رؤية

التطوير.. التحديث..التغيير

نجيب الشامسي

كل تلك المصطلحات المترادفة هي مفاهيم إدارية توصلنا إلى التنمية المنشودة، سواء الاقتصادية منها أو الاجتماعية والإدارية، ولم نكن ولن نكون ضد تلك المبادئ الأولية في التنمية والتطور، والحضور الذي ننشده في ساحتنا المحلية ودولتنا الفتية، لكن يجب علينا كمسؤولين ومعنيين بسياسة التطوير والتغيير أن ندرك حقيقة تلك السياسة وأبعادها وحدودها وآلياتها، في إطار من خصوصية مجتمع الإمارات وقيمه وأخلاقياته، ثم معرفة قدرات وطاقات هذا المجتمع الاقتصادية والمالية والمادية والبشرية جيداً.

من ناحية أخرى، يجب أن يكون لدينا إدراك ووضوح للأهداف النهائية والمرحلية التي نسعى إلى تحقيقها من سياسة التطوير والتحديث والتغيير تلك، ثم أهمية الاختيار للآليات والأدوات التي توصلنا إلى ترجمة تلك السياسة وتحقيق الأهداف، ومن تلك الآليات وجود الرقابة والمتابعة والالتزام بمعايير الشفافية والموضوعية والمحاسبية، والتقييم في مختلف مراحل هذه السياسة، لضمان عدم انحراف هذه السياسة، وبالتالي تعثر تحقيق الأهداف والوصول إلى النتائج، كما يجب أن تكون هناك برامج زمنية أو خطة زمنية تقسم إلى مراحل، وعند كل مرحلة يتم التقييم والتدقيق، والتعديل متى ما لزم الأمر واستوجبت الحاجة.

هنا في دولتنا نعلن عن خطط التطوير، ويطول الحديث عن التحديث والتغيير، سواء في الرؤى والاستراتيجيات، أو في القيادات والموظفين على المستوى المحلي أو الاتحادي، وفي المؤسسة أو الوزارة أو الهيئة والدائرة، نحشد ونرصد لتلك السياسات الكثير من المال، وكأن المال وحده يستطيع أن يحدث التغيير المنشود، أو الثورة الإدارية والتنموية المنشودة، نستقطب الكثير من الخبرات الإدارية الأجنبية التي تكلفنا الكثير، ولا نجد منها سوى القليل، ربما لا تتجاوز نسبة الفائدة منهم 20٪، بعد أن يتمكن هؤلاء الخبراء من تسويق أفكارهم التي ربما نجحت في البيئات الإدارية التي ينتمون إليها، فيما يمكن أن تفشل هذه الأفكار في تحقيق أي نجاح، بسبب اختلاف وتباين البيئة الإدارية والاقتصادية، وحتى الاجتماعية في الإمارات عن الدول التي ينتمي إليها أولئك الخبراء والمستشارون، الذين لم يأتوا إلينا إلا من منطلق تحقيق أهدافهم الذاتية البحتة، حتى لو كان ذلك على حساب تخلف التنمية في بلدنا، وتعثر التطوير، وتبعثر الجهود، وهدر الكثير من المال، وضياع الوقت الطويل، والجهد الكبير!

alshamsi.n@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر