مسلحون موالون لروسيا يستولون على مطار سيمفروبول.. وواشنطن تتهم موسكو بتجاهل اقتراحاتها

برلمان القرم يعلن الاستقلال عن أوكرانيا

مؤيدون لأوكرانيا يرفعون لافتات في سيمفروبول تقول «بوتين ليس روسياً». أ.ف.ب

أعلن برلمان شبه جزيرة القرم، أمس، رسمياً استقلال شبه الجزيرة عن أوكرانيا، وفيما استولت مليشيات موالية للروس على مطار سيمفروبول، الأبرز في القرم، اتهمت الولايات المتحدة موسكو بتجاهل الاقتراحات التي عرضتها بهدف احتواء الأزمة في أوكرانيا، ما يؤجج التوتر بينهما حول الملف المتأزم.

وتفصيلاً، ذكر البرلمان أن خطوة استقلال شبه الجزيرة عن أوكرانيا ضرورية من الناحية القانونية، لانضمام القرم المخطط لروسيا، ولإجراء الاستفتاء المقرر في 16 مارس الجاري. وأعلن البرلمان في سيمفروبول أن 78 نائباً من إجمالي 99 نائباً صوتوا لمصلحة الانفصال. وتعتبر الحكومة الأوكرانية الجديدة في كييف والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عملية الانفصال برمتها مخالفة للقانون الدولي.

في الأثناء، استولت مليشيات موالية للروس على مطار سيمفروبول، الأبرز في شبه جزيرة القرم الأوكرانية الانفصالية، ومنعوا كل الرحلات باستثناء تلك القادمة من موسكو أو المتجهة إليها. وقال أحد الرجال المسلحين إنهم «أغلقوا برج المراقبة ومدارج الهبوط» ولا يسمحون إلا للطائرات القادمة من موسكو بالهبوط أو لتلك المغادرة إليها بالإقلاع. ولم تقطع حركة المواصلات عبر السكك الحديدية مع بقية أنحاء أوكرانيا، لكن المسافرين، خصوصا الشبان الذين يحملون حقائب كبرى، يتم تفتيشهم عند وصولهم إلى سيمفروبول من قبل ميلشيات موالية للروس.

من جانبه، أكد الرئيس الأوكراني المخلوع، فيكتور يانوكوفيتش، أمس، أنه لايزال الرئيس الشرعي والقائد الأعلى للقوات المسلحة، قائلاً إنه يعتقد أنه سيتمكن من العودة قريباً إلى كييف. وقال يانوكوفيتش في أول ظهور علني له منذ أسبوع في مدينة روستوف نادانو بجنوب روسيا «ماأزال ليس فقط الرئيس الشرعي لأوكرانيا وإنما القائد الأعلى للقوات المسلحة»، وأضاف «ما إن تسمح الظروف، والأكيد أنها فترة ليست طويلة، سأعود من دون شك إلى كييف»، ومن دون التطرق مباشرة إلى الاستفتاء قال يانوكوفيتش إن «القرم تنفصل» عن أوكرانيا بسبب سياسة «الفاشيين الجدد» الذين وصلوا إلى السلطة في كييف، لكنه أكد بعد ذلك أن أوكرانيا «ستستعيد وحدتها».

من جهتها، اتهمت الولايات المتحدة روسيا بتجاهل الاقتراحات التي عرضتها بهدف احتواء الأزمة في أوكرانيا. وخلال زيارته الأسبوع الماضي لكييف وباريس وروما، دفع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في اتجاه إجراء اتصالات مباشرة بين أوكرانيا وروسيا من دون جدوى، كما انه لم ينجح في التفاهم مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، على خطة لتجاوز الأزمة في أوكرانيا. وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي، أن «وزير الخارجية الأميركي قال بوضوح للوزير لافروف إن الولايات المتحدة تريد أن توقف روسيا تقدمها العسكري وتأمل أن توقف المضي نحو ضم القرم وأعمال الاستفزاز». وفي روما وباريس، كشف كيري انه عرض عدداً من «الاقتراحات» المكتوبة على لافروف على أن يرفعها الأخير إلى الرئيس فلاديمير بوتين، وأضافت المتحدثة «مازلنا ننتظر الرد الروسي على الأسئلة الملموسة التي أرسلها الوزير كيري إلى وزير الخارجية لافروف، السبت، بهذا الخصوص»، لكنها رفضت الخوض في تفاصيل هذه «الأفكار» التي تهدف إلى احتواء التوتر في شبه جزيرة القرم. وتابعت المتحدثة أنه ينبغي أن «ترى واشنطن أدلة ملموسة تثبت أن روسيا مستعدة للمشاركة في الاقتراحات الدبلوماسية التي من شأنها تسهيل حوار مباشر بين أوكرانيا وموسكو». في المقابل، شنت موسكو حملة دبلوماسية مضادة بشأن أوكرانيا، واعدة الغربيين بتقديم اقتراحات في هذا الصدد. واعلن لافروف أن موسكو ستعرض «اقتراحاتها الخاصة» للدول الغربية بهدف «إعادة الوضع إلى إطار القانون الدولي»، معرباً عن أسفه لعدم تلبية كيري دعوته إلى زيارة موسكو.

 

 

تويتر