Emarat Alyoum

لن يحبك كل الناس!

التاريخ:: 16 يوليو 2018
المصدر:
لن يحبك كل الناس!

من الرائع أن يكون الإنسان محبوباً من الناس، خصوصاً عندما يقترن الحب بالاحترام والتقدير، ويحتاج الإنسان إلى أن يُحِب ويُحَب، لكن ليس بالضرورة أن يحبك كل الناس، مهما كنت كريماً سيرى البعض أنك بخيل، ومهما كنت ناجحاً سيرى البعض أنك فشلت في الكثير، ولابد أن يكون هناك أشخاص لا يرون إلا ما يريدون أن يروا، لذلك لا يهم، أحبّك من أحبّك وكرهك من كرهك، استمر ولا تقف عند آرائهم لأنها مجرد آراء وانطباعات تحتمل الخطأ والصواب، ولا توجد حقيقة ثابتة في العالم سوى حقيقة واحدة هي «الموت»، في ما عدا ذلك فالأمور كلها نسبية.

من المهم جداً

أن نقتنع بفكرة أنه لن

يحبنا كل الناس، لأن

ذلك سيخفف كثيراً

من الطاقة السلبية.

من المهم جداً أن نقتنع بفكرة أنه لن يحبنا كل الناس، لأن ذلك سيخفف كثيراً من الطاقة السلبية وربما الإحباط الذي قد يعترينا عندما نعلم أن هناك من لا يحبنا، فنضيع الكثير من الوقت في التساؤل كيف لا يحبني ولماذا وما الخطأ الذي ارتكبته؟ عندما نقتنع بالفكرة سنمضي قدما دائماً وسنستمر في السير من دون انزعاج، وسينعكس ذلك في تسامحنا مع الآخرين ورضانا عن أنفسنا، فالمسألة ليست حرباً، ولن تفرق كثيراً في النهاية، فالحياة قصيرة وكلنا إلى زوال، لكن الحب الذي يُحيي، والذي ينبغي ألا نتنازل عنه، هو الحب داخل الأسرة الواحدة، الحب بين الزوج والزوجة، وحبهما لأبنائهما وحب أبنائهما لبعضهم بعضاً، فذلك الحب الذي يهم والذي يحيي الروح، ويعمل مثل الأسمنت الذي يجعل البنيان متماسكاً، وعلى الرغم من عدم رومانسية الكلمة هنا، لكن من دون ذلك الأسمنت سيكون البناء مجرد لبنات متفرقة ويقع البناء مع أقل ريح أو هزة، فنحن بحاجة ماسة إلى أن نتماسك ونكون كتلة واحدة كالصخرة في معترك الحياة بتحدياتها ومشكلاتها وعقدها.

عندما نقتنع قناعة كاملة بالفكرة سنستطيع غرسها في أذهان أطفالنا، وأذكر هنا حديث أحد أصدقائي يحكي لي عن كيفية تغير نظرته للأمور ونظرة أبنائه، فيقول إنه ذات يوم اشتكت له ابنته الصغيرة باكية أن زميلتها قالت لها إنها لا تحبها، فقال لابنته أن تقول لزميلتها إنها هي الأخرى لا تحبها، بل طلب من ابنته أن تكون جافة في التعامل معها ولا تعيرها أي اهتمام، وفكر في أن يقدم شكوى للمدرسة، في حين أن ابنته علمته درساً بعد تكرر الموقف نفسه بعد سنوات عدة، حين قالت له «لدي أصدقاء كثيرون في المدرسة، وهم يحبونني ما عدا (ليندا) لا تحبني، ولكن لا يهم، فتلك وجهة نظرها، وهي حرة فيها»!

Garad@alaagarad.com

Alaa_Garad@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .