Emarat Alyoum

معاناة تصنع أملاً.. وشباب يعيدون البسمة إلى مسنين

التاريخ:: 13 مارس 2018
المصدر: دبي - الإمارات اليوم
معاناة تصنع أملاً.. وشباب يعيدون البسمة إلى مسنين

نجحت مبادرة «صناع الأمل» منذ إطلاقها نهاية فبراير 2018، في اجتذاب مشاركات عديدة من شباب وشابات من مختلف أنحاء العالم العربي يتطلعون إلى المساهمة في نشر الأمل وصنع تغيير إيجابي، إذ تلقت آلاف قصص الأمل من أفراد ومجموعات، لديهم مشروعات ومبادرات، يسعون من خلالها إلى مساعدة الناس وتحسين نوعية الحياة، أو المساهمة في حل بعض التحديات التي تواجهها مجتمعاتهم.

وسعياً لمشاركة هذه القصص كي تكون مصدر إلهام للآخرين، نستعرض بعض قصص صناع الأمل التي ركزت على تحويل معاناة شخصية إلى نور وأمل للغير، وتكريس الجهود لمساعدة أصحاب الهمم والمسنين.


نغم.. حوّلت معاناتها الشخصية إلى أمل لغيرها

نغم المواجدة، صبية أردنية تبلغ من العمر 16 ربيعاً، اسمها يشي بالفرح والأمل، لكن حياتها حتى عهد قريب كانت رديفاً لليأس والألم. نغم ضحية عيار ناري، أصابها عن طريق الخطأ في إحدى المناسبات، فقررت تأسيس جمعية خاصة لمساعدة متضرري إطلاق العيارات النارية، سمّتها «نغم الحياة».

فقبل خمس سنوات، تعرضت نغم لتجربة مؤلمة حين أصيبت بعيار ناري، بطريق الخطأ، في عينها اليمنى، كما استقرت أجزاء من «الخرطوش» (نوع من الرصاص المستخدم للصيد) في أجزاء متفرقة من جسدها، وإذا كان الجسد قد شُفي من جراحه، فإن الألم النفسي الذي اضطرت نغم للتعايش معه وهي طفلة كان فوق قدرتها على الاحتمال. وقصة نغم تشبه قصصاً أخرى في الأردن لحوادث ومآسٍ ناجمة عن إطلاق العيارات النارية في الأفراح والمناسبات، إذ لم تعد الحياة لنغم تعني شيئاً، فانسحبت من الحياة، ومع ذلك، إرادة الأمل لدى نغم تغلبت على اليأس، فقد أدركت أن عليها أن تتجاوز واقعها وأن تفعل شيئاً إيجابياً لنفسها ولآخرين من ضحايا حوادث مماثلة. وهكذا، وبدعم والدتها، أنشأت في عام 2015 جمعية خاصة لمساعدة متضرري إطلاق العيارات النارية، سمّتها «نغم الحياة».

تهدف جمعية «نغم الحياة»، إلى تقديم الدعم والمساندة للمتضررين من إطلاق العيارات النارية، ومساعدتهم على تجاوز معاناتهم عبر دمجهم في المجتمع، وتنظيم الحملات والبرامج التوعوية لإيقاف إطلاق العيارات النارية في الأفراح والمناسبات الاجتماعية، وتنظيم حملات طبية وتوفير كل أشكال المساعدة الصحية والمادية والمعنوية للمحتاجين.

سعودية تكرّس رسالتها في الحياة لأصحاب الهمم

معاناة خالتها مع الإعاقة والصعوبات التي كانت تواجهها في التعامل مع المجتمع، ومعاناة أهلها أيضاً في توفير احتياجاتها، كانت ملهمة لبدرية الشهري، لأن تفكر جدياً في مشروع هدفه تحسين حياة «أصحاب الهمم» في مجتمعها.

وحين التقت شخصاً لديه الهاجس نفسه، يشارك أصحاب الهمم معاناتهم كونه من ضمن الفئة نفسها، أدركت بدرية أنها وجدت رسالتها في الحياة، وهي أن تكون طرفاً مبادراً وفاعلاً وخلاقاً في مشروع يمنح الأمل للآلاف من الناس من مجتمعها، ممن تحد الإعاقة حركتهم أو تعطّلهم عن تحقيق طموحاتهم، فانضمت إلى مبادرة «أصدقاء ذوي الإعاقة» التي طورها سلمان ضيف الله الدعجاني، متخذاً من معاناته مع الإعاقة وسيلة لمساعدة من هم على شاكلته كي يتخطوا معاناتهم ويتجاوزا إعاقتهم.

وتهدف المبادرة إلى الوصول لمجتمع صديق لأصحاب الهمم، من خلال أفكار عملية وبسيطة يمكن تطبيقها وتعميمها في المجتمع، بحيث تساعد على دمج أصحاب الهمم فيه، من خلال التواصل مع مختلف الجهات والمؤسسات المعنية لتجهيز كل المرافق العامة.

وتم تدشين تطبيق «برنامج صديق» الذكي لأصحاب الهمم وذويهم، حيث يوفر قائمة بالمحال والمؤسسات والشركات الصديقة، التي تقدّم خصومات ومزايا متنوعة تجعل تجربة الحياة بالنسبة لأصحاب الهمم وذويهم أيسر.

على مدى أكثر من عام، كرّست بدرية حياتها لهذه المبادرة، مواصلة الليل بالنهار من خلال العمل مع الدعجاني، صاحب فكرة المشروع، سعياً من جانبها كي تسهم ولو بقدر يسير في إنارة درب شخص يعاني إعاقة حركية أو سمعية أو بصرية أو أي شكل من أشكال الإعاقة التي قد تثبط عزيمته.

«بسمة للإيواء».. يعيد البسمة إلى وجوه المشردين المسنين

في مركز للإيواء بمنطقة الشرقية في القاهرة بمصر، أسسه الشاب محمود درج مع أصدقائه، يعيش نحو 130 مشرداً ممن احتضنهم المركز بهدف مساعدتهم على تجاوز حياة البؤس والمرض التي يعيشونها، ضمن مشروع تطوعي مجتمعي يشارك فيه أكثر من 150 شاباً وشابة من مصر. قصة محمود مع الأمل بدأت بالمصادفة في فبراير من عام 2016، أثناء مروره بأحد أحياء القاهرة، حيث شاهد مسناً، ملابسه رثّة، إذ ترجل محمود من السيارة، واتجه إليه، وحاول التحدث معه كي يعرف منه أية معلومات عن أهله أو مكان سكنه، لكنه لم يتوصل معه إلى شيء، حيث بدا واضحاً أن المسن يعاني اضطراباً نفسياً ما. لجأ محمود في البداية إلى الجيران، الذين تبرعوا بملابس لائقة للعجوز، قبل أن يأخذه إلى مكان للاغتسال، ومن ثم إلى الحلاق، حتى تحوّل إلى شخص آخر، مختلف تماماً عن منظره البائس الذي كان عليه في الشارع.

هذه الحادثة دفعت محمود إلى أن يواصل مهمته، فأطلق مبادرة لإيواء المشردين من كبار السن، ودعا أصدقاءه إلى مشاركته في تنفيذها، فانضم إليه عدد كبير من الشباب مدفوعين بذاك الحس الإنساني الذي تربوا عليه ألا وهو: الحفاظ على كرامة الناس، خصوصاً أولئك الذين هم في سن أو في وضع نفسي أو اجتماعي هم أحوج ما يكونون فيه إلى المساعدة والدعم.