Emarat Alyoum

جرجس: تفكك «دويلة البغدادي» لا يعني اختفاء ظاهرة الإرهاب

التاريخ:: 13 ديسمبر 2017
المصدر: هنادي أبونعمة - دبي
جرجس: تفكك «دويلة البغدادي» لا يعني اختفاء ظاهرة الإرهاب

لخص الأستاذ في سياسة الشرق الأوسط والعلاقات الدولية بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة لندن، الدكتور فواز جرجس، تصوراته للوضع السياسي في المنطقة والعالم، في عدد من القضايا المحورية الشائكة، تضمنت النزاعات العربية الإقليمية، التي جزم بأنها لن تدخل في نزاعات مباشرة، نظراً لأن إيران لديها آليات وأذرع تحارب من خلالها بكلفة أقل بكثير من تدخلها بشكل مباشر في الحرب.

الملف القطري

توقع الدكتور فواز جرجس عدم حدوث انفراج في الأزمة مع قطر، وقال إن الوضع سيشهد استمراراً في المراوحة السياسية، إذ لا يبدو أن أحداً من الاطراف المعنية بالأزمة مستعد لتقديم تنازلات، فيما تواصل القيادة القطرية التحدي، معتمدة على تركيا وإيران. وتابع أن استراتيجية قطر أصبحت واضحة من خلال الدبلوماسية والاستثمار الاستراتيجي في صفقات مع الدول الغربية. وعن الوساطات للتعامل مع الأزمة القطرية، قال جرجس إنه على الرغم من أهمية الوساطات الكويتية والأميركية، إلا أنها لم تؤتِ ثمارها حتى الآن، مشيراً إلى أن قطر قررت المضي بالاعتماد على دول غير عربية، معتمدة على الاستثمار الاقتصادي والدبلوماسي من خلال صفقات، لذلك يبدو حتى الأن أن فرص الانفراج في الأزمة القطرية ضئيلة.

وقال إن تفكك «دويلة أبوبكر البغدادي» لا يعني اختفاء ظاهرة الإرهاب، وإن العالم سيشهد تحولاً في استراتيجيات التنظيمات التكفيرية المسلحة، التي ستخوض هجمات لنشر عدم الاستقرار في المنطقة، وتضرب عصب الاقتصادات الوطنية، معتبراً أن مثلث خارطة الإرهاب في المنطقة سيكون مصر وليبيا والسودان، ليكون العام المقبل عاماً مصيرياً لمصر، حيث أثبتت الأحداث أن الجماعات المسلحة متجذرة في شمال سيناء، ما يضع مصر في تحدٍّ، إذ عليها أن تنجح في صياغة استراتيجية عسكرية ناجعة، وتجفيف المنابع البشرية والتنظيمية والتسليحية، من خلال الحاضنة الشعبية لتلك الجماعات.

وأكد أن إسرائيل تتجنب الدخول المباشر في الحرب، إلا في حال نشوء طارئ ممكن أن يدفعها إلى خوض حرب على «حزب الله» في لبنان وسورية، عندها يمكن أن تدخل إيران في الحرب، موضحاً أن نسبة احتمال حدوث حرب بين إسرائيل وسورية وإيران لا تتجاوز 35%.

ورأى جرجس أن الصراع في اليمن دخل مرحلة جديدة، يمكن أن تغير مجراه على المدى المنظور خلال السنتين المقبلتين، إلا أن العام المقبل سيشهد تصعيداً خطيراً في المشهد اليمني، أكثر تفرقة وأكثر تجزئة وأبعد عن الحل السياسي، نتيجة تغيرات ستحول النزاع من سياسي أيديولوجي إلى نزاع وحروب قبلية على أساس عصبي، وانخراط أكبر لإيران في النزاع اليمني.

أما بالنسبة للملف السوري، فقال جرجس إنه «لا توجد تغييرات جذرية، وإنه سيشهد مراوحة سياسية، حيث إن الرئيس السوري بشار الأسد لن يقدم أي تنازلات، وإن هناك إجماعا على بقاء الأسد في السلطة في المرحلة المقبلة، في ظل الدعم الروسي وتنامي القوة الروسية التي ستبقى خلال العام المقبل الرقم الصعب في السياسة الدولية، بعد أن استغلت الانكفاء الأميركي المستمر منذ عقدين من الزمن. وتوقع جرجس استقراراً نسبياً في العراق، في أعقاب اندثار دولة «داعش».