Emarat Alyoum

أمين عام رابطة العالم الإسلامي: مقاطعة قطر واجبة وتعزز من الوحدة الإسلامية

التاريخ:: 12 أغسطس 2017
المصدر: طوكيو – وام
أمين عام رابطة العالم الإسلامي: مقاطعة قطر واجبة وتعزز من الوحدة الإسلامية

اعتبر أمين عام رابطة العالم الإسلامي، الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، المقاطعة واجبة تجاه أي دولة تتبنى سياسات تؤثر في أمن واستقرار الدول الشقيقة والمجاورة لها، ويجب كشف سياستها المعادية والمسيئة للأمن والاستقرار، ولاسيما لجيرانها في منظومتها العربية والإسلامية، وفي المنظومة الدولية أيضاً.

أمين عام رابطة العالم الإسلامي لفت إلى أن الوقوف مكتوفي الأيدي تجاه ممارسات قطر يقوض الوحدة الإسلامية.

وقال العيسى في مؤتمر صحافي في طوكيو رداً على سؤال تأثير الأزمة القطرية على الوحدة الإسلامية، إن هذه المقاطعة تعزز من الوحدة الإسلامية لأنها تكشف دعمها للمنظمات الإرهابية والمتطرفة، لافتاً إلى أن الوقوف مكتوفي الأيدي تجاه ممارسات قطر يقوض الوحدة الإسلامية.

وجاء المؤتمر الصحافي في ختام زيارة العيسي لليابان، أمس، بعد مشاركته في مؤتمر «قمة قادة الأديان العالمية» في جبل هايي بمدينة كيوتو اليابانية، بحضور عدد كبير من ممثلي المؤسسات والطوائف الدينية في العالم.

وقال العيسى إنه تحدث خلال زيارته عن أهمية السلام، مؤكداً أن رابطة العالم الإسلامي هي منظمة عالمية جامعة للشعوب الإسلامية.

والتقى العيسى خلال الزيارة بعدد من مسؤولي الحكومة اليابانية، وقال إنه استمع إلى الأفكار المعتدلة والسلمية التي هي جزء لا يتجزأ من نسيج الفكر والسياسة اليابانية التي فرضت احترامها على الجميع، باعتبار أن اليابان بلد السلام والتسامح والانفتاح والحريات، مؤكداً لمستضيفيه اليابانيين أن رابطة العالم الإسلامي تهتم بنشر السلام وإيضاح حقيقة الدين الإسلامي، وكشف الأفكار المتطرفة ومحاربة ظاهرة «الإسلاموفوبيا» التي تضر المسلمين قبل غيرهم.

وقال إن الأفكار المتطرفة التي يمثلها تنظيم «داعش» الإرهابي لا تشكل، وبحسب آخر الإحصاءات، سوى نسبة ضئيلة جداً لا تكاد تذكر بالنسبة لعدد سكان العالم الإسلامي، الذين يحاربون الفكر المتطرف، وإن العالم الإسلامي قبل غيره تضرر من هذه الأفكار والأعمال الشريرة والإرهابية لهذه الفئات المتطرفة. واعتبر أن «داعش» و«القاعدة» وكل من يحمل فكراً إرهابياً هو خارج عن الفكر الإسلامي وعن دائرة الإسلام تماماً. وقال إن ظاهرة «الإسلاموفوبيا» جناية على مسلمي العالم، وهي ظالمة تسيء إلى مشاعرهم وعاطفهم كلهم معتدلون يعملون لخدمة بلادهم ونشر السلام. وحذر من أن تقاعس المسلمين في مواجهة الإسلاموفوبيا يعني تقديم خدمة كبيرة لتنظيمي «داعش» و«القاعدة» اللذين يضعان في قائمة أهدافهما الإرهابية ضرب المسلمين المعتدلين.

وانتقد أمين عام رابطة العالم الإسلامي مبدأ تصدير الثورة الإسلامية الذي تتبعه إيران، بما يؤدي لخلق نزاعات مذهبية وطائفية في المنطقة وخارجها، وقال: «نحن نريد بقاء منطقتنا ودولنا في السياق السلمي بعيداً عن التطرف والطائفية وتوظيف الدين الإسلامي لأهداف سياسية».

ورداً على سؤال بأن تقارير صحافية تتحدث عن اختراق عناصر استخبارات وتجسس عالمية لتنظيمي «داعش» و«القاعدة» أجاب العيسى: «لا أعتقد أن هناك مخابرات عالمية حرفت أو أسست هذا الفكر الإرهابي المتطرف، لكن ربما هناك جهات لبعض الدول تستغل الأحداث بهدف زعزعة الاستقرار وتحقيق مصالحها السياسية». وقال «هذا فكر متطرف نشأ بانحراف ديني شذ به عن الفكر الإسلامي المعتدل الذي تعايش مع الإنسانية بكل تسامح ومحبة وتعاون عبر 1400 عام من الحضارة الإسلامية».

وكان إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، شدّد على أن «من ثوابت المملكة إبعاد الحج عن أي تشويش خاصة دعوات (تسييس الحج)»، مؤكداً أن سياسة السعودية، منذ إنشائها، تشدد على أن الحج والديار المقدسة ليسا ميداناً للعصبيات المذهبية، وذلك رداً على المساعي القطرية لتسييس الحج والسير على خطى إيران.

وأعاد الشيخ بن حميد، خلال خطبة الجمعة قبل الماضية، التأكيد على أن «هذه الثوابت لا تمنع أحداً قصد هذا البيت أيّاً كان موقفه السياسي، أو توجهه المذهبي»، مضيفاً: «لقد علم حجاج بيت الله وزوار مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موقف المملكة الحازم في المنع الصارم من أن يُحوّل الحج إلى منابر سياسية تتصارع فيها الأفكار والأحزاب والطوائف والمذاهب وأنظمة الحكم».

وتابع أن حكومة المملكة تبذل الغالي والنفيس في خدمة الحرمين الشريفين، وخدمة قاصديهما، حجاجاً وعُمَّاراً وزُوَّاراً، قربةً إلى الله، وشعوراً بالمسؤولية.

وأضاف: «من ثوابت هذه الدولة ومما تتقرب به إلى الله، تسخير إمكاناتها المادية والبشرية، ورسم الخطط والبرامج لإعمار الحرمين الشريفين وخدمتهما، وخدمة قاصديهما».

وفي وقت سابق، جددت وزارة الحج والعمرة السعودية الترحيب بالحجاج والمعتمرين من مختلف دول العالم بما فيها قطر. ويأتي ذلك ليفند المزاعم القطرية بشأن منع السلطات السعودية الحجاج القطريين من أداء الفريضة، كما يؤكد مساعي الدوحة لتسييس الحج والسير على خطى إيران في هذا الشأن.