Emarat Alyoum

ماذا تعرف عن أبنائك؟

التاريخ:: 16 أبريل 2018
المصدر:
ماذا تعرف عن أبنائك؟

هل تتذكر تاريخ ميلاد جميع أبنائك وتشاركهم الاحتفال بهذا اليوم ولو بصورة بسيطة؟ هل تعرف أصدقاءهم؟ من هم أصدقاؤهم المقربون؟ من هم معلموهم المفضلون؟ ما أكلاتهم المفضلة؟ من هم قدوتهم؟ هل يستمعون كثيراً للأغاني؟ من يحبون من المطربين؟ هل يتبعون تعاليم دينهم؟ هل يعرفون ولو قدر بسيط عن تاريخ وطنهم؟ هل يعرفون قواعد اللغة العربية؟ كم ساعة يقضون على الكمبيوتر أو الموبايل؟ والسؤال الأهم: كم ساعة تقضيها أنت معهم؟ ولست أقصد عدد الساعات من حيث الكم، بل من حيث الكيف، فجودة الوقت هي الأهم.

من المهم جداً معرفة ما يمرون به وما يدور في أذهانهم ووجدانهم حتى لا نتركهم فريسة سهلة لغول التكنولوجيا.

الأسرة هي اللبنة الأهم في بناء المجتمع، وإذا بُنيت الأسرة على أساس من الحب والترابط بين أفرادها، فستكون لدينا المكونات الرئيسة والأهم لبناء مجتمع، فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع. إن رحلة تربية الأبناء ينبغي أن تكون رحلة ذات فائدة مزدوجة، يتعلم فيها الآباء معارف واتجاهات جديدة، بحيث يقومون بتنقيح وتحديث بعض المفاهيم التي تربوا عليها، فعلى سبيل المثال فكرة أننا كآباء نعرف أكثر عما ينبغي أن يدرسه أبناؤنا ليست بالضرورة أن تكون صحيحة، لنترك الأمر لميولهم، بل لنتركه للعلم والبحث العلمي الذي أنتج لنا اختبارات نفسية وعملية يمكن أن تساعد أبناءنا على معرفة ميولهم واتجاهاتهم، والتنبؤ بما يمكن أن ينجحوا فيه في المستقبل. أيضاً فكرة الإصرار على أن يحقق أبناؤنا المراكز الأولى في دراستهم، وأن تتم مكافأتهم على تحقيق المركز الأول فقط،‏ هذه أيضاً فكرة غير صائبة، والأصوب أن نشجعهم على بذل أقصى ما يستطيعون، وأن ندعمهم ونقدر جهودهم، وأن نبتعد عن النقد الدائم لهم ومقارنتهم بالآخرين.

إن الأبناء الذين يحظون بالقدر الكافي من الحب والاحتواء والاحترام والتقدير في سنواتهم الأولى، في كنف أسرتهم، لا شك سيكون لديهم إشباع نفسي، ينعكس إيجابياً على تكوين معتقداتهم وتوجهاتهم، ومن ثم سلوكياتهم وأفعالهم، وسيسهم ذلك في بناء مجتمع سوي، يتسم بروح المشاركة والتفاهم والتسامح، ولن يستميت أحد في الحصول على التقدير من الغير، لأنه ببساطة نشأ ولديه الإشباع النفسي والمعنوي. من المهم جداً وجود حوار مستمر بين الأهل والأبناء، ومعرفة ما يمرون به، وما يدور في أذهانهم ووجدانهم، حتى لا نتركهم فريسة سهلة لغول التكنولوجيا والإنترنت وأصدقاء السوء، وما أكثر التحديات والمخاطر، بدايةً من المخدرات والألعاب المجنونة التي تملأ الفضاء الإلكتروني اليوم، وانتهاءً بفقدان الإيمان بالله عز وجل، وبالأهل، وبالأوطان، فواجبنا أن نتكاتف جميعاً، أفراداً ومجتمعات ومؤسسات وحكومات، من أجل الحفاظ على ثروة المستقبل.

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .