كل يوم
يستحقون الدعم، وانشاء طريق!
المشروعات الخاصة التي يطلقها رجال أعمال مواطنون، سواء كانت متوسطة الحجم أو حتى الضخمة، تحتاج إلى دعم حكومي مستمر حتى تنجح، ومهما كانت تلك المشروعات مميزة، فلا غنى لها عن مساندة الجهات الحكومية في جميع مراحل التنفيذ والتشغيل، وإن لم يتوافر هذا الدعم فاستمرارية وبقاء المشروع، أو على الأقل نجاحه بالشكل المطلوب، ستكون محل تهديد مستمر.
أذهلني مشروع مميز في فكرته وطريقة إنشائه، نفذه رجال أعمال مواطنون بطريقة احترافية، لا تقل في جودتها عن أي مشروع تنفذه أيٌّ من بلديات الدولة، أو حتى الفنادق العالمية، الفكرة هي مخيم بري في وسط الصحراء، أو بالأحرى منتجع حقيقي في وسط كثبان الرمال، تجعل الزائر يعيش حياة أهل الإمارات في خمسينات القرن الماضي، ولكن مع لمسات عصرية لا غنى عنها.
عرض جميل وساحر لثقافة الإمارات، وبيئاتها الثلاث الشهيرة: الساحلية، والبدوية، والحضرية، ولكل بيئة مجموعة من المساكن التابعة لها بموادها الخارجية التقليدية، وروحها الفندقية الفخمة الداخلية، بيوت من طين، وأخرى من «عرش»، وبيوت شعر، مجهزة للمبيت والاستمتاع بوقت جميل لا يمكن الشعور به وسط أفخم فنادق الـ«فايف ستار» في المدينة.
هذا بالضبط ما يريده المواطنون، وهو ما يعشقونه مع حلول فصل الشتاء، وهو أفضل تجربة تراثية يمكن نقلها للأبناء، وهذا هو أيضاً ما يجذب السياح، عرباً كانوا أم أجانب، فاللحظات هنا تبقى في ذاكرتهم طويلاً، أطول من بقاء ذكريات الفنادق التي اعتادوا عليها، الفنادق تبقى مميزة وضرورية، لكنها موجودة ومتشابهة في جميع المدن السياحية، وتالياً فإن وجود مشروع المخيم البري الفخم هو علامة مميزة، ومكمل جيد لمنظومة السياحة الداخلية والخارجية.
لن أطيل الحديث عن المخيم، فلا أهدف للدعاية كما سيعتقد البعض، لكن ما أهدف إليه هو لفت الانتباه إليه من الجهات الحكومية في أبوظبي لدعمه ومساندته، فهو يقع في وسط صحراء منطقة وسطية بين مدينتي أبوظبي والعين، وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ساندت أصحابه قدر استطاعتها في اختيار الموقع، وتقديم الدعم المناسب ليرى المشروع النور بالطريقة الحالية المذهلة، لكن يبقى المشروع بحاجة للمزيد، فهو في منطقة يصعب الوصول إليها، قد تكون خطرة أحياناً، وعدم التفكير جدياً في ربطها بالطريق العام بشارع فرعي سيزيد من مخاطر الحوادث في حال اشتهار المنتجع، وزيادة الطلب عليه خلال الأشهر القليلة المقبلة، وهذا ما أتوقعه.
الأمر يحتاج إلى طريق «مزفت» لا يزيد على 14 كيلومتراً، سينقذ كثيرين من مخاطر الحوادث، فالقيادة وسط الصحراء لا يجيدها كل السائقين، كما أنه سيسهم في دفع السياح والزوار لقضاء ليلة استثنائية إضافية خارج أبوظبي عند زيارتهم للمدينة، وهذا ما يحدث فعلياً، ولا يعقل أن يتحمل أصحاب المشروع كلفة إنشاء شارع، فلقد تحملوا كلفاً كثيرة جداً في توفير البنية التحتية، والكهرباء، والصرف الصحي لهذه القرية داخل صحراء قاحلة، ويكفيهم أيضاً كلفة التشغيل الباهظة، إنهم يستحقون التشجيع والدعم، والشارع أيضاً!
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .