Emarat Alyoum

بعد فراق 18 عاما.. إثيوبي يعثر على أسرته في إريتريا

التاريخ:: 20 يوليو 2018
المصدر: أسمرة - رويترز
بعد فراق 18 عاما.. إثيوبي يعثر على أسرته في إريتريا

عندما اندلعت الحرب بين إثيوبيا وإريتريا عام 1998 وبدأت كل دولة عملية ترحيل جماعي لمواطني الأخرى اعتقد
عبد السلام حجو أنه لا يوجد ما يدعوه للقلق لثقته بأن جواز سفره الإثيوبي سيحمي زوجته الإريترية من الطرد.
لكن بعد عامين ومع احتدام الصراع على طول الحدود المشتركة، اختفت زوجته نتسلال أبرهة بشكل غامض مع ابنتيهما. وبدأ عبد السلام وهو صحافي في التلفزيون الرسمي الإثيوبي عملية بحث محمومة عنهن.
وبعد عدة أيام قابله أحد الجيران وسلمه رسالة من نتسلال تقول فيها إنها رحلت لإريتريا مع البنتين أزمرة ودنايت اللتين كانتا في سن المراهقة آنذاك.
ولم تفسر نتسلال في الرسالة أسباب رحيلها، وكتبت فيها «في يوم ما.. قد نلتقي».
لكنهما لم يلتقيا على مدى 18 عاما. لم تكن هناك وسيلة للاتصال فقد قطعت كل خطوط النقل وخدمات الهاتف والبريد منذ بداية الصراع.
إلا أن حلم لم الشمل أصبح حقيقة هذا الشهر عندما وقعت حكومتا البلدين، اللذين ظلا خصمين لنحو عقدين حتى مع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار عام 2000، اتفاق سلام أنهى سنوات من العداء.
وبعد أن تصافح الرئيس الإريتري أسياس أفورقي ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد وتعانقا وتعهدا بإعادة العلاقات كان عبد السلام بين أكثر من 400 مسافر توجهوا إلى أسمرة يوم الأربعاء في أول رحلة طيران مباشرة بين البلدين منذ 1998.
وقبل هذه اللحظة بأشهر كان عبد السلام قد فقد الأمل في لم الشمل. وعلى مدى السنوات حاول التواصل مع أسرته وشملت مساعيه تقديم طلب للجنة الدولية للصليب الأحمر لإيجاد أي وسيلة تواصل مع زوجته لكن بلا جدوى.
وقال عبد السلام (58 عاما) «كل شيء كان محبطا. كنت أسأل نفسي إن كنت سأحرم من رؤية أسرتي (مرة أخرى) لأنني لم أكن أمتلك ما يكفي من المال».
وقال عبد السلام لرويترز في اليوم الذي وصل فيه لأسمرة، تواصل مع ابنته عن طريق أحد الاصدقاء، واتفقا على اللقاء في منزل أحد الأقارب.
وأمس خارج مبنى صغير في حي جيزا بندا تيليان بأسمرة، استقبل عبد السلام بالزغاريد والتهليل. تعانق الزوج والزوجة والابنتين للمرة الأولى منذ 18 عاما. وانفجر عبد السلام بالبكاء عندما عانقته ابنتاه.
وقال «كانت سنوات من الظلام. الانفصال والشوق كانا فوق الاحتمال. تخيل أن شخصا فاز باليانصيب للتو. هذا هو شعوري الآن».