المفاوضون يتحدّثون عن «تجاوز عواطفهم» من أجل مصلحة بلدهم

لقاء مباشر بين وفدي النظام السوري والمعارضة في جنيف

صورة

التقى وفدا النظام السوري والمعارضة، بمقر الأمم المتحدة في جنيف، أمس، لوقت قصير في جلسة مشتركة، في أول محاولة للبحث عن حل للنزاع السوري المستمر منذ منتصف مارس 2011، فيما أكد مسؤولون من وفدي التفاوض إلى «جنيف2»، أنهم يحاولون التغلب على عواطفهم السلبية، ويقبلون بالجلوس معاً من أجل مصلحة بلدهم، معربين في تصريحاتهم عن «إيجابية وتفاؤل».

واجتمع وفدا النظام السوري والمعارضة في غرفة واحدة، لنحو نصف الساعة، أدلى خلالها مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، بكلمة حول النزاع وأسس التفاوض. وتم الاجتماع بشكل مغلق، بعيداً عن كاميرات المصورين والصحافيين.

ودخل الوفدان من بابين مختلفين وجلسا في مواجهة بعضهما، من دون أن يتبادلا أي كلمة، بحسب ما ذكر مشاركون في الاجتماع.

ويقود وفد التفاوض من جهة النظام، المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، بينما سمت المعارضة عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، هادي البحرة، كبير مفاوضيها.

وقال المتحدث باسم وفد المعارضة المفاوض، منذر أقبيق، للصحافيين، أمس، إن البحرة «سيقود وفد التفاوض»، مشيرا إلى أن رئيس الائتلاف أحمد الجربا «باقٍ في جنيف، طالما المفاوضات مستمرة، لكنه لن يكون داخل القاعة».

وقال الجعفري لـ«فرانس برس»، تعليقا على الجلسة الأولى المشتركة بين الوفدين «نحن هنا لحماية مصالح بلدنا، والمضي قدما في الدفاع عن بلدنا».

وحول شعوره بالوجود في غرفة واحدة مع وفد المعارضة، أضاف «لسنا هنا لنتحدث بالعواطف، قد نكون نعض على جرحنا، لكننا جادون، لدينا تعليمات واضحة، أتينا بعقلية منفتحة وبنفسية إيجابية لإخراج البلد من هذا الوضع، وفق المصالح العليا السورية».

وأكد الجعفري أن خطاب الإبراهيمي «اقتصر على الإحاطة بتصوره للمفاوضات، وقد تحدث عن الإجراءات من ناحية الشكل. لم ندخل في أي تفصيل آخر، ولم يتم الاتفاق على شيء، ليس لأننا لا نريد الاتفاق بل لأن الحوار لم يبدأ بعد».

وأضاف أن «أي حديث عن اتفاق هو قراءة مزاجية استنسابية، ولا أجندة أعمال بعد».

وكان نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، قال قبيل الجلسة، إن المفاوضات تشكل «بداية متواضعة». وأضاف أن «مسافة الالف ميل تبدأ بخطوة، نحن مع أن نبدأ بخطوات متواضعة، لأننا نريد أن نصل إلى نتيجة، على أمل أن نصل إلى خطوات أكبر».

من جهته، قال عضو وفد المعارضة المفاوض أنس العبدة للصحافيين، بعد انتهاء الجلسة، إن «المشاعر كانت متداخلة، ليس سهلاً علينا أن نجلس مع الوفد الذي يمثل القتلة في دمشق، إلا أننا فعلنا ذلك لمصلحة الشعب السوري، وأطفال سورية، ومستقبل سورية». وأضاف «نحن متفائلون بحذر».

وأوضح العبدة أن الإبراهيمي تكلم خلال الجلسة الصباحية عن «مبادئ التفاوض، وأهداف التفاوض، وطبيعة التفاوض، والنتائج المتوقعة من المفاوضات».

وأكد الإبراهيمي، بحسب العبدة، أن «أساس هذه المفاوضات هو مبادرة جنيف1، والهدف منها تطبيق بنود (جنيف1)»، وأشار إلى أن «الطرفين موافقان على هذا الموضوع».

كما نقل عن الإبراهيمي، قوله إن «هذا المؤتمر سياسي بامتياز، ويجب الحديث فيه عن مستقبل سورية، عن هيئة الحكم الانتقالي، عن بناء سورية، والحفاظ على مؤسسات الدولة»، ثم تطرق إلى القضايا الإنسانية، وقال «لدينا كارثة إنسانية في سورية، نريد أن نحاول من خلال هذه المفاوضات أن نصل إلى حل لها».

ولاحقا، أعلن الإبراهيمي أن وفدي النظام السوري والمعارضة بحثا، خلال الجلسة الأولى من مفاوضات أمس، مسألة حصار مدينة حمص، وسيبحثان اليوم مسألة المعتقلين، الذين خطفوا وإذا كان بالإمكان فعل شيء لهم.

وقال العبدة «لدينا مقترح في هذا الإطار وهو متكامل جرى البحث فيه قبل (جنيف2)، وحصل حديث مع الصليب الأحمر وبعض الدول القريبة من النظام، مثل روسيا، ومع الولايات المتحدة والأمم المتحدة». وأضاف «قناعتنا أن هذا المقترح قطع مسافة لا بأس فيها، ونأمل الوصول به اليوم إلى نتيجة، بمعنى أننا سنطلب منهم وقتا محددا، لإعلان وقف إطلاق النار في حمص القديمة، لتدخل إليها فرق الإغاثة». وينص اتفاق «جنيف1»، في يونيو 2012، على تشكيل حكومة انتقالية «كاملة الصلاحيات». وتعتبر المعارضة أن نقل الصلاحيات يفترض تنحي الرئيس السوري، بينما يرفض النظام مجرد البحث في مصير الرئيس، معتبرا أنه أمر يقرره السوريون، من خلال صناديق الاقتراع.

تويتر