Emarat Alyoum

هكذا هو حبّ محمد بن راشد ومحمد بن زايد للأطفال!

التاريخ:: 01 أكتوبر 2017
المصدر:
هكذا هو حبّ محمد بن راشد ومحمد بن زايد للأطفال!

عندما يُقبّل محمد بن راشد طفلاً على رأسه، ويحتضن محمد بن زايد طفلاً أو يجلس على الرصيف بجانب طفلة، فهما لا يفعلان ذلك تصنعاً أو بهدف الظهور الإعلامي، أو لأي سبب آخر سوى تغلغل حب أبناء الوطن عموماً والجيل المقبل خصوصاً في قلبيهما، وانشغالهما المستمر بضمان حياة الرفاهية للجميع، لمن يعيش الآن، ومن سيعيش على هذه الأرض الطيبة بعد خمسين ومائة عام.

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وأخوه وعضيده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، خلال اللحظات التي يحتضنان فيها طفلاً، أو يلتقطان معه صورة لبث الفرحة في قلبه، فهما يفكران مائة مرة في هذا الطفل وفي حاضره، ودراسته، ومستقبله، كيف سيعيش؟ وأين سيدرس؟ وماذا سيتعلم؟ وماذا سيعمل؟ وأين سيسكن؟

ليس هذا فقط، ولا ينحصر تفكيرهما فيه فقط، بل في أبنائه وفي كيفية استدامة الحياة الكريمة لهم، في ظل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والعالمية المتوقعة كافة، هما يخططان لخمسين سنة مقبلة كمرحلة أولى، ويمتد تفكيرهما لمائة سنة مقبلة، عندما سيكون أبناء هذا الطفل آباء وأجداداً!

ليس في ذلك مبالغة، ولا هي أضغاث أحلام، وأُدرك جيداً أن مثل هذا التخطيط الاستراتيجي بعيد الأمد، مفقود وغير موجود في أنحاء الوطن العربي الكبير كافة، بل في معظم دول القارات الأخرى، لكنه هُنا واقع مؤكد، فالإمارات هي شمعة الأمل للعرب، وهي بصيص النور الذي يضيء الظلام المحيط بنا في منطقة مضطربة تعيش أسوأ فتراتها التاريخية!

حكومة الإمارات وقادتها يخططون من الآن لذلك اليوم الذي سيغادرنا فيه آخر برميل نفط، بل يخططون للاحتفال بهذه المناسبة، لأنهم سيكونون أنهوا الاستعدادات اللازمة للتعامل مع ذلك اليوم، وسيبدأون تنفيذ السياسات والإجراءات التي جهزوها للاعتماد على الموارد البشرية البديلة، وهيأوا لها جيلاً متعلماً متسلحاً بالمعرفة والتقنية والفكر النيّر، الذي سيضمن استمرارية الحياة بالمستوى ذاته من الجودة والتميز والرفاهية.

لا يقلقهم ذلك اليوم، لأنهم أدركوا أن الموارد البشرية أهم مورد يمكن الاعتماد عليه، في ظل عدم استمرارية الموارد الطبيعية، فالإنسان الواعي المثقف المتسلح بالعلم والمعرفة لابد أن يكون قادراً على صناعة مستقبله، وصالحاً للتعامل مع المتغيرات كافة، لذلك فإن تركيزهم اليوم ينصب بشكل مباشر على التعليم ثم التعليم والتعليم.

على مدار يومين عقدت الحكومة برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اجتماعاتها السنوية لاقتحام المستقبل والتقدم نحوه بثقة وقوة وتمكين، ونتج عن هذه الاجتماعات إطلاق 120 مبادرة وطنية في أكثر من 30 قطاعاً مشتركاً بين المستويين الاتحادي والمحلي.

هذه الاجتماعات هي الأكبر من نوعها، لأنها الأهم والأشمل، وتهدف إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين كل إمارات الدولة والحكومة الاتحادية، والتخطيط لمئوية الإمارات 2071.

لم تترك الحكومة قطاعاً لم تبحثه، ولم تناقش مستقبله، بدءاً من البنية التحتية إلى الإسكان، والخدمات الصحية، والشباب، والتوطين، والطاقة، والاقتصاد، والإعلام، والتعليم العالي، والبحث العلمي، والخدمات الذكية، والتكنولوجيا، وغيرها، باختصار كل ما يهم إنسان الإمارات اليوم وغداً وبعد خمسين عاماً، فهل أيقنتم الآن أن حبّ محمد بن راشد ومحمد بن زايد للأطفال ليس مجرد قُبلة ولا صورة، بل هو الحب الذي يضمن وجودهم ورفاهيتهم هم وأبناؤهم، هذا ما يفكران به ليل نهار.

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .