Emarat Alyoum

الجيش اليمني يحرر منطقة «الأجـاشر» الاستراتيجية بمحافظة الجوف

التاريخ:: 23 ديسمبر 2017
المصدر: صنعاء - الإمارات اليوم
الجيش اليمني يحرر منطقة «الأجـاشر» الاستراتيجية بمحافظة الجوف

سيطرت قوات الجيش اليمني بمساندة التحالف العربي على منطقة الأجاشر آخر معاقل ميليشيات الحوثي الإيرانية في مديرية خب والشعف كبرى مديريات الجوف على الحدود مع السعودية، وواصلت تقدمها في شمال شرق العاصمة صنعاء، فيما شهدت بقية الجبهات هدوءاً نسبياً في سير المعارك، بينما كشف محامي الرئيس المغدور علي عبدالله صالح، محمد المسوري، أن لديه وثائق تثبت تورط عناصر من المخابرات الإيرانية (اطلاعات) و«الحرس الثوري» في عملية اغتيال صالح.

وفي التفاصيل، كانت ميليشيات الحوثي تتخذ من منطقة الأجاشر، وهي عبارة عن جبال فيها كهوف ومخازن للأسلحة، منطلقاً لمهاجمة السعودية وتعود لتختبئ فيها وتموّن العصابات التي تقوم بهذه العمليات ضد المملكة.

كما كانت الأجاشر معسكراً تستقطب إليه الميليشيات أبناء القبائل، ومقراً لقيادة الميليشيات أثناء حربهم على محافظة الجوف، وهي الجدار الفاصل بين صعدة والجوف، وبعد هدمه ستصبح الطريق ممهدة إلى محافظة صعدة وقطع الإمدادات إلى مناطق مختلفة.

وقالت مصادر عسكرية، إن قوات الجيش الوطني تمكنت من السيطرة على منطقة الأجاشر بشكل كامل بعد ساعات من فرض حصار خانق عليها من كل الاتجاهات.

وأضافت أن العشرات من عناصر ميليشيات الحوثي لاذوا بالفرار من مواقعهم باتجاه منطقة اليتمة، فيما تم أسر ستة منهم أثناء محاولاتهم الفرار.

وتعمل الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني على نزع الألغام التي زرعتها الميليشيات خلال فترة سيطرتها على المنطقة.

وأكد المسؤول الإعلامي في مقاومة الجوف عبدالكريم جبران، لـ«الإمارات اليوم»، استكمال تحرير مديرية خب والشعف بعد السيطرة على معسكر الأجاشر والمناطق المحيطة به، الذي يعد مقر العمليات العسكرية والتدريبية والتنظيمية للميليشيات ومكاناً لتجميع عناصرهم التي كانت تتوجه نحو الحدود السعودية وصعدة، مشيراً إلى أن الميليشيات خسرت أهم معاقلها العسكرية على الحدود السعودية، حسب وصفه.

وأشار إلى أن «خب والشعف» باتت شبه محررة، بعد السيطرة على معسكر الأجاشر الاستراتيجي، وما تبقى فيها عبارة عن جيوب صغيرة، الى جانب مجموعة منهم محاصرة في منطقة الغريميل، فيما المناطق المحيطة بالأجاشر باتت محررة بالكامل، الى جانب المناطق الأخرى التي فرت منها عناصر الحوثي باتجاه اليتمة والبقع في صعدة.

وأوضح أن معسكر الأجاشر يعد أهم المناطق التي كانت تسيطر عليها الميليشيات في الجوف، وكانت تتخذه مكاناً لعقد اجتماعات عناصرهم بالقبائل ومعسكراً تدريبياً وقاعدة إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي السعودية، لما يمثله موقعه الاستراتيجي المحاط بسلسلة جبلية من جميع الجهات، ويضم مخازن أسلحة عدة تم غنيمتها من قبل الجيش، وسقوطه بيد الشرعية يمثل ضربة قاسمة للميليشيات وجبهاتها على طول امتداد الحدود السعودية اليمنية المحاذية لمحافظتي الجوف وصعدة، كما تعد منطقة ومعسكر الأجاشر من المناطق المطلة مباشرة على مناطق واسعة محاذية للطريق الدولي الرابط بين السعودية وصعدة والجوف.

وأكد جبران لـ«الإمارات اليوم» سقوط 24 من عناصر الميليشيات بين قتيل وجريح إلى جانب أسر ستة آخرين، في العمليات الأخيرة للجيش في منطقة الأجاشر المحررة، مشيراً الى جهود قبائل الجوف المساندة للجيش في العمليات الأخيرة، إلى جانب مقاتلات التحالف العربي التي ساندت العمليات على الأرض بقوة.

وكانت قوات الجيش مسنودة بالتحالف العربي تمكنت من تحرير مناطق مقردعة والفراصي ومناطق أخرى في الغريميل، بعد معارك ضارية خاضتها ضد الميليشيات الانقلابية الإيرانية، قبل أن تواصل تقدمها نحو منطقة ومعسكر الأجاشر وحررتها بالكامل وسط حالة من الانهيار في صفوف الميليشيات.

وتسعى قوات الجيش لاستكمال تحرير المناطق الشرقية من الخط الدولي الرابط بين الجوف وصعدة بعد التقدم التي أحرزته في مطلع ديسمبر، وتمثل في التحام جبهتي البقع واليتمة في منطقة الخليقا غرب الجميشات.

