مازلن صغيرات!!

سامي الريامي

أعتقد أن بنات «ستعش وسبعتشر» سنة، أي اللاتي وصلن إلى سن المراهقة حالياً بحاجة إلى مزيد من الضبط والمراقبة التربوية من قبل أولياء الأمور، خصوصاً أن كثيراً منهم يتعاملون وللأسف في معظم الأحيان مع هذه الشريحة العمرية على أنها مازالت في مرحلة الطفولة، بينما الحقيقة هي أنهن في مرحلة صعبة، بل ربما تكون الأخـطر في حيـاتهن..

حجّة «مازلن صغيرات» تجعل أولياء الأمور يتركون «الخيط والمخيط» في أيدي هؤلاء الفتيات الصغيرات، فيتجولن في المراكز التجارية دون حاجة، ويلبسن الملابس غير اللائقة مع الحفاظ على «العباة» الفاضحة التي تكشف أكثر ممّا تستر، مع التركيز على القمصان القصيرة التي تظهر البطن، و«الجينزات» الضيقة للغاية، بشكل واضح من خلف العباءة، طبعاً مع مسح وجوههن بأطنان المواد التجميلية التي لا تتناسب إطلاقاً مع أعمارهن الصغيرة!!

تعشق هذه الفئة الجموح، وتغامر في الانزلاق وراء كل ما يعتقدن أنه عصري ومواكب للموضة والتطور، وليت الأمر ينحصر على تقليد الممثلات الأميركيات على مستوى الشكل فقط، بل الأخطر أنهن يتأثرن «سلوكياً» بكثير من العادات والأفكار الغربية «المتحررة»..

هذه ليست نظرة تشاؤمية بقدر ما أصبحت واقعاً ملموساً، وهناك الكثير من الدراسات الاجتماعية التي أعدت أخيراً تثبت أننا أمام مشكلة خطيرة، برزت ملامحها بشكل واضح في هذه الفئة العمرية من الفتيات، ما حدا بجهة «حكومية» أن تفكر في إطلاق حملة لغرس الأفكار الحميدة والأخلاق في الفتيات اللاتي يعبرن هذه المرحلة..

الحملة ستخصص لمكافحة ظاهرة «البويات»، ولربما تكون هذه المرة، هي الأولى التي تعترف فيها جهة رسمية بوجود هذه الظاهرة في المجتمع، بالطبع هذه الخطوة جريئة ومطلوبة، وأولى خطوات حل أي مشكلة هي الاعتراف بوجودها، وقد أعدت هذه الجهة برامج للتوعية تتضمن محاضرات وورش عمل ومعارض فنية في المدارس والجامعات والمنتديات النسائية، وما دمنا لاحظنا وجود هذه المشكلة، فلابد من مواجهتها، والاعتراف بها، شاء من شاء وأبى من أبى، وبصراحة يجب أن نقول وداعاً لحركة النعامة القائمة على دفن الرأس، ونترك أسلوب التكتيم بحجة مصلحة المجتمع، فالمصلحة تقتضي العلاج لا السكوت، والعلاج بحاجة إلى جرأة واعتراف، لا إلى هروب من الواقع الفعلي إلى أفكار خيالية ومثالية..

البنات بحاجة إلى «رص»، نعم هي حقيقة، وعندما نقول البنات فليس معنى هذا أننا لا نواجه مشكلة مع الشباب في الفئة نفسها، ولكن مشكلتنا مع البنات أكبر بكثير، فهؤلاء هن المستقبل الذي سيشكّل أمهات الجيل الجديد، والأم مدرسة كما نعرف جميعاً، فهل ما نراه اليوم من تغييرات شكلية وفكرية، تؤهل هذا الجيل من الفتيات لأن يصبحن مدارس المستقبل؟.. لا أعتقد ذلك!!

 

reyami@emaratalyoum.com

تويتر