والدة الطفل اضطرت لإجراء عملية قيصرية لإنجابه بسبب نقص الأوكسجين

متبرّع يسدد المتبقي من فاتورة ولادة «عمر»

سدّد متبرع بقية المبلغ المطلوب من كلفة ولادة الطفل «عمر»، الذي اضطرت والدته لإجراء عملية قيصرية في مستشفى العين لإنجابه، ولم تتمكن من سداد كلفة العملية. ونسّق «الخط الساخن» بين المتبرع وإدارة المستشفى لتحويل قيمة المساعدة إلى حساب المريضة.

الأطباء قرروا إجراء العملية القيصرية بعدما أكدت التحاليل أن حياة الجنين والأم عرضة للخطر

وكانت «الإمارات اليوم» نشرت في الثامن من أغسطس الجاري قصة «أم عمر»، التي عانت ظروفاً صحية صعبة في بداية الشهر التاسع من الحمل، ظنتها في البداية متاعب حمل عادية، إلا أن آلامها أخذت تزداد حدة، إلى أن بلغت درجة لا تحتمل، فلجأت إلى مستشفى العين وهي في حالة سيئة، وقرر الأطباء إجراء عملية ولادة طارئة ومبكرة، نتيجة وجود مشكلة في المشيمة، أدت إلى توقف وصول الدم إلى الجنين، وحدوث نقص في الأوكسجين.

واتخذ الأطباء قرارهم بإجراء العملية بعدما أكدت التحاليل الطبية والأشعة أن حياة الجنين والأم ستكون عرضة للخطر في حال استمرار الحمل، إلا أن المرأة وجدت نفسها إزاء مشكلة من نوع آخر، إذ تجاوزت كلفة عملية الولادة القيصرية حدود إمكاناتها المالية المتواضعة، لتبلغ 19 ألفاً و39 درهماً.

وقد بادرت «الهلال الأحمر الإماراتي» بسداد 5000 درهم من قيمة العملية، فيما تبقى عليها مبلغ 14 ألفاً و39 درهماً، الأمر الذي حال دون استخراج شهادة ميلاد «عمر»، وهو طفلها الأول.

وتفصيلاً، قالت «أم عمر» إنها حضرت إلى الإمارات مع زوجها للعمل، وأقاما في منزل أحد أقربائهما، وقد تمكنت من الحصول على فرصة لإعطاء دروس خصوصية لبعض الطلبة، إلا أن زوجها لم يتمكن من العثور على وظيفة، على الرغم من أنه كان يبحث عن عمل يومياً. وتابعت: «خلال تلك الفترة حملت بطفلي الأول، لكن زوجي لم يستطع الاستمرار في انتظار فرصة عمل، فقرر العودة إلى السودان».

وأضافت: «كنت أراجع إحدى العيادات الخاصة في مدينة العين دورياً، طوال فترة الحمل. وكانت الأمور جيدة، فأنا لم أشكُ من أي أعراض غير طبيعية خلال أشهر الحمل، لكن مع دخولي الشهر التاسع بدأت أشعر بمشكلات صحية، وأعاني آلاماً لا تحتمل، فتوجهت إلى مستشفى خاص قريب من المنزل. وقد أظهرت الفحوص الطبية والأشعة تعرض الجنين لنقص في كمية الأوكسجين، لتسارع في دقات القلب، فقرر الأطباء إجراء عملية قيصرية مستعجلة، خلال ‬24 ساعة، حتى لا تتعرض حياتي أو حياة الطفل للخطر».

وتابعت: «قررت الذهاب إلى مستشفى العين، حيث تمت ولادة (عمر)، ووضع في الحضانة لمدة يومين تحت الملاحظة المستمرة حتى تحسنت حالته الصحية. وعند القيام بإجراءات الخروج من المستشفى أخبرتني إدارة المستشفى بأن علي سداد 19 ألفاً و39 درهماً - هي كلفة عملية الولادة - حتى أتمكن من الحصول على شهادة ميلاد للطفل، لكنني لم أستطع تأمين المبلغ المطلوب، بسبب ظروفي المالية الصعبة».

وتوجهت «أم عمر» بالشكر إلى المتبرع، مثمنة وقوفه معها في معاناتها، ومؤكدة أن مبادرته أسعدتها، وأعادت الطمأنينة إلى حياتها. وقالت إن الخير مزروع في نفوس أبناء المجتمع الإماراتي، صغيرهم وكبيرهم، وإن أيادي الخير التي يمدونها إلى المحتاجين في كل مكان من العالم تمثل دليلاً على أصالتهم.

تويتر