Emarat Alyoum

عام على مقاطعة قطر.. انتصارات باليمن وتراجع الإرهاب في ليبيا والعراق

التاريخ:: 05 يونيو 2018
المصدر: عن «بوابة العين الإخبارية»
عام على مقاطعة قطر.. انتصارات باليمن وتراجع الإرهاب في ليبيا والعراق

بعد مرور عام على قرارات الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب بمقاطعة قطر، بسبب سياستها المخالفة للمسار العربي، وتورطها في دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية، كشفت الأحداث والتطورات على الأرض تراجع التنظيمات الإرهابية بعد تضييق الخناق على مصادر تمويلها، وإدراجها وداعميها على القوائم السوداء.

فظهر جلياً، في الفترة الماضية، تقدم قوات بعض الدول العربية، التي عانت إرهاب قطر على جميع محاور القتال مع التنظيمات الإرهابية.

فانحسار الإرهاب في اليمن والعراق وليبيا، لم يظهر بشكل واضح وملحوظ إلا بعد إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعة قطر، ما يؤكد تورط نظام الحمدين في دعم حركات التمرد والتنظيمات الإرهابية في هذه البلدان، بالمال والسلاح.

طرد قطر من التحالف العربي

وبمجرد أن تم الإعلان عن المقاطعة، أعلنت دول التحالف العربي طرد قطر من اليمن، بعد أن ثبتت خيانتها بتقديم إحداثيات مواقع القوات لميليشيات الحوثي الإيرانية.

وخلال هذا العام، الذي تمت فيه مقاطعة قطر، أعلن الجيش اليمني أن مئات الحوثيين سقطوا في المعارك بين القوات الشرعية من جهة، وميليشيات الحوثي الإيرانية من جهة أخرى. وقال الجيش إن أكثر من 100 قيادي حوثي من الصف الأول قتلوا، خلال العام الماضي، من بينهم الرجل الثاني في التنظيم صالح الصماد، فضلاً عن مقتل أكثر من 5000 حوثي.

وتلقى الحوثيون، خلال الأشهر الأخيرة، ضربات قوية، على يد القوات الشرعية المدعومة من التحالف، حيث تمت السيطرة على مواقع استراتيجية عدة، لاسيما في الساحل الغربي.

واقتربت قوات المقاومة اليمنية، بإسناد من التحالف العربي، من تحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، بعد التقدم السريع الذي حققته على طول المدن والمناطق الواقعة على الشريط الساحلي الممتد من باب المندب، وصولاً إلى مشارف مدينة وميناء ومطار الحديدة.

تطهير العراق من «داعش»

انعكست قرارات مقاطعة قطر على الفور على الوضع في العراق؛ إذ انتصرت القوات الحكومية على تنظيم «داعش» الإرهابي، واستطاعت لأول مرة منذ فترة كبيرة الوصول للحدود السورية والعراقية، وشهدت البلاد انتخابات برلمانية جرت بشكل آمن وبمشاركة واسعة.

وخلال عام المقاطعة، طوى العراق صفحة هي الأكثر دموية في تاريخه استمرت ثلاث سنوات، بعد أن تم إعلان النصر على تنظيم «داعش»، واستعادة جميع أراضيه من تحت سيطرته.

وفي هذا العام، أيضاً، استطاع الرأي العام العالمي كشف أدلة موثقة بتمويل قطر جماعات إرهابية بمئات الملايين من الدولارات نقدياً، بحجة إطلاق سراح قطريين اختطفوا هناك. وتحدثت تقارير أجنبية عن الصفقة التي عقدتها قطر مع ميليشيات ومجموعات إرهابية، والتي وُصفت بأنها أكبر اتفاقيات الفدية في العالم، إذ بلغت نحو مليار دولار مقابل إطلاق سراح أفراد من العائلة المالكة القطرية من تنظيم الحمدين، بعد اختطافهم في جنوب العراق.

وعكفت قطر طوال تلك المدة على نفي وإدانة التقارير التي تحدثت عن قيامها بعمل مماثل، غير أن صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية كشفت في تقرير حديث مراسلات سرية أجرتها الدوحة مع تلك الجماعات الإرهابية لتحرير رهائنها، فضلاً عن استغلال هذه المجموعات للحصول على مزيد من الأموال من قطر.

وتزامن كشف الصحيفة مع استماع لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي لشهادة أدلى بها أحد خبراء مكافحة الإرهاب، شكك خلالها في مدى جدية قطر في التصدي للإرهاب، متطرقاً في حديثه إلى استفادة الإرهابيين في اليمن وسورية من ملايين الدولارات، التي قدمتها الدوحة إليهم في شكل فدية.

وفي ما يخص المبالغ المالية لاتفاق إطلاق سراح الرهائن، كشفت السجلات السرية التي نقلتها «واشنطن بوست»، أن خطة دفع أموال الفدية رصدت جزءاً قيمته 150 مليون دولار إضافية نقداً، لأفراد وجماعات تعمل بصفة وسيط، تعتبرهم الولايات المتحدة رعاة الإرهاب الدولي، وهذا يتضمن ميليشيات الحرس الثوري الإيراني، وكتائب «حزب الله» الإرهابية.

وكان من ضمن الأموال المتعلقة بالصفقة، جزء مخصص للقيادي بالحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، بقيمة 50 مليون دولار، وما يراوح بين خمسة ملايين و50 مليون دولار، مخصصة لمسؤولين إيرانيين وعراقيين.

ليبيا.. تحرير وانتخابات

وفي ليبيا، وبعد معاناة استمرت سبع سنوات، استطاعت القوات الليبية تحرير مناطق عدة من الميليشيات المسلحة وقضت عليها تماماً، وأصبح الشرق الليبي بالكامل تحت سيطرة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. وأكدت مصادر أمنية أن قطر كانت تمول ميليشيات الإرهاب في طرابلس وبنغازي بطائرة محملة بالأموال والعتاد، تهبط أسبوعياً في مطار تسيطر عليه الميليشيات الإرهابية. وأضافت المصادر نفسها أن تقارير أمنية أكدت أن هذه الطائرة توقف إرسالها منذ بدء الأزمة مع نظام الحمدين، الأمر الذي أسهم بسيطرة الجيش الليبي على أصعب المواقع التي كانت خاضعة للتنظيمات الإرهابية. كما استطاعت جهود الإمارات ومصر وفرنسا في احتواء جميع أطراف الأزمة الليبية، وتوصلت هذه الأطراف لاتفاق يقضي بعقد انتخابات رئاسية لأول مرة منذ إطاحة نظام الرئيس السابق معمر القذافي، خلال عام واحد من مقاطعة نظام الحمدين الإرهابي.