خطف الأطفال يتزايد في اليابان

أدى الاعتقال الاخير لكريستوفر سافوي في مدينة فوكواكا اليابانية، في أثناء محاولته «خطف» أطفاله وإعادتهم إلى الولايات المتحدة، أو إلى القنصلية الأميركية على الأقل، إلى تسليط الضوء على ما بات يعرف في الصحافة اليابانية بأنه مشكلة جديدة ومتزايدة. وهي تتمثل في محاولة الأجانب خطف أطفالهم وإعادتهم إلى أوطانهم. وإذا لم يتم الخطف بالقوة، كما الحال بالنسبة لسافوي، يتم أخذهم في «زيارة»، ثم لا يرجعون.

وإضافة إلى كونه خاطفاً، تعرض سافوي للانتقاد الشديد من الإعلام الياباني، لأنه كان يحمل جنسيتين، من أجل خداع زوجته وأخذها إلى الولايات المتحدة، كي يطلقها هناك. ولكن موضوع الخطف هو الجزء الآخر من القصة، وقد ظهر وكأنها حملة يقصد منها حشد إجماع من أجل توقيع اليابان على ميثاق محكمة العدل الدولية حول السمات المدنية المتعلقة بخطف الأطفال عالمياً.

وكانت أجهزة إعلام حكومية قد بثت تقريراً خاصاً عن مشكلة الطلاق وحضانة الأطفال عالمياً، وتبعتها أجهزة الإعلام الأخرى، لكن جميع القصص كانت تتحدث عن الفكرة نفسها، حيث الآباء اليابانيون هم الضحية، من دون التطرق إلى حالات يكون فيها الخاطفون آباء يابانيين. ومن خلال وجهة النظر هذه، فإن قصة سافوي التي لفتت انتباه اليابانيين كانت بمثابة منجم الذهب للقضية اليابانية.

وتتفاوت حالات سوء اختطاف الأطفال اليابانيين، فهناك بعض الحالات التي يمكن اعتبارها مأساوية، بالنظر إلى أنه يتم أخذ الأطفال من آباء أجانب إلى بلد، مثل إيران وبنغلاديش، حيث تفقد الأم اليابانية كل الاتصالات بأطفالها. ولكن، عندما يتم أخذ الأطفال إلى الولايات المتحدة، يمكن للأم أن تتصل بأطفالها، بخلاف عشرات الحالات التي يمنع فيها على الآباء الأجانب الاتصال بأطفالهم الموجودين داخل اليابان.

وكان موقع «مينشي شيمبون» الياباني قد ذكر قصة امرأتين يابانيتين فقدتا أطفالهما مع الأبوين اللذين عادا إلى موطنيهما. ولكنهما كانتا قادرتين على استعادتهم، على الرغم من أن اليابان غير موقعة على اتفاقية منع خطف الأطفال في لاهاي، إلا أن القضية كلفت المرأتين مبالغ كبيرة.

وبناء عليه، من الواضح أن الفائدة الرئيسة التي يمكن أن تحصل عليها اليابان في انضمامها للاتفاقية هي تخيفض النفقات التي قد يتكبدها الآباء اليابانيون، للاستفادة من أنظمة المحاكم الأجنبية، والتي تقيم العلاقة بين الأطفال والآباء أكثر بصورة أفضل مما عليه الحال في اليابان.

تويتر