حذّر من استنفادها بسبب تراجع عدد المواليد

«معاشات أبوظبي»: الادخار المبكر يحمي من «عثرات التقاعد»

نجاح هذا النظام يعتمد على وعي المواطنين بأهمية الادخار. الإمارات اليوم

طالب صندوق معاشات ومكافآت التقاعد في أبوظبي المواطنين باللجوء إلى ثقافة الادخار منذ الصغر، وعدم الاعتماد على المعاش التقاعدي مصدر دخل وحيداً، بعد التقاعد، محذراً من أن انخفاض معدل الإنجاب، وتناقص الجيل الشاب، قد يؤديان إلى استنفاد الأموال التقاعدية، وتالياً تراجع عدد الأيدي العاملة الشابة التي تسهم في دفع الاشتراكات التقاعدية.

5 نصائح لتقاعد مريح لا تترك الأمر للمصادفة:

وضع موقع «كاشي مي» خمس نصائح ينبغي عليك معرفتها للوصول إلى تقاعد مريح، هي:

1- لا تترك الأمر للمصادفة:

الناس يُقللون كثيراً من شأن كمية المال الذي يجب أن يُدخر، ليؤمن لهم دخلاً عند تقاعدهم، وإذا كنت لا تُدرك كم من المال تحتاج أن تدخر، فإن العواقب قد تكون وخيمة. في بريطانيا، على سبيل المثال، حصل أن ادخر الناس مبالغ أقل بكثير من اللازم، من أجل تقاعدهم، وهم الآن، بعد أن بلغوا سن التقاعد، يعيشون في حالة فقر.

2- لا تخف من الإقدام على المخاطر:

إن خطة التقاعد، خطة طويلة الأمد، وعادة ما تكون على المدى الطويل جداً، وعليك أن تُدرك أن هذه الأموال موضوعة جانباً من أجل تقاعدك، وليس من أجل التصرف بها قبل ذلك الموعد. وعليك، غالباً، ألا تكون قادراً على الوصول إلى تلك الأموال، حتى لو أردت ذلك، وأن تتحلى بالقدرة على تحمل الإخفاقات المُرتبطة باستثمارات ذات مخاطر أعلى، فمع أي استثمار، هناك مُفاضلة بين المخاطرة والمكاسب، وكلما خاطرت أكثر، كانت عائداتك الإجمالية المُتوقعة أعلى على المدى الطويل (10 سنين أو أكثر)، وكلما كنت أبعد عن التقاعد، كان بإمكانك تحمل المخاطر الاستثمارية أكثر، ومن المهم أيضاً أن تقلل مخاطرتك، كُلما اقتربت من التقاعد، من أجل حماية الأموال التي راكمتها.

3- لا تخف إذا خسرت بعض أموال استثماراتك:

التناقص التدريجي في القوة الشرائية لمالك، هو بالتأكيد أكثر تدميراً بالنسبة لثروتك من الهبوط المؤقت، العائد إلى تقلبات السوق، وعليك أن تتقبل هذه التقلبات، وأن قيمة استثماراتك ستنخفض، كما أن عليك أن تتقبل أن هذه الأموال هي أموال تقاعدك، وأنك لن تحتاجها سنوات عدة، ولذلك، فإنها ليست مُخصصة لتحسين نوعية حياتك قبل التقاعد.

4- لا تستثمر في الصناديق الاستثمارية نفسها:

ما قد يكون مكاناً مناسباً لبدء استثمارك، قد لا يكون المكان الصحيح للاستثمار طوال فترة استثمارك.

5- عليك استكشاف السوق:

عندما تصل إلى سن التقاعد، عليك أن تُحوّل أموال تقاعدك إلى دخل، وهناك طرق متنوعة للقيام بذلك، بما فيها الأكثر شيوعاً، وهو شراء دخل سنوي. عليك ألا تقبل أول مُعدّل يُقدم إليك، الذي عادة ما تُقدمه المؤسسة صاحبة برنامجك التقاعدي، لكنك ستكون عادةً قادراً على الحصول على دخل أفضل بكثير، من خلال استكشاف السوق، وسؤال مؤسسات أخرى عن المُعدلات التي تقدمها.

وقال الصندوق لـ«الإمارات اليوم»: «إذا تطرقنا للتغييرات التي تطرأ على أنظمة التقاعد، وأشرنا إلى التجارب العالمية في هذا المجال، فسنجد أنه منذ زمن طويل كان عدد أفراد الجيل الشاب أكثر من كبار السنّ، وتالياً كان الجيل الصاعد يدفع اشتراكات تقاعدية بمعدل أكبر من المعدل الذي يتسلم به كبار السنّ معاشاتهم التقاعدية»، مشيراً إلى أن «هذا هو الوضع السليم لأي صندوق تقاعد يتصف بالاستدامة المالية».

