تساعدهم على شغل أوقات فراغهم وتحفزهم على أداء أنشطة حركية

حدائق هيئة تنمية المجتمع تخفض «عصبية» كبار المواطنين 90%

صورة

أظهرت نتائج قياس أثر مبادرة «حدائق كبار السن»، التي أطلقتها هيئة تنمية المجتمع في دبي، في ديسمبر الماضي، على صحة كبار المواطنين، الذين شاركوا في المبادرة، من خلال إنشاء حدائق في منازلهم، خفض الشكوى من آلام المفاصل لديهم بنسبة 40%، وخفض السلوك العصبي الزائد لديهم بنسبة 90%.

وأطلقت الهيئة المبادرة لدعم كبار المواطنين الذين يعيشون بمفردهم في منازلهم، المسجلين في برنامج الرعاية المنزلية (وليف)، (11 مسنّاً ومسنّة)، بهدف مساعدتهم على شغل أوقات فراغهم بالعناية بالنباتات المزروعة في حدائقهم على مدار العام، وتشمل أشجار النخيل والزهور المختلفة، وتالياً تحفيزهم على أداء أنشطة حركية تحسّن من حالتهم المعنوية.

وزارت «الإمارات اليوم» الوالد أحمد راشد الفلاسي، (63 عاماً)، لمعرفة التغيرات التي طرأت على حالته المعنوية والصحية نتيجة إنشاء الحديقة، حيث أطلقت المبادرة قبل نحو عام من منزله في منطقة الوصل. ورافق «الإمارات اليوم» في الزيارة فريق من قسم الرعاية المنزلية في إدارة كبار المواطنين في الهيئة.

واستطاع الفلاسي بمساعدة فريق الرعاية المنزلية، زراعة حرم منزله. وساعده الاهتمام بزراعة النباتات والورد على تغيير نمط حياته اليومية، فبات يخصص وقتاً ثابتاً في كل يوم للجلوس في حديقته الصغيرة، حتى صار جدول أعماله اليومي مقسماً وفقاً لتلك الفترات التي يقضيها في صحبة الزرع.

وحسب تقارير الفريق المختص بمتابعة الوالد الفلاسي، فإن حالته المعنوية تحسنت عما كانت عليه قبل البدء بالاهتمام بالحديقة. كما أصبحت قدرته على المشي أفضل، وخفت متاعبه الجسدية بعدما صار أكثر نشاطاً نتيجة خروجه للحديقة يومياً. ويستيقظ الفلاسي يومياً في الخامسة صباحاً، ثم يخرج إلى الحديقة ويجلس فيها حتى السابعة والنصف تقريباً، ليعود إليها في المساء عند الخامسة، ليقضي ما تبقى من ساعات يومه جالساً، أو متمشياً بين جنباتها.

وقال الفلاسي لـ«الإمارات اليوم» إن الخروج إلى الحديقة يومياً، خلق لديه حافزاً للاستيقاظ صباحاً، كأنه على موعد للقاء أحد الأصدقاء، مضيفاً أنه لا يحب الخروج من المنزل كثيراً، ولا المشاركة في أنشطة اجتماعية، بعدما رحل أصدقاؤه القدامى، وانتقل جيرانه إلى أماكن سكن أخرى: «مال أول، كلهم ماتوا، وحتى الجيران مال زمان رحلوا من الفريج»، لافتاً إلى أن اهتمامه بالحديقة، وريّ الزرع منحه حافزاً للتواصل مع الطبيعة.

وأكد الفلاسي أن أكثر ما جعله متحمساً لمبادرة «حدائق كبار السنّ»، هو حبه الشديد لشجرة اللوز، التي كانت أول نبتة زرعها عندما أنشأ الحديقة. وعند سؤاله عن سبب تعلقه بهذه الشجرة، قال الفلاسي إنها مختلفة عن الأشجار التي اعتدنا عليها في المنطقة، وتابع أنها تناسب الطقس في منطقة الخليج العربي صيفاً وشتاء.

ولا ينافس حب الفلاسي لشجرة اللوز إلا حبه للبحر الذي يشعره النظر إليه بارتياح كبير. ويصف الفلاسي نفسه بالدولفين، لأنه عندما كان شاباً كان يسبح من منطقة الشندغة حتى ديرة، مضيفاً أنه لايزال يحب المشي قرب البحر، ويحرص على السير بمحاذاة الشاطئ، لأن هواءه «يفتح الصدر»، وفقاً لتعبيره.

وأجرت هيئة تنمية المجتمع في دبي رصداً للحالة الصحية والنفسية لكبار المواطنين، الذين أنشؤوا حدائق في منازلهم لقياس مدى استفادتهم من المبادرة، مشيرة إلى أن الدراسات الطبية أثبتت قدرة النشاط الحركي على تحسين الحالة النفسية عند الإنسان بشكل عام، وكبار السنّ بشكل خاص.

واستهدفت مبادرة إنشاء الحدائق عدداً من كبار المواطنين القادرين على أداء أنشطة حركية، وعددهم 17 من مجموع المسجلين في برنامج «وليف»، إلا أن 11 منهم شاركوا في المبادرة، وتمكنوا من زراعة منطقة خضراء حول بيوتهم، أغلبها من النباتات المزهرة.


حالة الفلاسي المعنوية تحسنت عما كانت عليه قبل البدء بالاهتمام بالحديقة.

مبادرة إنشاء الحدائق استهدفت عدداً من كبار المواطنين القادرين على أداء أنشطة حركية.

تويتر