وفي محافظة صنعاء، واصلت قوات الجيش تقدمها في محيط منطقة مديد مركز مديرية نهم شمال شرق العاصمة، وبدأت بعمليات قصف مركزة على مواقع وتحصينات الميليشيات في المنطقة، كما واصلت تقدمها من محورين باتجاه منطقة مسورة على طريق نقيل ابن غيلان.

وفي العاصمة صنعاء، أكدت مصادر مطلعة سقوط 15 من عناصر الحوثي قتلى في عملية نوعية نفذتها وحدة عسكرية، تابعة لمكافحة الإرهاب الموالية لحزب المؤتمر الشعبي العام في منزل الرئيس المغدور صالح بمنطقة الثنية بجوار مركز الكميم بشارع حدة جنوب المدينة، وهي العملية الثانية التي تقوم بها وحدات الجيش الموالي لحزب المؤتمر الشعبي ضد الحوثيين في صنعاء منذ اغتيال صالح غدراً على يد الميليشيات الحوثية الإيرانية.

وباتت المناطق الجنوبية للعاصمة مسرحاً لعمليات استهداف عناصر الميليشيات الحوثية من قبل مجهولين وقوات حزب المؤتمر، إلى جانب استهداف المشاركين في عملية اغتيال صالح، حيث عثر على جثة القيادي الحوثي «أبويحيى الطاووس» شقيق وكيل محافظة ذمار المعين من الحوثيين عبدالمحسن الطاووس، وأحد المشاركين في الهجوم على منزل صالح واغتياله في حدة، مرمية بجوار سوق علي محسن الواقع بشارع الستين شمال غرب العاصمة.

في الأثناء، قال محامي الرئيس المغدور محمد المسوري، إن لديه وثائق تثبت تورط عناصر من المخابرات الإيرانية والحرس الثوري في عملية اغتيال صالح واقتحام منزله مطلع الشهر الجاري، الأمر الذي كانت «الإمارات اليوم» كشفت عنه نقلاً عن أحد أفراد الحراسة الخاصة بصالح، وأضاف المسوري أن لديهم وثائق وتسجيلات تثبت تورط إيران في عملية قتل صالح، سيتم الكشف عنها قريباً.

وكانت الميليشيات الحوثية أقرت بأنها خسرت 350 من عناصرها بينهم قيادات في عملية قتل صالح، ونقل عن رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا للميليشيات محمد علي الحوثي، قوله «ضحينا بـ350 رأساً من أجل رأس صالح»، وإنه «ذهب غير مأسوف عليه»، في إشارة الى مقتل صالح.

وفي شبوة، قصفت ميليشيات الحوثي شمال بيحان بشكل عشوائي بصواريخ الكاتيوشا، ما خلف دماراً في ممتلكات السكان ودور العبادة في المنطقة، وفقاً لشهود عيان، مؤكدين أن الميليشيات بعد طردها من المديرية انتقمت من سكان بيحان الرافضين لتواجد عناصرها في مناطقهم.

وفيما واصلت الفرق الهندسية التابعة للجيش عملياتها في تطهير المناطق المحررة من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات، زارت قيادة الجيش اليمني ممثلة في رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن طاهر العقيلي، عسيلان وبيحان، حيث أكد استمرار المعارك حتى الوصول إلى آخر معاقل ميليشيات الحوثي في مران بصعدة وتحرير اليمن بالكامل منهم.

وفي البيضاء القريبة من شبوة، أكدت مصادر في المقاومة تمكنهم من السيطرة على مناطق جديدة في جبهة الزاهر ومديريات رداع، وسط استمرار المواجهات في وادي ذي جيشان بمنطقة الزوب بمديرية القريشية، مخلفة قتيلين وعدداً من الجرحى في صفوف الحوثيين.

وكانت ميليشيات الحوثي الإيرانية قصفت بشكل مكثف قرى قبيلة الزوب في رداع بقذائف الدبابات، فيما تفرض عليهم حصاراً خانقاً منذ أيام، بعد فشلها في اقتحام القرية نتيجة مقاومة سكانها والاستماتة في الدفاع عن قراهم.

وفي إب، شيعت الميليشيات 20 من عناصرها ممن سقطوا في معارك تحرير شبوة، أغلبهم سقطوا في بيحان.

وفي حجة، أعلن المحافظ المعين من قبل الميليشيات هلال الصوفي انشقاقه عن الميليشيات، ودعا أبناء المحافظة للوقوف صفاً واحداً في وجه ميليشيات الحوثي الإيرانية وطردهم من مناطقهم، وذلك بعد وصوله إلى قناعات بأن الحوثيين لا يمكن التعايش معهم.

ودعا الصوفي في منشور له على «فيس بوك» أبناء حجة الى المشاركة في انتفاضة شعبية ضد الميليشيات، اليوم (السبت)، وطردهم من المؤسسات والمرافق الحكومية في حجة، وسط تشكيك من قبل نشطاء يمنيين في موقفه.

من جانبه، رفض القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام قاسم الكسادي، عروضاً حوثية للعودة إلى صنعاء لحضور اجتماعات ما يسمى بـ«المجلس السياسي الأعلى» برئاسة القيادي الحوثي صالح الصماد، وفقاً لمصادر مقربة من الكسادي الذي غادر العاصمة صنعاء، عقب اغتيال صالح على يد الحوثيين، إلى مسقط رأسه يافع في محافظة لحج.