Emarat Alyoum

مخالفة «الإهمال» تقتل 6 أشخاص في 35 حادثاً خلال 7 أشهر

التاريخ:: 26 أغسطس 2018
المصدر: محمد فودة - دبي
مخالفة «الإهمال» تقتل 6 أشخاص في 35 حادثاً خلال 7 أشهر

أكد مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، العميد سيف مهير المزروعي، أن هناك مخالفات، يعتبرها البعض بسيطة، تؤدي إلى حوادث قاتلة، منها مخالفة الإهمال التي تسببت خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري في وفاة ستة أشخاص، وإصابة 32 آخرين نتيجة 35 حادثاً بين 56 مركبة، معظمها وقع في فترة الليل.

وقال المزروعي، لـ«الإمارات اليوم»، إن «مثل هذا الخطأ الذي يبدو صغيراً يسفر عن عواقب فادحة، إذ يقترن بمخالفات أخرى، مثل السرعة أو عدم ترك مسافة كافية بين المركبات أو الانحراف المفاجئ»، مضيفاً أن الإهمال له مظاهر عدة مثل الانشغال بشيء ما، أو التقاط أشياء تسقط من يد السائق أثناء القيادة، لذا تحرص شرطة دبي دائماً على التنبيه بضرورة الانتباه أثناء القيادة.

وسجلت شرطة دبي حوادث بدت غريبة حين سئل أصحابها عن السبب أثناء تخطيطها، مثل شخص تورط في حادث اصطدام على شارع الشيخ محمد بن زايد، أثناء سيره بالقرب من مطار دبي، وعندما سئل عن السبب، قال إنه كان يشاهد طائرة أثناء هبوطها، فراوده حنين لأسرته التي غادرت إلى بلاده، فلم ينتبه إلى السيارة التي أمامه فصدمها بمركبته، حسب المزروعي، الذي

أشار إلى أن هذه المخالفات تشمل كذلك الرجوع إلى الخلف، إذ يعتقد بعض السائقين أن هذا سلوك عادي، وأنهم يملكون الاحترافية الكافية للعودة إلى الخلف بالمركبة، لكن حسب إحصاءات الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، فإن تلك المخال+فة أسفرت عن 50 حادثاً أسفرت عن إصابة 17 شخصاً ووفاة شخصين، ووقع معظمها خلال فترة الليل بواقع 29 حادثاً، مقابل 21 حادثاً خلال النهار، مؤكداً أن خطورة تلك المخالفة تتضاعف على الطرق السريعة، خصوصاً بالقرب من المخارج حين يتجاوز سائق المخرج الذي يقصده، ويحاول الرجوع إلى الخلف للدخول منه، فيتسبب في حوادث قاتلة.

وأوضح أن من المخالفات التي أسفرت عن حوادث قاتلة خلال الفترة ذاتها الدخول إلى الشارع قبل التأكد من خلوه، إذ تسببت هذه المخالفة في 85 حادثاً، بواقع 33 حادثاً ليلاً، و52 حادثاً نهاراً، وتورطت فيها 171 مركبة، وأسفرت عن إصابة 62 شخصاً ووفاة اثنين، مناشداً السائقين بضرورة التدقيق في العلامات الإرشادية والوقوف لثوانٍ للتأكد مما إذا كانت هناك سيارات قادمة أم لا، لأن الثانية الواحدة تفرق أحياناً في سلامة مستخدمي الطريق.

وتابع أن من أبرز هذه الأخطاء أيضاً، الوقوف في وسط الطريق من دون مبرر في حالة حدوث عطل بالمركبة، بدلاً من تحريكها إلى جانب الطريق، لافتاً إلى أن «هذه المخالفة تسببت خلال السنوات الماضية في حوادث قاتلة، لكن تراجعت إلى حد ما خلال النصف الأول من العام الجاري، إذ تسببت في حادثين، ما يُعد مؤشراً إيجابياً يعكس التزام الكثيرين بتوعية شرطة دبي من عواقب هذا السلوك الذي يستهين البعض به غير مدرك تبعاته، خصوصاً على الطرق السريعة».

وأشار إلى أن «معظم الحوادث التي نتجت عن الوقوف وسط الطريق وقعت سابقاً على شوارع سريعة، ولم يستطع السائقون القادمون من الخلف الانتباه إلى وقوف سيارات أمامهم»، مؤكداً ضرورة الاتصال بالشرطة في حال تعطلت المركبة وتعذر تحريكها.

وأفاد بأن السرعة الزائدة تُُعد أحد أخطر العوامل في الحوادث المرورية خصوصاً إذا اقترنت بمخالفات أخرى، مثل التجاوز الخاطئ أو الانحراف المفاجئ، لكن القيادة بسرعة تقل عن الحد الأدنى للسرعة المقررة لطريق تمثل خطورة كذلك في بعض الأحيان خصوصاً إذا كانت على طرق سريعة، لافتاً إلى أنها تسببت في وفاة شخص خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري.

وتابع: «من الأخطاء البسيطة التي تؤدي إلى حوادث بليغة أحياناً، عدم الاهتمام بصيانة الإطارات، أو تغييرها في وقت مناسب، ما يؤدي إلى انفجارها»، مشيراً إلى تسببها في إصابة شخص خلال الأشهر السبعة الأول من العام الجاري، مؤكداً ضرورة التدقيق على سلامة الإطارات خصوصاً في فصل الصيف نظراً إلى ارتفاع حرارة الطريق.


تحليل الحوادث

قال العميد سيف مهير المزروعي، إن الإدارة العامة للمرور بشرطة دبي تحرص على تحليل أسباب الحوادث المرورية بشكل دوري لوضع حلول فورية لها بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة، لافتاً إلى أنها استهدفت عشرات الآلاف بحملة «اعبر بأمان» للحد من حوادث الدهس التي تصدرت قائمة أنواع الحوادث لسنوات عدة.

وأضاف أنه مع اقتراب بدء الدراسة خلال الأسبوع المقبل، فإن الإدارة العامة للمرور استعدت بخطة شاملة لتأمين حركة انتقال الطلبة.

3 مخالفات وراء وفاة 66

حسب إحصاءات شرطة دبي، فإن 75% من الوفيات التي سجلت خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، بواقع 66 متوفى، نتجت عن ثلاث مخالفات فقط، هي: الانحراف المفاجئ (28 متوفى)، وعدم تقدير مستعملي الطريق (19 متوفى)، وعدم ترك مسافة كافية بين المركبات (19 متوفى)، فيما بلغ إجمالي الوفيات المسجلة في دبي خلال تلك الفترة 88 حالة.

الرجوع إلى الخلف بالمركبة يتسبب في 50 حادثاً أسفرت عن إصابة 17 ووفاة شخصين.