أوباما الرئيس الــ44 للولايات المتحدة

أوباما يؤدي اليمين كأول رئيس أسود للولايات المتحدة الأميركية. رويترز

أدى الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما امس اليمين الدستورية على الدرج الخارجي لكابيتول هيل مقر الكونغرس وهو يضع يده على الكتاب المقدس نفسه الذي استخدمه الرئيس الاميركي الاسبق ابراهام لينكولن يوم تنصيبه عام 1861. ليصبح الرئيس الرابع والاربعين وأول رئيس أسود للولايات المتحدة.

وتعهد أوباما خلال كلمة تنصيبه ببداية جديدة مع العالم الإسلامي وقال ان الولايات المتحدة ستغادر العراق بطريقة مسؤولة وستحل «السلام الذي تحقق بجهد كبير» في أفغانستان.

وشاهد تنصيب أوباما نحو مليوني شخص بالاضافة الى مئات الآلاف الذين تابعوا موكبه في طريق بنسلفانيا في مشهد أعاد الى الاذهان تنصيب الرئيس الاسبق ليندون جونسون عام 1965.

ووضع زجاج مضاد للرصاص امام منصة خطاب التنصيب وامام سلّم البيت الابيض حيث وقف أوباما لمراقبة العرض. ولم تؤثر برودة الجو في حماس الحشود التي تدفقت على العاصمة لمشاهدة حفل تنصيب أوباما في الساحة الوطنية التي نشر فيها 5000 مرحاض محمول. وفرضت السلطات الاميركية اجراءات امن غير مسبوقة ونشرت 4000 شرطي في المدينة بالاضافة الى4000 فرد من أجهزة الامن المختلفة في شتى انحاء الولايات المتحدة كما طوقت وسط واشنطن وأغلقت معظم شوارع المنطقة امام مرور السيارات. ومنعت بعض الاشياء مثل حقائب الظهر والمظلات واللافتات والدراجات والحيوانات الاليفة.

وتوجه أوباما إلى كنيسة القديس يوحنا التي تبعد خطوات من البيت الأبيض، حيث شارك في أداء قداس وسط هتافات التشجيع والترحيب. وبعدها توجه إلى البيت الأبيض حيث تناول القهوة مع الرئيس المنتهية ولايته جورج دبليو بوش، وقام بوش والسيدة الأولى السابقة لورا بوش بتحية أوباما وزوجته ميشيل خارج البيت الأبيض وتبادلا المصافحة والأحضان وبعض الكلمات قبل الوقوف أمام الكاميرات لالتقاط بعض الصور ثم توجهوا إلى الداخل.

وترك بوش رسالة شخصية لأوباما في درج بمكتب البيت الأبيض، وهو تقليد رئاسي. وقد كتب بوش هذه الرسالة خلال عطلة نهاية الأسبوع التي قضاها في منتجع كامب ديفيد. وقامت ميشيل أوباما بتقديم صندوق أبيض مغلّف بشريط أحمر للسيدة لورا بوش.

وحرص أوباما عشية تسلّمه مقعد الرئاسة على تكريم مارتن لوثر كينغ زعيم الحقوق المدنية، مؤكداً تخطي الحدود العرقية كأول رئيس أسود للولايات المتحدة. واقتنص أوباما بعضاً من وقته المخصص ليزور الجنود الجرحى في مستشفى عسكري وأصدر نداءً الى الاميركيين ليتذكروا كينغ من خلال اعادة التزامهم بالخدمة العامة.

وقال أوباما اول من امس «غداً سنجتمع معاً كشعب واحد في الساحة نفسها التي يتردد فيها حتى الان حلم الدكتور كينغ. نحن نفعل ما نعترف به هنا في اميركا من ان مصائرنا متضافرة بشكل لا فكاك منه. حسمنا ذلك مع سيرنا وعلينا ان نسير معاً». وبعد ان شمّر أوباما عن ساعديه للمشاركة في طلاء مأوى للمشردين والمراهقين الفارين من أسرهم طرق أوباما على نغمة المسؤولية الفردية. وفي المساء حرص أوباما على تشجيع روح الوحدة بتناول العشاء مع الرجل الذي هزمه في سباق الرئاسة السناتور الجمهوري جون ماكين، لكن أوباما قال إنهما لن يتفقا على كل شيء في الاشهر القليلة المقبلة.

وقال أوباما «لا يعرف عن جون انه يمسك لسانه.. واذا فشلت في شيء سيخبرني بذلك.. وهذا ما يجب ان تكون عليه الامور» مضيفاً وسط تصفيق الحضور ان الرئاسة ما هي إلا فرع من الحكومة الاميركية. وفي اطار ردود الفعل على تنصيب أوباما، قالت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة مادلين أولبرايت في عهد بيل كلينتون «اعتقد اننا لم نشهد أبداً يوماً بلغ فيه ما ينتظره المجتمع الدولي من انتخاب رئيس أميركي، هذا الحد».

وقال رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لوي رودريغيز ثاباتيرو، الشاهد على الترقب الناجم عن هذا الانتخاب إن «ظاهرة اوباما» قد تقلص فترة الركود الاقتصادي الشامل اذا عرفت الحكومة الاميركية كيف «تبلور الثقة». لكن حذر آخرون من توقعات «غير واقعية» نظراً لحجم الصعوبات.

حمّى أوباما تجتاح أميركا 
باراك أوباما في كل مكان: على القمصان والملصقات والأظافر الصناعية واللوحات والعملات المعدنية والساعات. ومحال التذكارات العديدة وأكشاك البيع والباعة الجائلين في واشنطن والاف المواد المعروضة للبيع هي أبلغ الدلالات على أعراض حمّى اوباما الشديدة التي تجتاح الامة الاميركية.

وقد حقق الباعة أرباحاً طائلة - بعد موسم سياحي شديد الوطأة- من الاحتفالات بأوباما. وتعرض محال التذكارات السياسية الأميركية التي لا تبعد كثيراً عن البيت الابيض كل شيء يمكن للمرء تخيله حيث طبع وجه أو اسم الرئيس الجديد على كل شيء من الاقداح الخزفية للقهوة وحتى قطع الشيكولاتة ومن كرات الغولف حتى عقود الزينة.
واشنطن - د.ب.أ

تويتر