وأضاف: «لابد أن يعيَ المواطن خطورة تأثر أنظمة التقاعد بالتغيرات الديموغرافية للمؤمّن عليهم والمتقاعدين. وبالنظر إلى التجارب العالمية في هذا الشأن، سنجد أن معدل الإنجاب انخفض في الفترة الأخيرة، وكبُر الجيل الشاب، وأصبح يعيش سنوات أكثر، نظراً لتحسن العناية الطبية ونمط الحياة، ما أدى إلى استنفاد الأموال التقاعدية المتراكمة، وتراجع عدد الأيدي العاملة الشابة التي تسهم في دفع الاشتراكات التقاعدية»، لافتاً إلى أنه «نتيجة لذلك أصبح الأفراد في كل من الولايات المتحدة وأوروبا مضطرين إلى التقاعد في سنّ متأخرة (حيث يعد عمر 67 عاماً أو أكثر، سنّاً طبيعية ومقبولة للتقاعد في كثير من الدول). وفي كثير من الحالات يكون المعاش التقاعدي غير كافٍ، ومن ثم لجأ مواطنو هذه الدول إلى الاعتماد على الادخار، لعلمهم بأن المعاش التقاعدي لن يمثل ضمانة لحياة كريمة».

ولفت الصندوق إلى ارتفاع معدل القوى العاملة الشابة الداعمة في الدولة، مقابل معدل كبار السنّ، خلال الفترة الراهنة. لكنه أكد في الوقت نفسه أن معدل الإنجاب في تناقص مستمر، مشيراً إلى احتمال تكرار الأوضاع التي واجهتها دول أخرى.

ودعا المواطنين إلى الاستفادة من التجارب السابقة في هذا المجال، عبر مواجهة هذه المشكلة من خلال تعزيز ثقافة الادخار المبكر، استعداداً لأي تغييرات مستقبلية على المعاش التقاعدي.

وأضاف: «لا شك في أن تعزيز ثقافة الادخار منذ الصغر يحتاج إلى حملات توعية وورش، لرفع مستوى وعيهم حول أهمية هذا السلوك، والصندوق يقدم ورشاً توعوية حول قانون المعاشات وخدمات الصندوق، إلا أنه يخطط لتقديم هذا النوع من الورش التوعوية مستقبلاً، لاسيما أن الحكومة عمدت إلى توفير المعاش التقاعدي، حرصاً منها على توفير حياة كريمة للمواطنين بعد التقاعد، لكن هنالك جزءاً من المسؤولية يلقى على عاتق المواطنين أيضاً، وهو التفكير في الادخار».

وأوضح أن نظام المعاشات المعمول به في أبوظبي هو نظام منافع محددة، أي أن المؤمّن عليه يسدد الاشتراكات المنصوص عليها في القانون، ويحصل على المنافع التي يحددها القانون أيضاً، وليس هناك خيارات للاشتراك التطوعي، أو دفع نسبة اشتراكات إضافية اختيارياً، إلا أن الصندوق يمكن أن يسهم في رفع الوعي بأهمية الادخار من خلال ورش وبرامج توعوية.

وعدّد الصندوق إيجابيات ثقافة الادخار بالنسبة للأفراد، موضحاً أنها توفر استقراراً وأمناً مالياً يضمن للأفراد الاستمتاع بتقاعد مريح ومستدام، لكن الميزة الأساسية بالنسبة لصندوق المعاشات هي أن يصبح المواطنون أكثر جاهزية للتقاعد، وهو ما يُمكّن الصندوق من دعم الحكومة لتوفير حياة تقاعدية كريمة لهم، إضافةً إلى ذلك تسهم مدخرات التقاعد الطوعية في إشراك القطاع الخاص، مثل البنوك والشركات الاستثمارية، ما ينعكس إيجاباً على النمو الاقتصادي لهذا القطاع. وقال إن كثيراً من الدول تمتلك أنظمة تقاعد طوعية ناجحة يمكن تطبيقها في أبوظبي، موضحاً أن هناك ست دول فقط من بين الدول الـ34 التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، لا تمتلك نظام ادخار تقاعدياً إضافياً، بينما توجد ثمانٍ من هذه الدول تبلغ فيها نسبة العاملين المشمولين بهذا النظام 40%.

وأشار الصندوق إلى أن نجاح هذه النظام يعتمد على وعي المواطنين بأهمية الادخار، والمساهمة باشتراكات تطوعية لزيادة دخلهم بعد التقاعد.

تويتر