نتنياهو: التوصل إلى سلام ممكن.. لكن تطبيـقه يحتاج إلى وقت

إسرائيل تقرّ بـأخطاء كبـيرة في العــدوان عـلــى «أسطول الحرية»

نتنياهو أبدى تشككاً في قيام الدولة الفلسطينية قبل .2012 رويترز

اعترف الجيش الاسرائيلي أمس بوقوع اخطاء على مستوى عالٍ نسبياً في تخطيط وتنفيذ العدوان على «اسطول الحرية» الذي كان ينقل مساعدات دولية الى غزة، فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، أن التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين ممكن، ولكن تطبيقه يحتاج إلى الكثير من الصبر، متحدثاً عن آفاق العام .2012 وفيما أعلن عن تأجيل زيارته مصر يوماً واحداً.

وتفصيلاً قال الجنرال في الاحتياط غيورا ايلاند، أمام الصحافيين: «ارتُكبت أخطاء في عملية القرار، على مستوى عالٍ نسبياً، اسهمت في نتيجة لم نكن نرغب بها». وقد كلف الجنرال ايلاند بالتحقيق في خطة سير العملية التي شنتها البحرية الاسرائيلية في 31 مايو الماضي، على اسطول المساعدات الدولية الذي كان يحاول كسر الحصار المفروض على غزة واستخلاص الدروس منها. وادت المواجهات على السفينة «مافي مرمرة» التركية الى استشهاد تسعة ناشطين اتراك مؤيدين للفلسطينيين والى احتجاجات في العالم. وكتبت صحيفة يديعوت احرونوت، انه بحسب تقرير لجنة ايلاند الذي جاء في 150 صفحة، وعرضه رئيس الأركان غابي اشكينازي، فإن هذه الأخطاء ارتكبت على كل مستويات القيادة. وخلص المحققون إلى أن البحرية الإسرائيلية تجاهلت احتمال أن تلاقي قواتها مقاومة عنيفة، خلال العملية التي كانت تهدف إلى منع الأسطول من كسر حصار غزة. وأظهرت لقطات صورت خلال الهجوم عناصر في وحدة الكوماندوس يتعرضون للضرب لدى الصعود على متن السفينة. ويثبت تحقيق الجيش أن أعمال العنف هذه كان يمكن السيطرة عليها، لو كانت البحرية الإسرائيلية نشرت عدداً أكبر من القوات على السفينة. وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، يعتبر الجيش أن التعاون بين وكالات الاستخبارات والجيش لم يكن كافياً في التخطيط للهجوم وأن بعض المعلومات لم تكن صحيحة. واضافة الى تحقيق الجيش، فتح تحقيقان اسرائيليان اخران: «لجنة عامة مستقلة» تضم مراقبين اجنبيين اثنين تعمل على درس الجوانب القانونية للهجوم، في حين اعلن مراقب الدولة في 15 يونيو فتح تحقيقه الخاص.

هآرتس: رئيس «الشاباك» زار جنين ورام الله سرّاً


أفادت تقارير إسرائيلية بأن رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) يوفال ديسكين قام أخيراً بزيارة مدينة جنين حل خلالها ضيفاً على أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، ومكث في المدينة يوماً كاملاً.

وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن هذه الزيارة هي الثانية من نوعها التي يقوم بها ديسكين لمناطق السلطة الفلسطينية خلال الأشهر الأخيرة، حيث زار قبل ذلك مدينة رام الله.

ورأت الصحيفة أن مثل هذه الزيارات تدل على مدى تعزيز العلاقات بين الجانبين بشكلها الحالي. وأضافت أن الزيارتين أحيطتا بالكتمان بناء على تفاهم بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. وذكرت أن مصادر في جهاز الأمن العام طلبت عدم التعقيب على نبأ زيارة ديسكين لكل من رام الله وجنين.

القدس المحتلة ــ أ.ف.ب

من جهة أخرى قال نتنياهو في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز «هل يمكننا التوصل الى سلام تفاوضي؟ نعم. هل يمكن تطبيقه بحلول 2012؟ أعتقد أن هذا الامر سيتطلب وقتاً أطول». وردا على سؤال حول ما اذا كانت الدولة الفلسطينية المنتظرة سترى النور يوما ما قبل 2012 على ما يأمل الجانب الفلسطيني، أبدى نتنياهو تشكيكاً أيضاً. وقال «أعتقد انه يمكن التوصل إلى حل. (ولكن) ربما يتأخر تطبيقه، لان الوقت عامل مهم في التوصل إلى حل، سواء لجهة الترتيبات الامنية أو لجهة امور أخرى سيكون (التوصل إليها) صعبا اذا لم يكن بالإمكان التأخر في تطبيقها». وحدد الفلسطينيون، ولاسيما رئيس الوزراء سلام فياض، العام 2011 هدفا لإعلان قيام دولة فلسطينية. من جهة أخرى، أفاد مصدر مقرب من الرئاسة المصرية بأن زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي إلى مصر التي كانت مقررة اليوم تأجلت الى الغد. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ان الزيارة تأجلت يوما من دون مزيد من التفاصيل.

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي أعلن الاحد انه سيلتقي الثلاثاء في مصر الرئيس المصري حسني مبارك ليبحث معه إمكانية الانتقال الى المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين. وفي القدس، قالت الاذاعة الاسرائيلية ان الزيارة تأجلت بناء على طلب القاهرة. ومن جهة اخرى، أفاد المصدر المقرب من الرئاسة المصرية بأن الرئيس الفلسطيني سيصل الى القاهرة مساء غد وسيلتقي مبارك بعد غد. واعتبر نتنياهو اثناء لقائه الرئيس الاميركي باراك اوباما في السادس من يوليو في واشنطن ان الوقت حان للانتقال الى المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين بدلا من محادثات غير مباشرة تجري بوساطة المبعوث الاميركي ميتشل.

من جهتها، قالت مصادر فلسطينية إن الرئيس الفلسطيني سيستقبل المبعوث جورج ميتشل في رام الله السبت المقبل. ونقلت صحيفة الأيام في رام الله ان ميتشل الذي سيصل إلى المنطقة على الأرجح يوم الجمعة المقبل سيركز في محادثاته على متطلبات إطلاق المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية المباشرة.

وأضافت أن أوباما أكد لعباس التزامه الشخصي بالعمل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية، وأبلغه أن المبعوث الأميركي سيعرض عليه خطوات يأمل أن يكون تنفيذها يسهم في اتخاذ قرار فلسطيني ببدء المفاوضات المباشرة. ويسود الاعتقاد بأن الإدارة الأميركية بلورت هذه الـخطوات مع الإسرائيليين خلال المحادثات التي أجراها نتنياهو مع أوباما والمسؤولين الأميركيين بمن فيهم ميتشل خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن قبل أيام، والتي أكد خلالها انه لن يطرح أياً من مواقفه في ما يخص قضايا الحل النهائي إلا خلال المحادثات المباشرة مع الفلسطينيين.

 

تويتر