Emarat Alyoum

نتنياهو يتمسك بقانون «القوميـة» العنصري رافــضــاً تجنيس الفلسطيــنيـين وعودة اللاجئين

التاريخ:: 06 أغسطس 2018
المصدر: القدس المحتلة - وكالات
نتنياهو يتمسك بقانون «القوميـة» العنصري رافــضــاً تجنيس الفلسطيــنيـين وعودة اللاجئين

دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، عن قانون «الدولة القومية» الذي أثار حفيظة الأقلية الدرزية في إسرائيل، مشيراً إلى أنه سيساعد على منع الفلسطينيين والمهاجرين غير الشرعيين من السعي للحصول على الجنسية الإسرائيلية، كما يمنع عودة اللاجئين الفلسطينيين، فيما أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية مضيّها في تعميق الجبهة الدولية الرافضة للسياسات الأميركية المنحازة لإسرائيل.

وقال نتنياهو في مستهلّ اجتماع حكومته الأسبوعي، إن «قانون الدولة القومية يجنب، على سبيل المثال، استغلال بند لمّ شمل العائلات، الذي تم بموجبه استيعاب عدد كبير جداً من الفلسطينيين في البلاد».

وأضاف أن «قانون القومية يحصّن في مقدمة الأمر قانون العودة. إنه يرقّيه إلى درجة أخرى، حيث هذا القانون يضمن بطبيعة الحال حقاً تلقائياً يمنح اليهود، وهم فقط، الحق بالهجرة إلى إسرائيل، وبالحصول هنا على الجنسية الإسرائيلية».

وقال «قد يساعدنا هذا القانون، كذلك على منع دخول العمالة المهاجرة مستقبلاً».

وتمّ إقرار القانون، الشهر الماضي، ليصبح جزءاً من القوانين الأساسية التي تعد بمثابة دستور للبلاد. ولا يتضمن إشارات إلى المساواة أو الديمقراطية، ملمحاً بذلك إلى أن الأولوية هي للطابع اليهودي للبلاد، بينما يشير إلى أن إسرائيل هي الوطن التاريخي لليهود، ويمنحهم الحق «الحصري» لتقرير المصير فيها.

وندّد مواطنو إسرائيل العرب بشدة بالقانون، وخصوصاً الدروز، البالغ تعدادهم 130 ألفاً، الذين اعتبروا أنه يجعل منهم سكاناً من الدرجة الثانية.

وبخلاف غيرهم من العرب، الذين بإمكانهم التطوع للخدمة في الجيش الإسرائيلي، فإن الخدمة في الجيش أو الشرطة إلى جانب اليهود الإسرائيليين إجبارية بالنسبة للدروز.

وقال نتنياهو، أمس، إن «إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي. إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية. الحقوق الفردية راسخة في كثير من القوانين» المنصوص عليها في الدستور.

وأضاف «لا أحد مسّ أو ينوي المساس بهذه الحقوق الفردية، لكن دون قانون الدولة القومية سيستحيل ضمان مستقبل إسرائيل كدولة قومية يهودية للأجيال (المقبلة)».

وتحدث نتنياهو كذلك عن «الرابط العميق» بين إسرائيل والدروز، معلناً تشكيل لجنة وزارية خاصة لتعزيز العلاقات.

وكان الكنيست الإسرائيلي أقرّ قبل أسبوعين، قانون «القومية» الذي يَعُدّ «إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي»، وأن «حق تقرير المصير القومي في إسرائيل خاص بالشعب اليهودي»، وأن «القدس عاصمة إسرائيل».

ولم تتوقف الاحتجاجات منذ تبني القانون، سواء من قبل المواطنين الفلسطينيين الذين اعتبروه عنصرياً، ودعوا إلى إلغائه، أو من قبل الدروز والمعارضة الإسرائيلية التي أخذت عليه أنه لم يتضمن تعبير «المساواة لكل المواطنين».

وذهبت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى اعتبار أن القانون قد يؤدي إلى تبكير الانتخابات الإسرائيلية إلى نهاية العام الجاري بدلاً من نهاية العام المقبل.

واحتشد عشرات آلاف الإسرائيليين الدروز وأنصارهم وسط تل أبيب، للاحتجاج على القانون، أول من أمس.

وقال الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ موفق طريف، في خطاب «رغم ولائنا غير المشروط للدولة، الدولة لا تنظر إلينا كمواطنين متساوين» مع اليهود.

يأتي ذلك في وقت أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أمس، أنها «ماضية في عملها السياسي والدبلوماسي، لتعميق الجبهة الدولية الرافضة للسياسات الأميركية المنحازة للاحتلال والاستيطان»، وشددت على أن الشعب الفلسطيني «سيُسقط مؤامرة تفكيك وكالة (الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) الأونروا».

وقالت الوزارة في بيان، إن «الحملة الإسرائيلية الأميركية على قضية اللاجئين تأتي خدمة لمصالح الاحتلال وأهدافه».

واعتبرت أن «تصاعد الهجمة الأميركية الإسرائيلية الشرسة على القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا العادلة والمشروعة، تؤدي إلى شطب معنى ومضمون أي مفاوضات مستقبلية».

ودعت الوزارة الدول كافة، إلى «سرعة التحرك لإنقاذ (الأونروا)، وتحسين أوضاعها، بما يمكنها من أداء دورها إزاء اللاجئين الفلسطينيين».

وكانت تقارير تحدثت عن خطة أميركية لإنهاء عمل «أونروا».

وكانت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، ذكرت أن صهر الرئيس الأميركي وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر، ينشط بهدوء من أجل وقف نشاط «أونروا»، التي تخدم ملايين اللاجئين الفلسطينيين.

ونشرت المجلة أن كوشنر أرسل رسائل إلكترونية إلى مسؤولين أميركيين، بينهم المبعوث الخاص للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، قال فيها إنه «من المهم أن تتوافر جهود صريحة لعرقلة نشاط (الأونروا)». وتواجه «أونروا» منذ مطلع العام الجاري، عجزاً مالياً غير مسبوق في موازنتها، بعد امتناع الولايات المتحدة عن تقديم مبلغ 300 مليون دولار، كانت مقررة لموازنة الوكالة، بحسب مسؤولين في الوكالة.

على الصعيد الميداني، أصيب شخصان بجروح طفيفة، أمس، إثر ضربات نفذتها طائرة إسرائيلية من دون طيار على منشأة تابعة لمسلحين فلسطينيين في شمال غزة، وفق ما أفاد مسؤولون أمنيون في القطاع الذي تديره حركة «حماس».

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي بأن إحدى طائراته قصفت هدفين في شمال القطاع، واصفة أحدهما بأنه مركبة استخدمتها مجموعة فلسطينيين لإطلاق البالونات الحارقة.

وأوضح الجيش في بيان أن الطائرة هاجمت كذلك مجموعة فلسطينية كانت تطلق البالونات الحارقة من شمال قطاع غزة إلى إسرائيل.