Emarat Alyoum

4 مهندسات يؤسسن «ألغا لايف» لإنتاج أحبار من الطحالب

التاريخ:: 13 أكتوبر 2017
المصدر: مريم المرزوقي - أبوظبي
4 مهندسات يؤسسن «ألغا لايف» لإنتاج أحبار من الطحالب

فكرة صغيرة انبثقت من حرص أربع طالبات على سلامة البيئة، وبعد قضاء وقت طويل بالمختبرات الكيميائية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، فكرت الطالبات: شيماء القصاب، ووردة الكندي، وخولة اليماحي، وخديجة اليماحي، في ابتكار حبر يعتمد بشكل أساسي على مكون واحد، هو الطحالب. وبعد مشاركتهن في أسبوع الابتكار، وتحديداً في منتزه الجامعة للعلوم والابتكار عام 2016، قررت المهندسات الأربع تأسيس شركتهن الصغيرة «ألغا لايف» (أي الطحالب، الحياة) ليبدأن رحلتهن التي يؤكدن عزمهن على توسيع آفاقها، والاستمرار في توسيعها.

الحماية الفكرية

أفادت مديرة شركة «ألغا لايف»، شيماء القصاب، بأنها وشريكاتها يعملن حالياً على استخراج شهادة براءة اختراع، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حقوقهن الفكرية، بعد أن استخرجن رخصة العمل، حتى يتمكنَّ من تصنيع الحبر على نطاق أكبر، والوصول إلى أسواق محلية وعالمية بصورة أسرع.

وروت المسؤولة عن التسويق والإعلان في المشروع، وردة، قصة تأسيس الشركة لـ«الإمارات اليوم»، قائلة إن الفكرة أتتهن في 2016، في بداية السنة الدراسية، خلال أسبوع الابتكار، مضيفة: «واجهنا صعوبات عدة في ذلك العام، ما اضطرنا إلى التغيب عن بعض الحصص الجامعية، وفكرنا في عدد من الأمور، أهمها أننا نريد بدء مشروع خاص بنا، يسهم في الحفاظ على البيئة».

وأضافت: «كنا سبع صديقات، في البداية، يجمعنا سكن الطالبات في جامعة الإمارات العربية المتحدة، وكنا نعتمد على وجود طابعة معنا لطباعة أبحاثنا، والأبحاث الأخرى التي تساعدنا في مجال دراستنا (الهندسة الكيميائية)، لكن حجم الطابعة كان يمثل مشكلة دائمة بالنسبة لنا، ولذا فكرنا في تطوير طابعة جيب صغيرة تساعد على حل هذه المشكلة، بدلاً من حمل طابعة كبيرة معنا».

وتابعت أنهن وضعن الخطط الأولية للمشروع، لكنهن لم يبدأن فيه فعلاً بسبب حرصهن على متابعة دراستهن، خصوصاً بعد اضطرارهن إلى التغيب عن بعض الحصص الجامعية، إذ تسبب ذلك في فقدانهن بعض الدروس، ففكرت خولة في التواصل مع الدكتور المحاضر، ليساعدهن على شرح ما فاتهن من معلومات.

وأكدت وردة أن الدكتور لم يتأخر عن الحضور، بل حاول شرح أكثر من موضوع لهن خلال وجوده معهن، وقالت إنه سألهن أثناء ذلك عن سبب تأخرهن عن حضور الدروس، فحدثنه عن مشروعهن، واقترح عليهن العودة إلى بحث سبق أن نشره، يتعلق بالطحالب وكيفية الاستفادة منها.

وأضافت أن الدكتور أكد لهن إمكان الاستفادة من الحبر الذي يستخرج من الطحالب، التي تدخل أيضاً في صناعة الإسفلت، لذا عملن على هذه النقطة في البدء، وبالفعل تمكنّ من تصنيع حبر خاص باستخدام الطحالب.

وأشارت إلى أنهن فكرن، بعد نجاحهن في استخراج الحبر من الطحالب، في المشاركة في أسبوع الابتكار في عام 2016، الذي وجه بتنظيمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتسجيل أسمائهن تحت اسم «ألغا لايف»، ضمن متنزه جامعة الإمارات للعلوم الابتكار.

