سوف يقدمون زيارة علماء مصريين للعالم باعتباره عملاً ديمقراطياً وتأكيداً على الحرية الدينية التي يتمتع بها المسلمون في فلسطين، وبالتالي يجب ان يستمر الوضع في القدس على ما هو عليه طالما يتمتع الجميع بحق الزيارة».

وختم البري «من حسن الحظ ان دعوات وزير الاوقاف مازالت فردية ولا تجد من يؤيدها من رجال الدين حتى ممن يوصفون برجال السلطة».

وكان مفتي القدس الدكتور عكرمة صبري قد رفض تماماً الدعوة التي تبناها وزيرا الاوقاف الفلسطيني والمصري، باعتبارها لا تخدم القضية الفلسطينية، وقال ارفض تماماً زيارة الشعوب العربية والإسلامية لفلسطين المحتلة او الدعاة والقراء للمسجد الأقصى بتأشيرة إسرائيلية، لأنه تطبيع علني مع إسرائيل ومن دون مقابل. لأن اسرائيل ستستغل التأشيرات أسوأ استغلال وما تسببه الزيارة سيضر القضية الفلسطينية بأكملها».

وكان وزير الأوقاف المصري محمود زقزوق قد تعرض لهجوم موسع من علماء الدين في مصر، عندما دعا الى زيارة القدس، وقال إن توافد العرب والمسلمون والتفاف العالم الإسلامي حول القدس سيحمل رسالة للعالم كله بأن قضية القدس قضية إسلامية وعربية تخص أكثر من مليار ونصف المليار ولا تخص الفلسطينيين وحدهم، معتبراً ان الموقف الرافض لزيارة القدس والاكتفاء بالشعارات لن يدفع القضية خطوة واحده للأمام، وأن استمرار الرفض يمنح الفرصة كاملة لإسرائيل للانفراد بالشعب الفلسطيني وتنفيذ مخططاتها في تهويد القدس والسيطرة على مقدساته.

تويتر