Emarat Alyoum

منظمة التحرير الفلسطينية تبحث غداً الرد المناسب على اعتراف ترامب بالقدس

التاريخ:: 13 يناير 2018
المصدر: رام الله - وكالات
منظمة التحرير الفلسطينية تبحث غداً الرد المناسب على اعتراف ترامب بالقدس

يعقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية غداً في رام الله اجتماعاً، لبحث الردود المناسبة على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المثير للجدل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وعلى صعيد المواجهات أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق، أمس، خلال تظاهرات مع الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وأطراف قطاع غزة.

تعليق محتمل لاعتراف منظمة التحرير

الفلسطينية بالدولة العبرية، من بين

الخيارات التي سيتم بحثها في الاجتماع.

وتفصيلاً، قال مسؤولون كبار إن بين الخيارات التي سيتم بحثها في اجتماع منظمة التحرير الفلسطينية غداً، الذي يستمر ليومين، تعليق محتمل لاعتراف المنظمة بالدولة العبرية الذي يعود إلى عام 1988. ويعني ذلك في حال حصوله، إعادة النظر في أحد الأسس التي بنيت عليها اتفاقات وجهود السلام بين إسرائيل والفلسطينيين والمتعثرة أصلاً، وقد يترك تداعيات مدمرة على عملية السلام.

وسيبدأ الاجتماع مساء الغد بكلمة مقتضبة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يتزعم أيضاً منظمة التحرير.

وسيجتمع المجلس المركزي ليومين في رام الله بحضور 121 عضواً، في فترة تشهد العلاقات الأميركية الفلسطينية توتراً شديداً منذ قرار ترامب، ومهما كان قرار المجتمعين، سيعود القرار النهائي إلى عباس.

وكان المجلس المركزي قرّر في 2015 إنهاء التعاون الأمني مع إسرائيل، وهو أيضاً وجه مهم جداً من العلاقة بين الطرفين، لكن القرار بقي حبراً على ورق.

إلا أن قرار تعليق الاعتراف بإسرائيل سيعكس حجم الغضب الناتج عن خيارات الإدارة الأميركية منذ وصول ترامب إلى السلطة، لا سيما قراره في السادس من ديسمبر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، الذي أثار سلسلة تظاهرات احتجاجية ومواجهات على الأرض في الأراضي الفلسطينية تسببت بمقتل 16 فلسطينياً.

وقد وضع قرار ترامب حداً لعقود من الدبلوماسية الأميركية التي كانت تتريث في جعل قرار الاعتراف بالقدس واقعاً.

وأكد عباس أنه لم يعد في إمكان الولايات المتحدة أن تلعب دور الوسيط في محادثات السلام. وجمدت القيادة الفلسطينية اتصالاتها مع الإدارة الأميركية، وقررت عدم لقاء نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في زيارته المقبلة في 22 و23 يناير الجاري.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد المجدلاني، إن لجنة سياسية صاغت توصيات عدة لتقديمها إلى المجلس غداً، مشيراً إلى أن «من بينها بحث إمكانية تعليق الاعتراف بإسرائيل».

وأضاف: «لا يمكن للجانب الفلسطيني أن يبقى الطرف الوحيد الملتزم بالاتفاقيات الموقعة، بينما الطرف الآخر (إسرائيل) لا يلتزم بها وينتهكها منذ سنوات».

وسبق الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل توقيع اتفاقات أوسلو في واشنطن عام 1993 حول الحكم الذاتي الفلسطيني، وبعدها عاد زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات إلى الأراضي المحتلة عام 1994.

وأدى الاتفاق الأول إلى إنشاء السلطة الفلسطينية وكان من المفترض أن يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة.

وتعد الحكومة التي يترأسها بنيامين نتنياهو الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، وتضم مؤيدين للاستيطان دعوا منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة إلى إلغاء فكرة حل الدولتين وضم الضفة الغربية المحتلة.

وعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين متوقفة، بينما يشعر الفلسطينيون بالإحباط من الاحتلال الإسرائيلي والبناء الاستيطاني في الضفة الغربية.

وترى المحللة الفلسطينية نور عودة، أن القيادة الفلسطينية تسعى إلى تغيير المسار، مشيرة إلى أن السياسيين المعتدلين في الأراضي الفلسطينية انقسموا إلى معسكرين.

وتضيف: «هناك قسم يرى أن ترامب بدأ بحقبة مختلفة تماماً ولم يعد ممكناً مواصلة الأعمال كالعادة. والمعسكر الآخر أقل اقتناعاً بأن العالم مستعد لدعمنا بطريقة تواجه هذه الإدارة». وبحسب عودة، فإن «النقاش يدور حول ما يمكننا فعله دون أن يبقينا وحدنا في مأزق».

من جهة أخرى، أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق، أمس، خلال تظاهرات مع الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وأطراف قطاع غزة.

وتندلع المواجهات ضمن الاحتجاجات، المتواصلة للفلسطينيين للأسبوع الخامس على التوالي، على خلفية الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وذكرت مصادر فلسطينية، أن المواجهات اندلعت، خلال تظاهرات انطلقت بعد أداء صلاة الجمعة، في عدد من الحواجز العسكرية ومناطق التماس في الضفة الغربية.

وفي قطاع غزة، رشق مئات الشبان القوات الإسرائيلية المتمركزة خلف السياج الفاصل مع القطاع بالحجارة، فيما ردت تلك القوات بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والحي.

وكانت فصائل فلسطينية دعت إلى تصعيد شعبي أمس، رفضاً للإعلان الأميركي بشأن القدس، غداة استشهاد فلسطينيين خلال مواجهات في كل من نابلس في الضفة الغربية وأطراف قطاع غزة، لترتفع بذلك حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى 15 منذ صدور الإعلان الأميركي بشأن القدس في السادس من الشهر الماضي.