Emarat Alyoum

لا تخربوا البحرين

التاريخ:: 31 أكتوبر 2017
المصدر:
لا تخربوا البحرين

لا تخربوا البحرين

منذ بداية سبتمبر.. قضيت شهرين كاملين في مملكة البحرين، تشدني تلك اللهجة البحرينية الآسرة للقلوب، يعرفونني من لهجتي الإماراتية، برحبون بي كأنهم يعرفونني منذ زمن طويل، يتحدثون معي عن إنجازات الإمارات بأرقى عبارات الفخر والإعجاب.

تجولت في العديد من المناطق الشعبية، زرت الأسواق الصغيرة، دخلت في عدد من «الدواعيس»، التي تجد سيارتك فيها محشورة بين جدار وآخر، تذوقت الحلوى البحرينية والمتاي والرهش والكباب البحريني، عشت فيها البساطة والمتعة والأجواء الحميمية مع الشعب البحريني.

كنت موجوداً في أيام عاشوراء، التي يقوم فيها الإخوة الشيعة بممارسة طقوسهم الدينية المعتادة في كل عام، تعلق الأعلام والرايات والسود، تقرأ العبارات الدالة على حب سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، والحسين بن علي رضي الله عنه، تشاهد المسيرات التي تعبر عن المناسبة دون أن يتعرض لها أي شخص، بل تقوم مملكة البحرين بتعطيل الدوائر الحكومية، واعتبار عاشوراء عطلة رسمية مدفوعة الأجر لكل المواطنين والمقيمين على أرض المملكة.

قبل أيام.. تعرضت حافلة تابعة للشرطة لعمل إرهابي راح ضحيته شرطي، وأصيب فيه عدد من رجال الشرطة الذين كانوا يقومون بواجباتهم اليومية، كان عملاً جباناً يتكرر من حين لآخر من فئة مارقة، تدعي أنها تطالب بالحرية الدينية والحقوق وغيرها، ينفذون أجندة خارجية بعد تلقيهم تدريبات عسكرية في دول العصابات الداعمة للإرهاب.

أستغرب أولئك الذين يسعون إلى خراب بلدانهم، ولا يرون ما جرى في دول أخرى، تشرد فيها المواطنون، وأصبح المواطن عدواً للمواطن، نظام يبطش بالمواطنين، وآخر يقتل حسب الهوية والمذهب، فاقدو البصر والبصيرة يخربون بيوتهم بأيديهم.

المواطن المخلص لا يسعى إلى خراب وطنه، ولا يزعزع الأمن، ولا يبادر إلى قتل رجال الأمن، لا يستنجد بالغريب ولا يعيث فساداً، حب الوطن يتجلى في الوقوف معه في السراء الضراء، والتغني بحبه والتصدي لكل ما يسيء له ويهدد أمنه واستقراره.

الإخوة في البحرين يعيشون في بلد جميل، يملكون قلوباً قادرة على احتواء الجميع بكل أطيافهم ومكوناتهم، أما الشرذمة الإرهابية فلن تجد لها أي موضع قدم، وعاجلاً أم آجلاً سيكونون نسياً منسياً.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .