Emarat Alyoum

السجين «محمد» يستعيد حريته بعد سداد النفقة الشرعية

التاريخ:: 14 نوفمبر 2017
المصدر: أحمد المزاحمي ـــ العين
السجين «محمد» يستعيد حريته بعد سداد النفقة الشرعية

سددت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي ومتبرعان 315 ألفاً و816 درهماً قيمة النفقة الشرعية المترتبة على المواطن محمد البلوشي، الذي يقضي عقوبة بالسجن لعدم سدادها لطليقته، إذ سددت الدائرة 115 ألف درهم، فيما تكفل المتبرعان بسداد 200 ألف درهم، فيما بدأ «صندوق الفرج» إجراءات الإفراج عنه.

وقال المدير التنفيذي لقطاع العمل الخيري في الدائرة، أحمد درويش المهيري، إن «التبرع جاء من منطلق حرص الدائرة على المشاركة في العمل الخيري الإنساني، الذي يأتي ترجمة لسياسة قيادة الدولة، وفي إطار مبادرة (2017 عام الخير)».

وأضاف أن «مبادرة الدائرة ليست الأولى في هذا المجال، إذ سبق أن تعاونت مع (صندوق الفرج) في الإفراج عن سجناء معسرين، مواطنين ومقيمين، بهدف التفريج عن كربهم وتخفيف معاناة أسرهم».

وتابع أن «الدائرة تسعى إلى تعزيز روح التضامن والتكافل الاجتماعي، ومن هنا فهي تعطي السجناء الأولوية في المساعدة، لتأكيد المفاهيم الحديثة لدور المنشآت الإصلاحية والعقابية التي تهدف إلى ضمان حياة كريمة للسجناء، وإعادة دمجهم في المجتمع لبدء حياة جديدة».

وقال رئيس مجلس إدارة صندوق الفرج، الدكتور ناصر سالم سيف لخريباني النعيمي: «نشكر الدائرة والمتبرعين على موقفهم الإنساني من خلال سداد النفقة الشرعية المترتبة على النزيل محمد البلوشي، وهذا ليس غريباً على الدائرة في تبرعاتها الدائمة في الإفراج عن السجناء المعسرين»، مشيراً إلى أن «إدارة الصندوق ستباشر التنسيق مع المستفيدين للإفراج عنه في الأيام القليلة المقبلة».

وكانت «الإمارات اليوم» نشرت أخيراً، قصة معاناة النزيل لعدم قدرته على سداد النفقة الشرعية المترتبة عليه في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها.

وأعرب السجين عن سعادته وشكره العميق للمتبرعين والدائرة لوقفتهم معه في ظل المعاناة التي يمر بها، مشيراً إلى أن هذه الوقفة ليست غريبة على أبناء الدولة ومؤسساتها في تكاتفهم لمساعدة المعوزين في المجتمع، خصوصاً السجناء المعسرين.

والمواطن «محمد البلوشي» (38 عاماً)، نزيل في السجن المركزي في العين على ذمة نفقة شرعية قدرها 315 ألفاً و816 درهماً، وإمكاناته المالية المتواضعة لا تسمح بتوفير المبلغ، فضلاً عن إصابته بأمراض عدة منها مرض السكري، واستئصاله ورماً سرطانياً من الغدة الدرقية.

وكان محمد البلوشي روى قصته، قائلاً: «كنت أعمل في جهة حكومية خلال الفترة من 1996 حتى 2005، واستطعت خلال هذه الفترة تكوين نفسي، وخلالها تزوجت وأنجبت ابنين».

وأضاف: «كانت حياتي الزوجية في الأعوام الثلاثة الأولى تسير دون أي مشكلات، ولكن بعدها بدأت الخلافات وطلبت زوجتي الطلاق، وأقامت ضدي دعوى طلاق أمام المحكمة، وعقدت ثلاث جلسات قضائية، وفي كل مرة كان يُرفض الطلاق لعدم وجود أسباب مقنعة، ولكن في الجلسة الرابعة صدر حكم الطلاق، وتضمن إلزامي بدفع مؤخر صداق 30 ألف درهم، ونفقة شهرية للأبناء 2000 درهم».

وتابع: «وقتها كنت لا أعمل، وبعد معرفة ظروفي المعيشية وإمكاناتي المالية المحدودة تم خفض المبلغ إلى 1500 درهم شهرياً للأبناء، وحاولت جاهداً البحث عن عمل في جهات ومؤسسات حكومية وخاصة، ولكن لم أوفق، لكن أتيحت لي فرصة التدريب في أحد البنوك الوطنية لمدة ثلاث سنوات، وكان يصرف لي راتباً 3000 درهم، بعدها حصلت على شهادة التدريب في المجال المصرفي، ثم تم تعييني في البنك وأصبحت أتقاضى راتباً 10 آلاف درهم، وبعدما أكملت سنتين قدمت استقالتي، وعملت في إحدى شركات التأمين براتب 6000 درهم».

وأكمل البلوشي: «طليقتي رفعت ضدي دعوى في المحكمة عام 2012، تطالب بزيادة النفقة الشهرية إلى 6500 درهم، ولم أستطع سداد المبلغ لأنه مبلغ الراتب نفسه، بعدها صدر حكم ضدي بتراكم النفقة الشهرية المترتبة علي من 2012 إلى 2017، ووصلت إلى 315 ألفاً و816 درهماً، ودخلت سجن العين المركزي على ذمة القضية».

يذكر أن «صندوق الفرج» وقع مع صحيفة «الإمارات اليوم» مذكرة تفاهم في عام 2011، بهدف التعاون لمساعدة نزلاء المنشآت الإصلاحية والعقابية من المعسرين للإفراج عنهم.