Emarat Alyoum

صمت قطري وإقرار تركي بصحة تصريحات مكماستر حول رعاية الإرهاب

التاريخ:: 16 ديسمبر 2017
المصدر: عواصم - وكالات
صمت قطري وإقرار تركي بصحة تصريحات مكماستر حول رعاية الإرهاب

قوبلت تصريحات مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي، الجنرال إتش آر مكماستر، التي أكدت تهديد قطر وتركيا للسلام والأمن العالميين، عبر رعايتهما الإرهاب والفكر المتطرف في المنطقة، بصمت قطري معتاد، وإقرار تركي بصحتها.

فليس في دوحة «الحمدين» قدرة على درء أي اتهام، بعد تواتر الأدلة الدامغة على دعمها الإرهاب من كل حدب وصوب.

أما أنقرة، التي لطالما أخذتها العزة بالإثم، فقد أكدت خارجيتها صحة حديث مكماستر، لترد في بيان مطالبة واشنطن بعدم دعم جماعات تعارض سلطاتها، وكأنها تقول إن الحكومة التركية لن تتوقف عن دعم الجماعات الإرهابية، ما لم تخلُ لها الأرض من الأعداء.

وهو اعتراف ضمني من سلطات أنقرة بأنها تقوم فعلياً بدعم جماعات متطرفة تتفق أيديولوجياً مع الحزب «الإخواني» الحاكم، الذي يرى فيها أداة لبسط سيطرته على المنطقة، عبر تقويض الدول الوطنية الحديثة فيها لمصلحة خلافة «إخوانية»، ربما شبيهة بتلك التي أقامها تنظيم «داعش» على أنقاض سورية.

ومنذ إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعتها قطر، التي انكشف أمر دعمها للفكر المتطرف عالمياً، والنظام التركي يضاعف من تعاونه مع «تنظيم الحمدين» المعزول عن محيطه، ليجعل الأسئلة تتواتر عن سر الرابط الخفي بين الدوحة وأنقرة.

ولم يقتصر الأمر على التعاون في توفير ملاذات آمنة لإرهابيي «الإخوان»، ليتعداه إلى رعاية متكاملة للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط.

الشراكة المشبوهة بين الدوحة وأنقرة دفعت مكماستر، لفضحها في تصريحه، الأربعاء الماضي، بأن قطر وتركيا تمثلان حاضنة كبرى للإرهاب والفكر المتطرف في الشرق الأوسط، مشيراً، أمام لفيف من الخبراء في مركز الأبحاث البريطاني بواشنطن، إلى أن عدم الوقوف أمام الفكر الإرهابي الذي انتشر عبر منظمات تتدثر بالعمل الخيري يمثل خطأ كبيراً.

ويؤكد الاعتراف الأميركي، وإن جاء متأخراً، جدية وصحة حزمة من الإجراءات التي اتخذها رباعي مكافحة الإرهاب العربي، في مواجهة مجموعة من المنظمات الممولة من قطر، والتي تعمل على نشر الفكر المتطرف تحت غطاء العمل الخيري، وهي خطوة «قوائم الإرهاب».

وهو الأمر ذاته الذي أكده مكماستر، مشيراً إلى أن الأزمة في قطر، تمثل مثالاً واضحاً لخطورة تمويل الإرهاب، وما تمثله جماعة الإخوان الإرهابية من خطر، مشدداً على ضرورة استخدام جميع الأدوات من معلومات استخباراتية وتحقيقات اقتصادية وتشريعات تقضي بفرض عقوبات لوقف تمويل الجماعات الإرهابية.

ولم يغفل مكماستر ربط الخيوط ببعضها، حيث العلاقة الأزلية بين حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، وجماعة الإخوان الإرهابية، مشيراً إلى أن جميع مشكلات تركيا مع الغرب بدأت مع صعود الحزب «الإخواني» لسدة الحكم في أنقرة.

وهي الإشارة التي تبين خطورة الحلف القطري التركي على السلام والأمن العالميين، حيث يتشارك النظامان مهام تمويل ودعم الجماعات المتطرفة، في توزيع للأدوار وتنسيق كامل وصل مرحلة إنشاء قاعدة عسكرية تركية في الدوحة، ما يؤكد أن الشراكة في دعم الإرهاب وتمويله بين النظامين يمكن أن تصل إلى مرحلة أبعد من الدعم المالي المباشر.