‬5 دقائق

الحكومة الذكية

د.عبدالله الكمالي

تطورت وسائل التواصل وتناقل المعلومات في هذه الأيام بشكل كبير جداً، ففي كل يوم نسمع عن وسائل جديدة لتناقل المعلومات تجعل الوسائل القديمة في ذاكرة النسيان، فكلنا يذكر سعة أقراص التخزين قبل سنوات وسعتها في هذه الأيام، بل بعد الخدمات السحابية التي تقدمها جهات كثيرة بشكل مجاني أصبحت هذه الأقراص أيضاً قليلة الاستخدام عند بعضهم، وهذا المثال السابق دليل يسير جداً على التطور الهائل في وسائل تناقل المعلومات وطرق التواصل التي نعيشها، والتي سنشهدها في المستقبل القريب بإذن الله، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة جاءت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، بالتحول من «الحكومة الإلكترونية» إلى «الحكومة الذكية»، ملامسة جداً لواقع حكومة دولة الإمارات وتطلعاتها ورغبتها في التيسير على الناس وتقديم الخدمات كافة للناس بأسهل الطرق وأيسرها، فمن اليسير جداً أن تقدم الدوائر الحكومية خدماتها الأساسية وتصل إلى الناس من خلال هواتفهم الذكية، فهي بذلك تختصر على نفسها وعلى المتعاملين جهداً ووقتاً ومالاً وأموراً أخرى، وهذه النقلة النوعية لا تحتاج إلى أجهزة حديثة أو مبالغ باهظة للشروع فيها فهي تحتاج في الأصل إلى عقلية واعية تتقبل مثل هذه الأفكار الجديدة للتواصل وتقديم الخدمات، فللأسف الشديد نجد من بعض المسؤولين عدم اقتناع باستخدام البريد الإلكتروني إلى الآن - ولا تنسوا أننا في عام ‬2013- بدل التخاطب الورقي في كثير من المراسلات! ومن نظر في حال بعض الدوائر الحكومية وجد كمية كبيرة من الأوراق مكدسة على مكاتب بعض المسؤولين تنتظر منه توقيعاً أو تحويلاً للموظف المختص، وبذلك تتعطل مصالح الناس بشكل واضح وملموس، بل بعض المسؤولين لا يفتح بريده الإلكتروني أبداً، أو يطلع على الرسائل كل أسبوع مرة أو كل أسبوعين مرة مع أن بريده مربوط بهاتفه الذكي، فالمخاطبات الورقية عنده أسرع إنجازاً من المخاطبات الإلكترونية! وأيضاً نجد من بعض المسؤولين عدم اقتناع وتخوف كبير من وجود حساب رسمي لمؤسسته في مواقع التواصل الاجتماعي كموقعي «توتير» و«فيس بوك»، وغيرهما مع أن هذه المواقع لو تم استغلالها بطريقة سليمة، فإنها ستكون وسيلة مثمرة جداً لمزيد من رضا المتعاملين وعرض وتسويق للدائرة الحكومية وخدماتها دون كلفة مادية تذكر.

لذلك قبل الشروع في عملية التحول إلى «الحكومة الذكية» تتطلب العملية توعية مديري الدوائر ومن دونهم بأهمية هذه الخطوة وضرورة اقتناعهم بها، ففي ظل عدم قناعة بعض المسؤولين بهذا التحول قد تصرف الأموال الطائلة دون نتيجة ملموسة على أرض الواقع.

وأتمنى حقيقة أن يتم إطلاق جائزة متخصصة تمنح للدائرة الحكومية التي تحقق نتائج فعلية في التحول نحو الحكومة الذكية، تقوم على أسس ومعايير واضحة ومدروسة، أو على أقل تقدير أن يوضع معيار «التحول نحو الحكومة الذكية» في معايير جائزة دبي للأداء الحكومي المتميز أو الجوائز والمسابقات المحلية والاتحادية الأخرى.

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي

alkamali11@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر