‬5 دقائق

من أحكام الصيام (‬3)

د.عبدالله الكمالي

حثنا الإسلام على تعلم أحكام الشرع والدين، ففي الحديث الصحيح: «من يرد الله به خيرا يفقّهه في الدين»، ومن الفقه في الدين تعلم شيء من أحكام الصيام، ومن هذه الأحكام ـ رعاكم الله ـ أنه ينبغي على كل من يريد الصيام أن يحرص على قربة وعبادة عظيمة تعينه على الصيام إن شاء الله، وهذه العبادة هي: السحور، ففي الحديث الصحيح: «تسحروا فإن في السحور بركة»، وفي حديث آخر: «إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين»، وثبت أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «السحور كله بركة، فلا تدعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء». فهذه نصوص نبوية عظيمة تبين فضل هذه العبادة، وهذا دليل على أن الإسلام دين رحمة وخير؛ فتناول الطعام بنية السحور فيه أجر عظيم، ويستحب أن يتناول من يريد الصيام في سحوره التمر، ففي الحديث الصحيح: «نعم سحور المؤمن التمر»، فالتمر من الأغذية المفيدة جدا للبدن، وفي تناوله على السحور إصابة لسنة النبي عليه الصلاة والسلام.

والسحور يكون وقت السحر أي في الثلث الأخير من الليل، قبيل أذان الفجر، فحتى لو كنت قد تناولت شيئا من الطعام قبيل النوم، قم وقت السحر وتناول شيئا من الطعام، أو على أقل تقدير اشرب كأسا من الماء، كي تصيب سنة النبي عليه الصلاة والسلام، فإذا أذن المؤذن لصلاة الفجر فتوقف عن تناول أي شيء من الطعام والشراب وسائر المفطرات الأخرى.

والحريص على الخير لا يخدش صيامه بالأمور التي تنقص الأجر وتذهب بمقصود الصيام، فتحقيق التقوى من أعظم مقاصد الصيام، فعليك بتقوى الله في نهارك وليلك، فقد ثبت في الخبر: «من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، وثبت أيضا: «رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر»، فنعوذ بالله العظيم أن نكون جميعا ممن هذه حاله.

ورمضان شهر القرآن، فاستغل وقتك في قراءة القرآن العظيم آناء الليل وأطراف النهار، فكم في قراءة القرآن من راحة وخير وطمأنينة للقلب، فإذا أذن المؤذن لصلاة المغرب فأفطر على بركة الله، وطبق سنة النبي عليه الصلاة والسلام بالفطر على الرطب، فإن لم تجد فعلى التمر، فإن لم تجد فعلى الماء، وقل بعد الإفطار «ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله».

ولا تفرط أبدا في صلاة الجماعة بالمسجد، وصلِّ التراويح كاملة مع الإمام، فبعض الناس هداهم الله يفرطون في صلاة التراويح، مع أنه ثبت في الخبر: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه»، فصلها كاملة مع الإمام وأوتر معه، فهذا بإذن الله أعظم في الأجر!

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

alkamali11@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر