Emarat Alyoum

«الإرهاب.. حقائق وشواهد» يتناول علاقة الدوحة بـ «جبهة النصرة» في سورية

التاريخ:: 21 أكتوبر 2017
المصدر: الشارقة – الإمارات اليوم
«الإرهاب.. حقائق وشواهد» يتناول علاقة الدوحة بـ «جبهة النصرة» في سورية

تناولت الحلقة الـ14 من البرنامج الأسبوعي «الإرهاب.. حقائق وشواهد»، الذي تبثه قناة «الشارقة» الفضائية، الليلة قبل الماضية، العلاقة المشبوهة التي تربط نظام الدوحة بجبهة النصرة الإرهابية في سورية، كاشفة عن أصناف الدعم الذي قدمته قطر لها، سواء على صعيد التمويل المالي، أو إيواء الأفراد على أراضيها، أو دعمها إعلامياً من خلال ترويج فكرها، رافعة الستار عن أثر تلك العلاقة المشبوهة في الساحة السورية والمنطقة برمّتها.

التقي يعتبر قطر محطّة القيادة الرئيسة لـ(النصرة).. والطريري يؤكد أنها تدير خلايا إرهابية نائمة، بالتنسيق مع (النصرة).

واستضافت الحلقة، التي قدّمها الإعلامي إبراهيم المدفع، كلاً من مدير عام مركز الشرق للبحوث، الدكتور سمير التقي، الذي حلّ ضيفاً في الاستوديو، وعبر الأقمار الاصطناعية من الرياض الكاتب والمحلل السياسي عبدالرحمن الطريري، ومن القاهرة الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة بمركز الأهرام للدراسات السياسية علي بكر.

وعرضت الحلقة، في بدايتها، تقريراً عرّف بالخطّ التاريخي لنشأة «جبهة النصرة» في سورية واقتران اسمها بقطر، بالاستناد إلى حزمة من الحقائق والشواهد، حيث أشارت التقارير الموثّقة إلى أن جميع صفقات الخطف التي قامت بها الجبهة، لأطباء وراهبات وجنود حفظ سلام وصحافيين وشخصيات أخرى، خرجت منها بملايين الدولارات نظير الإفراج عنهم، بعد قيام قطر بدفع الفدية تزييتاً لعجلات الإرهاب.

واستهلّ التقي حديثه مستعرضاً طبيعة العلاقة بين النظام القطري و«النصرة»، واصفاً إياها بالعلاقة العضوية، مشيراً إلى أن كلمة «النصرة» هي تسمية ابتدعتها الدوحة، من أجل إعطاء انطباع للقوى الدولية بأنها تنظيم يختلف عن «القاعدة»، ويمكن له عملياً أن يندرج ضمن نوع من التيارات الإسلامية المتطرفة في سورية، بحيث يكون بعيداً عن قوائم الإرهاب السوداء.

وقال التقي: «تبيّن للإدارة الأميركية أن ما حصل مجرد عملية تغيير مسميات تمت من قبل قطر مباشرة لدى قياداتها، وهناك عدد من الشخصيات المعروفة بعلاقتها بالدوحة أعضاء في المجلس الشرعي للجبهة، وبالتالي فإن العلاقة ومنذ نشأة الجبهة كانت في إطار محاولة تكييف التنظيم وتسويقه للأوساط الغربية، باعتباره مغايراً للقاعدة».

وأضاف: «قطر لعبت دوراً رئيساً في تعزيز حضور الجبهة، والغرب لديه نوع من الازدواج كونه يريد الاحتفاظ بهذه القوى، ليستخدمها متى أراد في مهمات معينة، مثلما هي الحال مع تنظيم طالبان الإرهابي، الذي يمتلك تمثيلاً رسمياً في الدوحة، كما جميع التيارات الإسلامية السياسية المتطرفة، التي تحتضنها قطر».

وأكد التقي أن قطر لعبت دوراً مهماً، تمثّل في تلويث يديها بالعلاقة المشبوهة مع تلك التنظيمات، وقال: «الدوحة تدير هذه العلاقات من خلال عمليات التمويل بالسلاح، والتي كانت تجريها عبر وسطاء تديرهم بشكل مباشر، بعضهم مرّ عبر أراضيها وبقي سنوات طويلة فيها، والبعض الآخر انتقل إلى سورية من أجل الانضمام إلى المسلحين». مشيراً إلى أن قطر محطة القيادة، التي يتم من خلالها إدارة جميع العلاقات في مناطق النزاع للتفاوض مع النصرة، من أجل التوصل إلى تفاهمات معينة.

من جانبه، تناول الطريري تركيز النظام القطري على دعم جبهة النصرة في سورية دون سواها، قائلاً: «الأمر يرتبط بنقطتين أساسيتين: الأولى تاريخ علاقة قطر بتنظيم القاعدة، والثانية تاريخ علاقتها بنظام بشار الأسد، حيث سعت قطر وعبر قناة الجزيرة لأن تكون المنصة الرئيسة لتسويق تنظيم القاعدة، منذ أشرطة أسامة بن لادن، وحتى الظهور الأول للجولاني زعيم النصرة عبر شاشاتها».

ونبّه الطريري إلى أن خطورة العلاقة بين النظام القطري والنصرة تكمن في وجود العديد من الخلايا النائمة التي ستسعى قطر، خصوصاً في خلافها الراهن مع الدول الأربع، لاستخدامها في استهداف وزعزعة مصالح دول عربية، كونها تمتلك علاقة طويلة مع تلك المنظمات، فأفضل ردّ لدين قطر في هذه الأزمة هو محاولة استهداف الدول وإيذاء مصالحها.

وقال بكر: «القاعدة ورغم مهاجمتها لكل الدول العربية تقريباً إلا أنها لم تهاجم قطر، وبالتالي فإن العلاقات القديمة بين الطرفين جعلت النصرة هي الأقرب لأن تكون ذراع الدوحة المنفذة لأهدافها ومخططاتها التخريبية في سورية، جنباً إلى جنب مع الأذرع الأخرى لها في اليمن وشمال إفريقيا وغيرها من تلك المناطق، ويبدو أن استراتيجية الدوحة كانت تسير في اتجاه أن تتخذ من تلك التنظيمات أذرعاً تستخدمها لتحقيق أهداف سياسية أو كأوراق ضغط، لتكون أكثر انتشاراً عبر آليات لا يمكن أن تستخدمها بالأساليب التقليدية».