أوكرانيا تعتبره «غير شرعي» وتتهم روسيا بالتصعيد.. والأوروبيون يعقدون قمة طارئة

واشنطن تحذر من استفتاء في القرم دون موافقة كييف

رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك يتحدث في مؤتمر بعد القمة الأوروبية أمس. أ.ف.ب

قام برلمان القرم بخطوة إضافية على طريق تقسيم أوكرانيا بطلبه من الرئيس فلاديمير بوتين الحاق شبه الجزيرة بروسيا والإعلان عن استفتاء في هذا الشأن في 16 مارس، وفيما وصف رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك الاعلان بأنه «غير شرعي»، حذرت الولايات المتحدة الأميركية من ان تنظيم استفتاء في القرم دون مشاورات مع سلطات كييف، سيشكل انتهاكاً للقانون الدولي.

وفي آخر تطورات الأزمة، طلب برلمان القرم الذي يهيمن عليه التيار الموالي لروسيا أمس، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضم الجمهورية لروسيا وتنظيم استفتاء في 16 مارس حول مصير شبه الجزيرة الأوكرانية، كما افاد مسؤول في البرلمان. وسيكون على الناخبين الاختيار بين الانضمام إلى الاتحاد الروسي او تعزيز الحكم الذاتي لشبه جزيرة القرم، كما قال النائب غريغوري يوف. وكان برلمان القرم في السابق يعمل على تنظيم استفتاء حول الحكم الذاتي فقط في 30 مارس. وترأس الرئيس الروسي الخميس اجتماعاً لمجلس الأمن القومي الروسي لدراسة طلب القرم. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف انه تم اطلاع الرئيس الروسي على طلب برلمان القرم وعقد اجتماع غير مقرر مسبقاً لدراسة الطلب.

ووصف رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك امس، قرار برلمان جمهورية القرم بطلب الانضمام إلى روسيا بأنه «غير شرعي». وقال في تصريحات صحافية في بروكسل، إن الاستفتاء المزمع تنظيمه في القرم «ليس له أي أساس قانوني». من جهتها، حذرت الولايات المتحدة الأميركية من ان تنظيم استفتاء في جمهورية القرم حول انضمامها إلى روسيا دون مشاورات مع سلطات كييف، سيشكل انتهاكاً للقانون الدولي. وقال مسؤول اميركي كبير، ان «الولايات المتحدة تعتبر أن أي قرار حول القرم يجب ان يتخذ من قبل حكومة كييف»، مضيفاً انه لا يمكن القبول «بوضع تكون فيه الحكومة الشرعية لبلاد ما مستبعدة من عملية اتخاذ القرار بشأن بعض اجزاء هذا البلد».

ميدانياً، واصلت سفن حربية روسية محاصرة سفينتين أوكرانيتين في ميناء سيفاستوبول، وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني إن جنوداً يعتقد أنهم روس يواصلون محاصرة قواعد عسكرية أوكرانية رفض جنودها الاستسلام في شبه جزيرة القرم. وتقول السلطات الأوكرانية إن نحو 16 ألف جندي روسي -بينهم 5000 على الأقل وصلوا في الأيام الماضية- يحتلون القرم، حيث يطوقون معظم المواقع الاستراتيجية.

من جهة أخرى، طردت الشرطة الأوكرانية صباح أمس متظاهرين موالين لروسيا كانوا يحتلون مبنى الإدارة المحلية في دونيتسك، المدينة الناطقة بالروسية في شرق البلاد، وأوقفوا 75 شخصاً أثناء الهجوم.

وعقد القادة الأوروبيون أمس، قمة استثنائية في بروكسل مخصصة لوسائل مساعدة اوكرانيا ومواجهة «العدوان» الروسي في القرم في ازمة سيجري مجلس الامن الدولي مشاورات بشأنها في جلسة رابعة منذ الجمعة الماضي. وقال المجلس الأوروبي إن قادة الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد بمن فيهم المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون سيعقدون بعد ذلك اجتماعاً «لمناقشة الوضع في اوكرانيا ورد الاتحاد». وقبل القمة الأوروبية، اتهم رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك بتصعيد التوتر والقيام بأعمال «استفزازية» في بلده. وقال ياتسينيوك للصحافيين بعد لقاء مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، انه «يعود إلى روسيا ان تكون مستعدة لتسوية هذا النزاع او تبقى متحفظة وتزيد التوتر».

وفي سياق موازٍ، يجري مجلس الأمن الدولي مشاورات جديدة مغلقة بشأن أوكرانيا، ليكون هذا الاجتماع الرابع له بشأن الملف الأوكراني منذ الجمعة الماضية.

 

تويتر