Emarat Alyoum

ترتيبات عسـكـريـة كبـرى للجــيـش اليمني و«التحــالــف» لتحـريــر البيضـاء وتعز وصعدة

التاريخ:: 27 ديسمبر 2017
المصدر: صنعاء - الإمارات اليوم
ترتيبات عسـكـريـة كبـرى للجــيـش اليمني و«التحــالــف» لتحـريــر البيضـاء وتعز وصعدة

كشفت مصادر في مقاومة البيضاء عن ترتيبات عسكرية للجيش اليمني وقوات التحالف لفتح جبهات متعددة لتحرير المحافظة، وفيما أكدت مصادر ميدانية في صعدة وتعز قرب استكمال التحرير من خلال عمليات عسكرية مرتقبة للجيش والتحالف، واصلت الفرق الهندسية تطهير المناطق المحررة في الساحل الغربي من الألغام.

وتفصيلاً، أكد القيادي في مقاومة البيضاء مدير عام مديرية مسورة، الشيخ محمد الرصاص بن حسين لـ«الإمارات اليوم» وجود ترتيبات كبيرة من قبل الجيش الوطني والتحالف والمقاومة لبدء معركة واسعة لتحرير البيضاء، والوصول إلى الريف الجنوبي للعاصمة اليمنية صنعاء، مشيداً بالدعم المقدم من قبل مقاتلات التحالف العربي لمقاومة البيضاء خلال الفترة الأخيرة.

وقال الشيخ الرصاص إن الجيش الوطني دخل لأول مرة محافظة البيضاء عبر جبهة بيحان بشبوة، ووصل إلى مديريتَي نعمان آل عواض والملاجم، ويقوم حالياً بتطهير المناطق الواقعة في عقبة قنذع بين شبوة البيضاء التي توجد فيها جيوب صغيرة للميليشيات، بهدف تأمينها أمام تقدم الآليات العسكرية التابعة للواء 26 مشاة في بيحان باتجاه البيضاء.

وأضاف أن قوات الجيش استكملت مرحلة تحرير شبوة بالوصول إلى البيضاء، وهي الآن تقوم بعملية ترتيب الصفوف لبدء مرحلة تحرير المحافظة التي تعد قلب اليمن، لتوسطها ثماني محافظات، أهمها صنعاء العاصمة ومأرب والضالع ولحج وذمار، مؤكداً أن تحرير البيضاء سيقود إلى تحرير صنعاء بأقل التكاليف وفي وقت قصير.

وكانت قوات الجيش واصلت تقدمها باتجاه المناطق المحاذية للبيضاء من جهة شبوة، فيما توقعت مصادر محلية فتح جبهات جديدة باتجاه البيضاء التي تشهد ترتيبات كبيرة في صفوف المقاومة، في ظل انضمام عدد من وجهاء ومشايخ المحافظة إلى صفوفها مع اقتراب الجيش الوطني منها.

وأشارت المصادر إلى أن الجيش تمكّن من السيطرة على مناطق الثعالب والعريس والشواهرة على تخوم شبوة، فيما عمدت الميليشيات الحوثية الإيرانية إلى تفجير الطرق والجسور الرابطة بين البيضاء وعدد من المحافظات لإعاقة تقدم الجيش الوطني، واستهدفت بشكل كبير الطريق الرابط بين لحج والبيضاء بالقرب من مفرق يفعان القريب من المختبئ، ما يضطر المركبات إلى سلوك طرق وعرة عبر قرية آل هشّام بمديرية ذي ناعم.

ووفقاً للمصادر فإن الشيخ خالد أحمد العواضي والشيخ ذياب الوهبي، وعدداً من وجهاء قبائل آل عوض وقبائل الوهبية، وصلوا إلى مناطق التماس لمساندة الجيش الوطني في مديريتيَ نعان والملاجم، فيما واصلت المقاومة في ذي ناعم والزاهر عملياتها الحربية ضد ميليشيات الحوثي، وتمكنت من تدمير آليات عسكرية لهم في مواقع الأريل والشبكة والمضيق بمديرية ذي ناعم.

وفي السوادية تقوم الميليشيات الانقلابية بعمليات إعادة تموضع وعمليات حفر خنادق وبناء متارس، استعداداً لمواجهة الجيش الوطني القادم من شبوة، حيث تخشى الميليشيات من سقوط السوادية التي تضم مقر اللواء 26 حرس جمهوري، وفي حال سقوط المعسكر والمديرية تكون البيضاء شبه محررة.

وفي رداع أكد مصدر عسكري أن معسكر الحوثيين في المدينة بات شبه خالٍ من العناصر، بعد فرار أغلبهم عقب قيام الميليشيات الحوثية باغتيال الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، حيث كان معظم المنتمين إليه من قوات الحرس الجمهوري الموالية لحزب المؤتمر، ولم يتبقَّ سوى عناصر قليلة من الحوثيين حسب المصدر، الذي أكد قيام المقاومة في مديريات رداع بأسر القيادي الحوثي المدعو (أبوجابر) مشرف الحوثيين السابق في مديرية الرضمة بمحافظة إب، ما يشكّل صفعة قوية للميليشيات التي تعيش حالة من الترقب والخوف جراء تنامي ضربات المقاومة في رداع.