وقالت المسؤولة عن تطوير المنتج في المشروع، خولة، إنهن شاركن ضمن المتنزه في مسابقة الابتكار، التي شارك فيها الطلاب والطالبات بـ60 فكرة، تأهلت منها 10 أفكار للدخول في حاضنة أعمال للطلبة، مضيفة أنهن حضرن ورش عمل، ودورات تدريبية تتعلق بإدارة الأعمال، والإدارة المالية، ووضع خطة كاملة ودراسة للجدوى.

وأضافت خولة: «وضعنا خطة للعمل خلال مشاركتنا في مسابقة الابتكار، إلا أن ثلاث طالبات انسحبن من المشروع بسبب ضغوط العمل، وبقي أربع فقط، ما دفعنا إلى العمل أكثر على تطوير الفكرة، خصوصاً أننا لاحظنا استهلاك كميات كبيرة من حبر الطابعات التقليدي، الذي يؤذي البيئة».

وشرحت أن «الحبر التقليدي يستخرج بطرق كيميائية تؤذي حتى مصنعيها، خصوصاً أنها مصنعة من مواد بترولية، الأمر الذي يجعلها تتسبب في أمراض عصبية مختلفة، وقد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان»، وتابعت أن «تصنيع الأحبار يعتمد أيضاً على قطع عدد كبير من الأشجار من أجل الحصول على كمية صغيرة من الحبر، الذي يستخدم بكثرة في الحياة اليومية».

وقالت إنهن وضعن كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، التي كانت تصف حال الاقتصاد الإماراتي بعد 50 عاماً، أي أن الدولة لن تعتمد على النفط بشكل أساسي وستصدر آخر برميل، وكان لابد من التوجه إلى حلول بيئية تسهم في دفع الاقتصاد.

وأفادت المسؤولة عن الشؤون المالية في المشروع، خديجة، بأن استخدام الطحالب الموجودة بكثرة قرب البحار والمحيطات، وحتى في المناطق الرطبة، يسهم في تقليل الاعتماد على قطع الأشجار واستخدام المواد البترولية على حد سواء.

وأضافت أنهن يستخدمن تقنيات معينة في استخراج الأحبار، ويعملن فيها من خلال مختبر خاص تم توفيره من خلال حاضنة الأعمال، إضافة إلى المختبرات في الجامعة، وحددن مهام عدة للفريق، حتى يتمكنّ من وضع خطة مناسبة للتطوير مستقبلاً، وإنتاج خطوط صديقة للبيئة لفترة طويلة.

إلى ذلك، قالت مديرة شركة «ألغا لايف»، شيماء، إنهن وضعن خططاً عدة للمستقبل، أهمها إنتاج مواد أخرى من الطحالب الصديقة للبيئة، موضحة أن «الطحالب لها علم خاص، وعالم كبير، ويمكن الاستفادة منها في استخراج الوقود الحيوي وتوليد الكهرباء، وهذه منتجات نحتاج إليها يومياً، إضافة إلى إمكان تصنيع البلاستيك والأوراق».

وأضافت أنهن يخططن، خلال السنوات القليلة المقبلة، لتصنيع أوراق صديقة للبيئة من الطحالب، خصوصاً أن هناك مواد أخرى تتبقى بعد استخراج الحبر، يمكن الاستفادة منها في هذا المجال، كما أنهن سيعملن على تطوير الطابعة التي مثلت أساس مشروعهن «ألغا لايف»، وهذه الطابعة ستكون في متناول أيدي الجميع، خصوصاً الطلبة، بأسعار مناسبة لهم، حتى يتمكنوا من استكمال دروسهم بسهولة، وطباعة بحوثهم باستخدام مواد صديقة للبيئة.

وقالت شيماء: «اكتشفنا أنه يمكن تصنيع منتجات عدة من خلال الطحالب، بعد إجرائنا بحوثاً في هذا المجال، وعلمنا أن هناك شركات عالمية دخلت مجال تصنيع منتجات العناية بالبشرة والماكياج، والأدوية الطبيعية، خصوصاً لمن لا يستخدمون المواد الكيميائية في حياتهم، ونريد أن نصل إلى هذه المرحلة في ما بعد».