باحثان يدعوان إلى مكافحة الكراهية بـ «التواصل الاجتماعي»
أكد باحثان أهمية الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في نشر قيمة التسامح عالمياً، والحد من الأفكار التي تحض على الكراهية، داعيين إلى ترسيخ المفاهيم الصحيحة لسماحة ووسطية الدين الإسلامي الحنيف.
وأشارا إلى أن المساحات المخصصة للدعوة إلى التسامح والتعايش إعلامياً في العالم قليلة أو منعدمة في بعض البلدان، لافتين إلى أنه لا يمكن الرد على الفكر المتطرف الظلامي إلا بفكر مستنير ومتسامح.
وتفصيلاً، قال مدير مركز المزماة للبحوث والدراسات، الدكتور سالم حميد، لـ«الإمارات اليوم»، إن الإشكالية الكبرى أن السيطرة على وسائل نشر الكراهية (التي تمتلكها الجماعات الإرهابية) ليست سهلة، في ظل إعلام الفضاء المفتوح، وشبكات التواصل الاجتماعي، وهذا يعزز من أهمية التوعية، ودفع الأفراد إلى الابتعاد عن الترويج للكراهية من خلال التوعية والتثقيف.
واعتبر أن من الصعب السيطرة على كل المنصات السياسية والإعلامية، التي تبث أفكار الكراهية والتعصب داخل المجتمعات العربية، خصوصاً أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة سهلة ومتاحة، ويستخدمها كل الأفراد من مختلف التوجهات، حتى من لديهم ميول إرهابية يستخدمون تلك المنصات، وينشرون التعصب والفكر الظلامي.
وشدد حميد على أهمية جانب التوعية، إلى جانب الضوابط القانونية، ابتداءً من المدرسة والمنزل ووسائل الإعلام، التي لا يتم حتى الآن توظيف تأثيرها بشكل جيد لمحاربة التعصب والكراهية، بل لايزال الكثير من المنابر الإعلامية متاحاً لنشر التطرف عبر استضافة رجال لهم فكر متشدد.
من جانبه، أفاد المستشار الإعلامي في وزارة التسامح، يوسف النعيمي، في دراسة صدرت له عن المعهد الإقليمي للتخطيط التربوي، بأن دولة الإمارات أطلقت العديد من المبادرات المختصة بتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي لمكافحة الفكر المتطرف، وتعزيز قيم التسامح والتعايش والتعددية، منها اعتماد مجلس وزراء الإعلام العرب عام 2015 لمبادرة تقدمت بها الإمارات حول تعزيز دور الإعلام في نشر قيم التسامح ومكافحة التطرف، إضافة إلى تدشين مركز صواب «متحدون ضد التطرف»، وهو مبادرة تفاعلية تأسست بالاشتراك مع أميركا، بهدف تسخير وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لتصويب الأفكار المخطئة.
ولفت إلى أنه خلال اجتماع اللجنة الدائمة للسلم والأمن الدوليين، التي عقدت بلوساكا عاصمة زامبيا، ضمن اجتماعات الجمعية العامة الـ134 للاتحاد البرلماني الدولي، اقترحت الإمارات إطلاق برنامج دولي، تحت مسمى «برنامج حوار الحضارات لمكافحة الإرهاب والتطرف».
وأوضح أن الشباب هم عماد المجتمع ومستقبله، لذا تولي الدولة عناية خاصة بهذه الفئة، لتفعيل أدوارهم في تعزيز قيمة التسامح، والتعايش، وترسيخ المفاهيم الصحيحة لسماحة ووسطية الدين الإسلامي الحنيف.
تحجيم الأفكار المتعصبة
أفاد مدير مركز المزماة للبحوث والدراسات، الدكتور سالم حميد، بأن الحياة العملية لا تمضي بالشعارات والأقوال، بل بالأفعال والسلوك اليومي، موضحاً أن «أوراق اعتماد الإمارات التي تقدمها للعالم هي الفعاليات والمبادرات والمنظومة القانونية والتشريعية الحديثة، إلى جانب التعايش الذي تطبقه، ويجعلها تسهم بشكل عملي جاد في تحجيم الأفكار المتعصبة على الصعيدين الإقليمي والدولي». وأضاف أن الدولة لديها أيضاً فعاليات ثقافية عالمية تضم الفنون والموسيقى وغيرها، وتجسد العولمة والتقارب الإنساني، فتجد أن الجمهور الذي يحضر تلك الكرنفالات أشخاص من جنسيات دول العالم كافة، وهذا الأمر يعزز الثقة بالنموذج الإماراتي.