Emarat Alyoum

تحالف إيران - قطر.. 4 تهديدات كبرى لمستقبل المنطقة

التاريخ:: 25 أكتوبر 2017
المصدر: عن «بوابة العين الإخبارية»
تحالف إيران - قطر.. 4 تهديدات كبرى لمستقبل المنطقة

تواجه المنطقة أحد أكثر التحديات دقة في تاريخها، فقد نشرت العديد من مراكز الأبحاث الدولية تقارير عن وجود علاقة وطيدة بين النظامين القطري والإيراني في ما يخص أجندات الإرهاب والتدخل في مناطق وبؤر الصراع داخل الشرق الأوسط؛ لزعزعة الاستقرار وضرب مصالح الأمن القومي العربي من أجل مصالح هذين النظامين.

إيران وقطر تتبعان أسلوباً طوّره الاتحاد السوفييتي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي حول كيفية تدمير دول بكاملها دون «طلقة واحدة».

وكشف عدد من مراكز الأبحاث الدولية عن علاقة بين نظام الملالي في إيران و«نظام الحمدين» في قطر حول استعمال الوكلاء والأموال في دعم وتدريب وتسليح الميليشيات والإرهابيين في مناطق الصراع داخل الشرق الأوسط، منها سورية والعراق واليمن ولبنان والقرن الإفريقي؛ لفرض أجندات سياسية واستراتيجية تضرب استقرار المنطقة في مقتل.

إلا أن هناك مؤشرات تلوح في الأفق عن تطور لهذا التحالف بعد ظهور العديد من الدلائل حول تقارب بين النظامين يتعدى التعاون السياسي ويصل إلى مستوى استراتيجي غير مسبوق، بحسب تقرير نشره موقع «ذا هيل» الأميركي عن سيناريوهات حرب أميركية - إيرانية مع وجود قاعدة العديد الجوية الأميركية في قطر.

لكن بالنظر إلى زخم واتجاه النظامين في دعم الإرهاب بعدد من الدول، فإن كلاً من إيران وقطر تتبعان أسلوباً طوره الاتحاد السوفييتي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي حول كيفية تدمير دول بكاملها دون «طلقة واحدة»، إذ قام كل من نظام الملالي والحمدين باتباعه بشكل حرفي، وظهر ذلك جلياً في المؤامرات التي تم كشفها حول تمويل الإرهاب والعمل على نشر الفوضى في المنطقة.

وشرح الضابط السابق في المخابرات السوفييتية (كي جي بي)، يوري بريزمينوف، الذي انشق وهرب إلى الولايات المتحدة في أواخر الستينات، في محاضرة بجامعة ستانفورد الأميركية، أربع طرق لتدمير أي دولة دون الدخول في حرب مباشرة معها، الأمر الذي يعد تهديداً مباشراً للمنطقة بأسرها.

أولاً: التشكيك في قيم المجتمعات

الخطوة الأولى التي أشار إليها بريزمينوف، والتي تعد أحد التهديدات التي تواجه المنطقة في حالة تطور التحالف القطري الإيراني، هي عملية تخريبية ممنهجة تمارس على الشعوب تحت اسم التشكيك في قيم المجتمعات، أو كما أطلق عليها المنشق الروسي «إسقاط الأخلاق»، وتعني ببساطة العمل على نشر الشك والانتقاد لقيم المجتمع وطريقة الحياة داخله.

وهو بالضبط ما تمارسه إيران في كل من العراق وسورية ولبنان واليمن؛ إذ يقوم نظام الملالي بنشر فكره المتطرف بين أفراد تلك المناطق لجعل ولائهم للملالي مباشرة وليس لأوطانهم ومجتمعاتهم، وتمارس قطر اللعبة نفسها مع دعم المنظمات والتنظيمات الإرهابية في كل من ليبيا وسورية والصومال وأفغانستان.

ثانياً: نشر الذعر بين المواطنين

الخطوة الثانية، بحسب بريزمينوف، هي نشر الذعر بين أفراد المجتمع عن طريق تفعيل من وقعوا في فخ التشكيك في القيم وتحويلهم إلى عملاء ووكلاء يعملون على نشر كل ما هو سلبي ومثير للذعر بين أفراد المجتمع، وبيّن المنشق الروسي أن تلك الخطوة هي الأهم بين الخطوات؛ إذ يمكن الاعتماد على هؤلاء العملاء والوكلاء لدفع المجتمع إلى الانقسام على نفسه.

والمثال على ذلك واضح في كل من اليمن ولبنان، حيث قامت إيران بالعمل على دعم ميليشيات الحوثي وتأجيجها ضد المجتمع اليمني لحمل السلاح والدخول في حرب أهلية داخل اليمن، وفي لبنان تلعب إيران دوراً مهماً في دعم «حزب الله» الذي يقوم بـ«البلطجة» وفرض نفسه داخل المجتمع اللبناني، وفي ما يخص قطر، تعد البحرين أحد أكثر الأمثلة وضوحاً بعد ثبوت دعم قطر لإرهابيين قاموا بعمليات ضد المجتمع البحريني في محاولة لنشر الفوضى داخله.

ثالثاً: التشكيك في قدرة الدولة على حل الأزمات

شرح بريزمينوف أن الخطوة التي تلي نشر الذعر هي التشكيك في قدرة الدولة المستهدفة على السيطرة على الأوضاع، وإبراز المشكلات الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية كنتائج مباشرة لسياسات الدولة، وذلك عبر البروباغندا التي يمارسها العملاء والوكلاء من خلال خطوة التشكيك.

ونتائج تلك الخطوة يمكن رؤيتها في كل من العراق ولبنان بشكل مباشر حيث تسبب التدخل الإيراني في كل من الدولتين في عمل حالة استقطاب حادة بين أفراد المجتمع العراقي واللبناني، تسببت في عدد من النزاعات والصراعات بين حكومات تلك الدول والجماعات المنتمية لفكر الملالي.

رابعاً: تفتيت التحالفات الداخلية والخارجية

الخطوة الأخيرة التي تعتبر المسمار الأخير في النعش، بحسب وصف بريزمينوف، هي تدمير التحالفات التي أنشأتها الدولة المستهدفة، وعزلها بشكل كامل نتيجة لحالة عدم الاستقرار التي تولدت من قبل الخطوات الثلاث السابقة؛ حيث تعمل تلك الخطوة على دفع الدولة المستهدفة للقيام بردود أفعال مندفعة تجاه حلفائها في الداخل والخارج، ما يمهد الطريق لحرب أهلية داخلية ودمار الدولة المستهدفة بأيديها لا بأيدي أعدائها، ما يسهل اختراقها ثم احتلالها في المستقبل.

وعلى الرغم من عدم وجود مثال صريح لتلك الخطوة حالياً في المنطقة، فإن العراق يعد أحد المرشحين للوقوع في هذا الفخ، خصوصاً مع وجود تدخل إيراني صريح في أزمة كركوك الأخيرة مع الأكراد، والتي ولدت ردود فعل متباينة داخل المجتمع العراقي، بالإضافة إلى سخط واسع النطاق بين الأكراد بسبب سياسات بغداد، الأمر الذي قد ينذر بمواجهة عسكرية على المدى القريب.