وفي شبوة تفقدت قيادة قوات التحالف في اليمن، ممثلة بالعميد الركن علي ساير العنزي، المواقع المحررة في بيحان وعسيلان بشبوة، وهنأت أبطال الجيش اليمني بالانتصارات الأخيرة، وأكدت استمرار عمليات التحرير حتى إعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب.

وفي صعدة أكدت مصادر ميدانية في صفوف قوات الشرعية قرب تحرير معقل الميليشيات بالكامل، مشيرة إلى استكمال الترتيبات العسكرية من قبل الشرعية والتحالف، لبدء عملية واسعة باتجاه معاقل الميليشيات في صعدة، عبر محاور عدة تقودها المنطقة العسكرية السادسة، بمساندة ميدانية وجوية من قوات التحالف العربي.

وأوضحت المصادر أن الوقت مناسب لبدء تحرير صعدة معقل الميليشيات التي تعيش حالة من الانهيار والضعف، نتيجة الضربات الأخيرة لقوات الشرعية والتحالف العربي، وتصدع جبهاتها الداخلية، وتحول قياداتها في الصفوف الأولى إلى تجار وناهبين للمال العام، والتمركز في صنعاء وعواصم المحافظات الخاضعة لسيطرتهم، وهجروا صعدة مع أسرهم.

ووفقاً للمصادر فإن من تبقى من الميليشيات في صعدة يعيش حالة من الذعر والخوف والهلع، مع استمرار تقدم الجيش في جبهات عدة، وتراجع عناصرها وانهيارها واستسلام أعداد كبيرة منها، ومصرع قيادات بارزة على رأسهم يوسف المداني وأبوعلي الحاكم، إلى جانب صالح هادي الرزامي وبكر عبدالله صومعة، مؤكدة تنامي السخط لدى من تبقى من سكان صعدة ضد الميليشيات، ما دفع الأخيرة إلى شن حملة اعتقالات في صفوف سكان مناطق عدة في رازح ومران، خلال الأيام القليلة الماضية.

وفي جبهات الحديدة واصلت الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني نزع الألغام المنتشرة بكثافة في محيط مناطق الخوخة الشمالية، وعلى الطرق المؤدية إلى مديريتي حيس والجراحي، حيث كانت العامل الأول في تباطؤ عملية التحرير في الساحل الغربي والوصول إلى ميناء الحديدة.

وفي جبهة الساحل الغربي، أكد القيادي أبوزرعة المحرمي تمكن الفرق الهندسية من نزع أكثر من 3000 لغم من مديرية الخوخة وحدها، كانت منتشرة بشكل عشوائي ومزروعة بطرق يصعب اكتشافها، تدل على أن خبرات أجنبية ساعدت في زراعتها.

وفي تعز، تم التأكيد من قيادي في قوات الجيش الوطني، رفض الكشف عن اسمه، أن هناك عملية عسكرية كبرى يتم التحضير لها من قبل الجيش الوطني والتحالف العربي لتحرير ما تبقى من تعز، وعبر محاور متعددة ستقود إلى الوصول لمحافظة إب وتفتح الطرق بين تعز ولحج وعدن وإب والساحل الغربي في المخاء حسب وصفه.

ورفض القيادي الميداني في قوات الجيش الوطني الكشف عن أي تفاصيل أخرى لما يتم التحضير له، لكنه اكتفى بالقول إن هناك عملية ستكون كبيرة بمساندة وحدات من قوات التحالف ودعم وإسناد من المقاتلات، ستقود إلى استكمال تحرير تعز بالكامل والوصول إلى محافظة إب لبدء تحريرها.

وكانت مقاتلات التحالف شنت سلسلة من الغارات لأول مرة على منطقة الحيمة، الواقعة بين إب وتعز، التي تشهد منذ أيام حصاراً ومواجهات بين أبناء المنطقة والميليشيات الانقلابية، خلفت عدداً من القتلى في صفوف المدنيين والميليشيات، فيما أكدت مصادر محلية نزوح سكان ثلاث قرى: دار الجلال والأكمة السفلى وشقب بالكامل، جراء القصف والحصار من قبل الحوثيين.

واستهدفت مقاتلات التحالف تجمعات لآليات الحوثيين المتمركزة في عشفل إحدى مناطق الحيمة، حيث وصلت تعزيزات لهم إلى المنطقة أدت إلى تدمير عدد منها ومصرع وإصابة عناصر تابعة لهم.

وفي نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، واصلت قوات الجيش عملياتها العسكرية في مسورة ومديد، وتمكنت من أسر 17 من عناصر الحوثيين، معظمهم أطفال ومن فئة «المهمشين»، تم الزج بهم من قبل الميليشيات في جبهات القتال.